صور: لوحة فنية مبهرة.. الحياة تعود لغابات أستراليا المحترقة

كتب: شريف محمد فريد

صور: لوحة فنية مبهرة.. الحياة تعود لغابات أستراليا المحترقة

صور: لوحة فنية مبهرة.. الحياة تعود لغابات أستراليا المحترقة

على مدار الأشهر القليلة الماضية، عانت أستراليا من كوارث طبيعية مدمرة، تسببت في دخول البلاد في حالة طوارئ، بداية من الحرائق التي دمرت آلاف الأفدنة من المناطق الطبيعية وقتلت حوالي مليار كائن حي، وحتى السيول والفيضانات الشديدة التي تبعت هذه الحرائق.

ورغم استمرار الحرائق بالعديد من المناطق في ولايتي "فيكتوريا" و"نيو ساوث ويلز" الجنوبيتين، حيث تعتبر الولايتان هما الأكثر تعرضا للحرائق من بداية اندلاعها في أواخر السنة الماضية، إلا أن مجموعة من الصور التي تم التقاطها حديثا، تظهر أن الحياة بدأت تعود إلى المناطق المدمرة بالفعل، حيث يمكن رؤية اللون الأخضر يبدأ في الرجوع على استحياء للغابات المحترقة، كما تظهر الصور التي نقلها موقع "Bored Panda”" الإلكتروني.

تطورت العديد من النباتات في الغابات التي احترقت من قبل، بحيث أصبحت قادرة على حماية براعمها من الحرارة المرتفعة والنار، حتى تتمكن من الظهور والنمو بسرعة بعد احترق سطحها، بل يمكنها أيضا الاستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في رماد النباتات التي احترقت قبل ذلك أثناء اشتعال الحرائق، وتسمى النباتات التي تطورت وتأقلمت مع الظروف الجوية والمناخية المتعلقة بنيران والحرارة العالية بـ "النباتات الحرارية".

ليس من النادر رؤية الأشجار في المناطق المحترقة تزهر من جديد بشكل جماعي، فهذه الظاهرة من الوسائل التي تتأقلم بها الطبيعة مع الظروف القاسية، وعلى الرغم من أن عودة الحياة إلى طبيعتها وكامل حيويتها في المناطق المتضررة، يحتاج إلى مزيد من الوقت، خاصة بالنسبة للحيوانات والحشرات بعض النباتات الصغيرة، فإن منظر الأغصان الصغيرة والأوراق والأزهار، بألوانها الخضراء والحمراء والصفراء، مع الخلفية الرمادية السوداء لجذوع الأشجار المتفحمة والأرض المغطاة بالرماد، جعل من تلك الغابات لوحة فنية مبهرة، يجمع بألوانها بين قتامة الموت والخراب وبهجة الحياة والتفائل.

لاحظ الخبراء سنة 2011، في أعقاب حريق عام 2009، الذي كان الأكثر فتكًا للبشر في تاريخ أستراليا، أن العديد من النباتات النادرة غير المعروفة سابقًا قد ظهرت في متنزه "كينج ليك" الوطني في ولاية "فيكتوريا" بجنوب شرق أستراليا.

عندما تتعرض منطقة من الغابات لحرائق كبيرة، فإن النيران تلتهم الأوراق والثمار والأغصان الصغيرة الموجودة على الأشجار، مزيلة بذلك الغطاء النباتي الذي كان يمثل سقفا يمنع ضوء الشمس من الوصول إلى أرض الغابة، مما يعطي البذور النائمة التي تنتظر منذ سنوات طويلة في التربة، فرصة ذهبية للازدهار، مما يتيح للنظام الحيوي فرصة لأن يبدأ من جديد.


مواضيع متعلقة