جراجات وحضانات المرور: الركنة واحدة.. والمصير مختلف

كتب: سحر عزازى ومحمد سعيد الشماع

جراجات وحضانات المرور: الركنة واحدة.. والمصير مختلف

جراجات وحضانات المرور: الركنة واحدة.. والمصير مختلف

«ركنة» السيارة بشكل مؤقت تمثل عبئاً فى كثير من الأحيان لأصحابها، لكن الحال قد يختلف مع الركنة الدائمة، إذا اضطر أصحابها للسفر لظروف متنوعة، وهو ما يضطرهم إلى وضع سياراتهم فى جراجات آمنة طيلة فترة السفر، فيما يعرف بحضانات السيارات، ويلجأ بعض أصحاب السيارات، خصوصاً المسافرين خارج مصر، إلى رفع سياراتهم بالجراجات الخاصة من أجل الحفاظ عليها طوال فترة عدم استخدامهم لها مقابل مبلغ يدفعه شهرياً لصاحب الجراج يختلف من منطقة لأخرى.

محمود إسماعيل «38 عاماً»، يعمل مُحاسباً وسافر منذ عدة سنوات خارج مصر، قام برفع سيارته داخل أحد الجراجات الخاصة بمنطقة حدائق القبة، لأنه كان يحتاج للحفاظ عليها خلال فترة سفره التى تقترب من العام، قال لـ«الوطن»: «فكرت إنى أرفع العربية لأنها هتفضل مركونة فترة طويلة ومكنتش عاوز تبوظ فيها حاجة وتفضل العربية سليمة زى ما هى»، مشيراً إلى أن العاملين داخل الجراج قاموا بخلع الإطارات الأربعة للسيارة، وفصل البطارية، ووضعوها داخل السيارة.

سيارة «إسماعيل» تم إسنادها على 4 أحجار وُضعت مكان الإطارات الأربعة، وتم الاتفاق على دفع 300 جنيه فى الشهر، مضيفاً: «كنت متعود خلال فترة سفرى أرفع العربية، ولما أنزل الشهر الإجازة بتاعى أتحرك بيها، وأرفعها تانى بعد كده»، مؤكداً أنه كرر رفع السيارة أكثر من مرة للحفاظ عليها.

"طارق": "العربية حصل لها مشاكل كتير وهى مرفوعة"

محمد طارق «29 عاماً» يعمل مهندساً مدنياً بإحدى الشركات، يحكى قصته مع رفع السيارات داخل الجراجات الخاصة، قائلاً إنه منذ حوالى 5 أعوام قامت أسرته التى تعيش فى السعودية برفع سيارتهم بأحد الجراجات فى منطقة العباسية بالقاهرة، نظراً لعدم حاجتهم لها خلال هذه الفترة أملاً فى الحفاظ عليها، وقاموا بالفعل برفعها لمدة 8 أشهر.

تجربة أسرة «طارق» مع رفع السيارة لم تكن مُوفقة، موضحاً أن السيارة حدث لها الكثير من المشاكل عقب تشغيلها لأول مرة بعد انتهاء الرفع، مضيفاً: «العربية حصلت لها مشاكل كتيرة سواء فى البطارية، أو وصلات الكهرباء، والكاوتشات الأربعة كانت نايمة على الأرض»، مشيراً إلى أنهم لم يُكرروا رفع السيارة مرة أخرى بعد هذا الموقف، ويرى «طارق» أن المستفيد الأكبر من رفع السيارات هم أصحاب الجراجات الخاصة، متابعاً: «العربيات دى بتبقى مرفوعة فى آخر الجراج ومبتاخدش مكان كبير، وبتبقى سهلة على اللى شغالين فى الجراج، لأنها عربية ثابتة ومابتتحركش، خصوصاً أن الجراجات اللى موجودة فى مصر ضيقة جداً وحركة العربيات الكتيرة أكتر حاجة بتضايق اللى شغالين فى الجراجات»، مؤكداً أن صاحب الجراج يحصل على مقابل مادى نظير رفع السيارة يتراوح ما بين 250 و350 جنيهاً شهرياً.

تكلفة الركنة من 300 لـ800 جنيه شهرياً.. والسعر يختلف حسب المنطقة

وأوضح عمر فوزى «35 عاماً»، يعمل داخل أحد الجراجات بالدقى منذ أكثر من 20 عاماً، أن أغلب أصحاب السيارات الذين يتجهون لرفعها يكونون مسافرين خارج مصر لمدة سنة أو أكثر، ويحتاجون للحفاظ على سياراتهم، مضيفاً: «عشان العربية متتبهدلش فى الأرض سواء الكاوتشات بتاعتها أو تاكلها البارومة»، مؤكداً أن أصحاب السيارات يستخدمونها خلال فترة الإجازة من أسبوعين إلى شهر كامل، مشيراً إلى أن تكلفة رفع السيارة شهرياً تبدأ من 400 حتى 800 جنيه.

محامٍ: "أحياناً يتم طمس بيانات اللوحة والشاسيه ونواجه صعوبة فى التعرف عليها"

«هناك مئات السيارات فى الحضانات التابعة لوزارة الداخلية، تنتظر قدوم أصحابها لانتشالها من حرارة الشمس وبرودة الشتاء، وتمر الأيام والشهور والسنوات، حتى تظهر عليها علامات التلف، وتُباع فى مزاد علنى بعد مرور 5 سنوات على احتجازها، وهى المدة التى تسقط فيها ملكيتها، وفى هذه الحالة يتم عرضها كخردة وقطع غيار أو مستعملة يصلح أن تتجدد أوراقها وتلتقط أنفاسها مرة أخرى عن طريق مالك جديد»، هذا ما أكده أحمد مصطفى، محام متخصص فى السيارات المسروقة، لافتاً إلى أن لكل «موديل» سعراً وأقل من أسعار السوق، حيث يحضر التجار ويبدأ المزاد ويتم معاينة السيارات وبيعها.

فى كل محافظة يوجد جراج كبير أو ما يسمى بالحضانات التابعة لعدد من أقسام الشرطة، يتم تسجيلها فى نشرة مباحث السيارات التابعة لشبكة الأمن العام، التى تحتفظ ببياناتها للاستعلام عنها، وتابع: «أوقات بيتم طمس بيانات اللوحة والشاسيه ونواجه صعوبة فى التعرف عليها»، وقال إن هناك 3 أشكال للسيارات التى تسكن الحضانات، إما تتم مصادرتها فى قضية أو محجوزة على ذمة قضية أو مسروقة وصاحبها لم يعثر عليه، وبالتالى تكثر السيارات مجهولة الهوية ويتم بيعها للاستفادة منها بدل «الركنة»، لأنها مع مرور الوقت تفقد قيمتها الشرائية، نتيجة تعرضها للشمس والأتربة والبرودة والمطر وعدم العناية بها، وأضاف أنه تعرف على عدد من السيارات المسروقة أثناء رحلة البحث عنها فى الحضانات المختلفة واستردها لأصحابها عن طريق بحث الأدلة الجنائية، حيث يتم فحصها وأخذ بياناتها وعينات منها، موضحاً: «فيه عربيات بتكون مهربة من الجمرك، وهناك نوع من السيارات المجهولة التى يتم حجزها لسنوات داخل الحضانات يأتى أصحابها بها من الخليج على سبيل المثال وعمل ترخيص لها لمدة 3 أشهر طوال فترة إقامتهم ويتم سرقتها ويعودون بعد العثور عليها وما بيكونش ليها أوراق سوى الإفراج الجمركى المؤقت الذى يتبعه البعض».

وأكد فادى عبدالعظيم، صاحب سيارة مسروقة تم استردادها بعد 4 سنوات، أن هناك حضانات فى كل محافظة، منها القاهرة التى تحتجز فيها السيارات المجهولة والمسروقة فى مدخل مدينة 15 مايو، ويوجد بها أكثر من 800 سيارة، مضيفاً: «لما كانوا بيطلعوا الدفاتر كنت بتوه فيها»، وقال إن سيارته تمت سرقتها من تحت منزله فى مدينة نصر، على يد طلاب جامعيين، وسعى بكل قوته لاستردادها حتى تمكنت الشرطة من القبض عليهم، مضيفاً: «ساعتها العربية ماكانتش معاهم ورجعت على يد الشخص اللى اشتراها وهو اللى دور عليّا، ولو مش جارى اللى كلمنى، كنت هقول ده واحد نصاب».


مواضيع متعلقة