أقدم محمصة حمص.. بجوار مسجد "شيخ العرب" بطنطا منذ 200 عام

كتب: رفيق محمد ناصف وأحمد فتحي

أقدم محمصة حمص.. بجوار مسجد "شيخ العرب" بطنطا منذ 200 عام

أقدم محمصة حمص.. بجوار مسجد "شيخ العرب" بطنطا منذ 200 عام

تعد واحدة من أقدم أماكن تجهيز وبيع الحمص في محافظات الدلتا، يعود تاريخ نشأتها إلى عام 1810 بجوار مسجد السيد البدوي، ومع التوسعات المتعددة تم نقلها أكثر من مرة حتى استقر بها الحال على بعد 100 متر من البوابة الرئيسية لمسجد "شيخ العرب".

قال إبراهيم سليم، صاحب محمصة سليم لبيع الحمص، إن تاريخ بيع الحمص في طنطا منذ أكثر من 200 عام، والحمص من أنواع الأطعمة عند القدماء المصريين، حيث كانون يتناولون الحمص بالطحينة مع إضافة الليمون المخلل والخل والأعشاب والبهارات عليه، وهو نبات غذائي غني بالبروتين، وتوجد مقوله مشهورة تعبر عن فوائده وأهميته "اذا غاب عنك الضاني فعليك بالحمصاني"، وله أكثر من طريقة تناوله في الطعام.

وأشار إلى أنه وقبله أخواته ووالده توارثوا مهنة بيع الحمص وتجهيزه أبا عن جد، وعائلتهم من أقدم وأعرق العائلات في تجهيز وبيع الحمص في طنطا ووسط الدلتا بشكل عام، ومهنة تجارة توارثت في العائلة عبر أجيال متعددة، وهو الجيل التاسع، وتعد محمصة سليم أقدم واحدة تعمل في تجهيز وبيع الحمص حيث تاريخ نشأتها يعود إلى عام 1810 حيث كانت أسفل المئذنة اليمنى لمسجد السيد البدوي قبل تطويره، ومع أعمال التطوير المتعددة كانت تنقل من مكانها، حتى استقر بها الحال على بعد نحو 100 متر من بوابة مسجد "شيخ العرب" الرئيسية، وكثيرا من المشاهير أمثال الرئيس الراحل أنور السادات والشيخ محمد متولى الشعراوي، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية السابق أحمد عبد الهادي القصبي، و زعيم الأمة سعد زغلول، ورئيس الوزراء الأسبق مصطفى النحاس وغيرهم من المشاهير والشخصيات العامة تناولوا الحمص من تلك المحمصة، ونظرا لقدم مهنة بيع الحمص في طنطا لم يتم التوصل إلى صاحب دخول الحمص في طنطا.

سليم: الحمص مهنة معقدة تمر بـ 3 مراحل.. والمستورد أثر على بيع الحمص البلدي

وأوضح صاحب المحمصة أن الحمص معقد في تصنيعه ويمر بـ 3 مراحل، الأولى الزراعة وتكون في محافظات الوجه القبلي وخاصة المنيا وأسيوط حيث يحتاج إلى جو من البرودة في الشتاء بدون مطر حتى لا يتلف، والمرحلة الثانية، تكون عقب حصاده حيث يجب تنشيره ووضعه على مفارش بارتفاع 4 سم عن الأرض وذلك لمدة لا تقل عن 70 يوما، مع تعرضه لندى الصباح ويعقب ذلك غربلته وتبخيره حتى يكون جاهزا للتصنيع"، مضيفا "بعد ذلك يتم وضعه في جير حي مع ماء لمدة 24 ساعة من أجل سهولة تقشيره وتفتيح لون الحبة يعقب ذلك إخضاعه إلى درجة حرارة مرتفعة ثم تعبئته وتغليفه للبيع"، مشيرا إلى أن صناعة الحمص أصبحت منتشرة في مختلف محافظات مصر، ومع دخول التطور على صناعة الحمص واعتمادها بنسبة 75% على الآلات والماكينات انتشر صناعة الحمص وبيعه في مختلف محافظات مصر، وإن كانت بدايتها من طنطا، والحمص البلدي أفضل كثيرا من الحمص المستورد، ويبلغ سعر كيلو الحمص البلدي 28 جنيها، بينما المستورد 14 جنيها وغالبا يستخدم في مكملات غذائية.

وبالنسبة إلى الأسعار قال "سليم" إن أسعار بيع الحمص هذا العام والسابق منخفض عن الأعوام السابقة، وذلك لعدة عوامل أهمها كثرة تواجد الحمص المتواجد في الأسواق المصرية والمعروف بانخفاض أسعاره، وزيادة الإقبال عليه رغم أن جودته رديئة ولا تقارن بالحمص البلدي.

وعن عملية الإقبال ونسبة الشراء هذا العام، أشار "صاحب محمصة الحمص" إلى أن عملية بيع الحمص مرتبطة بالحالة الاقتصادية وهو من الهدايا ويحرص كل مريد أو زائر مسجد السيد البدوي سواء في احتفالات المولد في شهر أكتوبر من كل عام أو مدار العام على شراء الحمص، وعملية بيع الحمص هذا العام جيدة وهناك إقبال مع بداية الاحتفالات، لافتا إلى أن مولد السيد البدوي هو موسم إلى تجار ومحلات الحمص ودائما ما يتم التجهيز له من قبل موعد الاحتفال بأكثر من  شهر حيث يشهد المولد إقبالا كبيرا من مختلف محافظات مصر، ومن يقول إن الموالد سوف تنقرض مع السنوات أو تقل نسبة الإقبال غير صحيح، فهناك أسر وعائلات نجدهم في كل عام من احتفالات مولد "شيخ العرب" وهناك حرص أكبر من الأبناء على التواجد.


مواضيع متعلقة