رئيس جامعة القاهرة يدعو لتطوير علوم الدين وتفكيك الخطاب البشري التقليدي

كتب: أحمد أبوضيف

رئيس جامعة القاهرة يدعو لتطوير علوم الدين وتفكيك الخطاب البشري التقليدي

رئيس جامعة القاهرة يدعو لتطوير علوم الدين وتفكيك الخطاب البشري التقليدي

دعا الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إلى تطوير علوم الدين وليس إحياء علومه، قائلا: "بات من الضروري تفكيك الخطاب البشري التقليدي، والبنية العقلية التى تقف وراءه، وتأسيس خطاب ديني"، مؤكدا أن ذلك يمثل حاجة ملحة.

وأوضح الخشت في حديثه لـ"الوطن"، أن هناك فرق بين الخطاب الديني والنص الديني، فالنص هو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، أما الخطاب الديني، فهو عمل بشري فى فهم القرآن والسنة، يمكن إعادة النظر فيه، ويجب أن نعيد تفكيك هذا النص البشري، لكى نعيد بناء العلوم.

وأضاف: عندما ظهر دعاة الإصلاح بداية من القرن الـ19، ودعوا إلى التحديث والإصلاح الديني، لم يقم أى منهم بمحاولة "تطوير علوم الدين"، بل حاولوا "إحياء علوم الدين"، كما تشكلت فى الماضى، وكأن النهضة تحدث بإحياء العلوم القديمة، رغم أنها علوم بشرية، نشأت لتواكب العصر الذى وُجدت فيه من مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبالتالى قد لا تكون مناسبة لعصور أخرى لها ظروفها ووقائع حياتها، التى قد تتباين تباينا جليا عن سابقتها، هى علوم عظيمة فى عصرها، لكنها لا تصلح لكل زمان ومكان مثل المتن المقدس.

ولفت الخشت، إلى أن العلوم التى نشأت حول الدين علوم إنسانية، تقصد إلى فهم الوحى الإلهي، فالقرآن الكريم إلهى لكن علوم التفسير والفقه وأصول الدين وعلوم مصطلح الحديث وعلم الرجال أو علم الجرح والتعديل وغيره، علوم إنسانية أنشأها بشر، وكل ما جاء بها اجتهادات بشرية، ومن ثم فهى قابلة للتطوير والتطور.

وتابع: أن هذه القضية مسلّمة واضحة وليست اكتشافا، مضيفا أن المتعصبين الذين تجمّد عقلهم وتجمّد معه كل شيء، رفضوا الاجتهاد وتمترسوا خلف التقليد، وهم لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا، أن من المنطق الفاسد والخلط، الزعم بأن أى علوم شرعية بشرية هى مبادئ وقواعد يقينية مطلقة تصلح لكل زمان ومكان.

وقال: البشر ذوو عقول نسبية متغيرة، والحقيقة تتكشف تدريجيا، ولا تأتى دفعة واحدة، إلا من خلال وحي، بل إن الوحى نفسه جاء منجَّما عبر 23 سنة، وترك مساحة للجهد البشرى فى اكتشاف الحقائق والوقائع فى الكون، بل أيضا في استنباط الأحكام الشرعية (لعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ).

وأكد رئيس جامعة القاهرة: "كل ما جاء فى التاريخ بعد لحظة اكتمال الدين التى أعلنها القرآن جهد بشرى قابل للمراجعة، وهو فى بعض الأحيان اجتهاد علمى فى معرفة الحقيقة، وفى أحيان أخرى آراء سياسية، تلون النصوص بأغراضها المصلحية المنحازة، وفى كل الأحوال -سواء كانت موضوعية أم مغرضة- ليست هذه الآراء وحيا مقدسا، بل هى آراء بشرية قابلة للنقد العلمى والتمحيص".


مواضيع متعلقة