"جليد يوم القيامة" يثير قلق العلماء بسبب درجة حرارته الدافئة

كتب: مصطفى الصبري

"جليد يوم القيامة" يثير قلق العلماء بسبب درجة حرارته الدافئة

"جليد يوم القيامة" يثير قلق العلماء بسبب درجة حرارته الدافئة

وصل روبوت غطاس يدعى "آيسفين" إلى مواقع لم يصل إليها البشر من قبل في القارة القطبية الجنوبية، وبالتحديد أسفل منطقة "جليد يوم القيامة"، وكشف أنها على عكس المتوقع ذات درجات حرارة دافئة بشكل غير عادي.

اكتسبت هذه المنطقة الجليدية، المعروفة رسمياً باسم "جليد ثويتس"، لقب "جليد يوم القيامة" لأنها واحدة من أسرع الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية في معدل الذوبان، بحسب موقع "live science".

وفوجئ العلماء عندما علموا أن المياه عند هذه المنطقة، التي هي نقطة التقاء الجليد بالبحر، تتجاوز درجتان مئويتان، أي فوق درجة حرارة التجمد العادية.

يقول مدير مختبر ديناميكا الموائع البيئية في جامعة نيويورك والباحث البارز في البعثة الاستكشافية التي تولت هذه المهمة، ديفيد هولاند: "المياه دافئة في هذا الجزء من العالم، النائي كما قد يبدو، يجب أن يكون هذا بمثابة تحذير لنا جميعًا بشأن التغيرات الأليمة المحتملة على الكوكب الناجمة عن تغير المناخ"، وفقا للموقع الأمريكي المهتم بالأخبار العلمية.

الرحلة لجمع هذه البيانات لم تكن سهلة، إذ استعان العلماء بروبوت غطاس اسمه "آيسفين"، على شكل طوربيد، من خلال ثقب يبلغ طوله 700 متر قاموا بحفره عبر الجبل الجليدي.

وقال بريتني شميدت، أستاذ علوم الأرض والغلاف الجوي في "جورجيا تك"، المشارك في البعثة الاستكشافية، "نحن فخورون بآيسفين، لأنه يمثل طريقة جديدة للنظر إلى الأنهار والجبال الجليدية، ولأول مرة حقًا، يمكننا أن نقطع مسافة أميال تحت الجليد لقياس ورسم خرائط لعمليات لا يمكننا الوصول إليها بطريقة أخرى، وألقينا أول نظرة عن قرب على هذه المنطقة، وهي منطقة التقاء الجانب السفلي من النهر الجليدي بمياه البحر".

أمضى الفريق، الذي يطلق عليه MELT، في منطقة "جليد يوم القيامة" حوالي شهرين، في درجة حرارة 30 درجة مئوية تحت الصفر، واستطاعوا من خلال "آيسفين" الحصول على قياسات وصور حتى يتمكنوا من تحديد المنطقة في وقت لاحق، بالإضافة إلى فهم درجات الحرارة والمتغيرات هناك.

معدل الذوبان في منطقة "جليد يوم القيامة" بسرعة متزايدة، وتضاعفت كمية الجليد الذائبة في هذه المنطقة خلال السنوات الثلاثين الماضية، مما يجعلها واحدة من أسرع المناطق المتغيرة في أنتاركتيكا.

وقال كيث نيكولز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا، والعضو في فريق MELT، "نعلم أن مياه المحيط الأكثر دفئًا تؤدي إلى تآكل العديد من الأنهار الجليدية في غرب أنتاركتيكا، لكننا قلقون بشكل خاص بشأن منطقة ثويتس، وستوفر البيانات الجديدة منظورًا جديدًا للعمليات الجارية، حتى نتمكن من التنبؤ بالتغيير المستقبلي بمزيد من اليقين".


مواضيع متعلقة