كورونا ليس الخطر الوحيد.. حمى "لاسا" تهاجم نيجيريا والناجي يصاب بالصم

كورونا ليس الخطر الوحيد.. حمى "لاسا" تهاجم نيجيريا والناجي يصاب بالصم
في الوقت الذي يركز فيه العالم على فيروس كورونا الجديد القاتل، والمنتشر في الصين ودول شرق آسيا ثم انتقل إلى أوروبا، بدأ وباء آخر يحصد الأرواح في نيجيريا، وتسبب في وفاة 30 شخصا خلال شهر يناير وحتى الآن.
وأعلن المركز النيجيري لمكافحة الأمراض أن السلطات الصحية النيجيرية اتخذت تدابير طارئة للتعامل مع زيادة حالات الإصابة بحمى "لاسا"، موضحا أنه اعتبارًا من 24 يناير الجاري تم الإبلاغ عن إصابة 195 حالة مؤكدة و29 حالة وفاة في 11 ولاية نيجيرية.
وأشار المركز النيجيري لمكافحة الأمراض إلى أنه جرى تنشيط مركز وطني لعمليات الطوارئ لتنسيق الاستجابة للعدد المتزايد من حالات حمى "لاسا" في جميع أنحاء البلاد.
تعاني نيجيريا من حمى لاسا، منذ عدة أعوام، حيث تفاقم الوضع مؤخرا، ليصل عدد الوفيات خلال أقل من شهر إلى 30 فردا، بينما أكثر من 100 يتلقون العلاج في ولاية إندو بجنوب غرب البلاد، 28 منهم حالتهم الصحية حرجة.
وخلال الفترة نفسها من العام الماضي، أصيب حوالي 327 مواطنا، توفي منهم 72 فردا، علما بأن معظم الحالات المُبلّغ عنها هي في ولايتي إيدو (108 حالات) وأوندو (103 حالات).
حمى لاسا مرض حيواني.. وتصيب الكبد والطحال والكلى
لم يتم التعرف عليه حتى عام 1969، حيث إنه يعتبر أحد الفيروسات المستوطنة في نيجيريا وبنين وغانا وغينيا وليبريا ومالي وسيراليون، وهو فيروس من عائلة ذات حمض الرنا الوحيد الجديلة ينتمي إلى فصيلة الفيروسات الرملية، ولا تظهر الأعراض على حوالي 80% من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس لاسا، وتسبب حالة واحدة كل خمس حالات للعدوى الإصابة بمرض وخيم إذ يصيب الفيروس عدة أعضاء مثل الكبد والطحال والكلى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وأوضحت المنظمة العالمية أن حمى لاسا هو مرض حيواني المصدر مما يعني أن الإنسان يصاب بالعدوى نتيجة لمخالطة حيوانات مصابة بالعدوى، حيث إن المستودع الحيواني أو المضيف له هو "قارض" ينتمي إلى جنس المستوم الذي تشيع تسميته "الجرذ عديد الأثداء".
بول جرذان وبرازها سبب إصابة الإنسان
يصاب الإنسان عادة بالعدوى بفيروس لاسا نتيجة للتعرض لبول جرذان المستوم المصابة بالعدوى أو برازها، ثم ينتشر عن طريق الملامسة المباشرة لدم شخص مصاب بالعدوى بحمى لاسا أو بوله أو برازه أو غير ذلك من إفرازات جسمه، كما يُحتمل انتشار الفيروس عن طريق المعدات الطبية الملوثة مثل الأبر التي يعاد استخدامها، أو انتقاله جنسيا.
يصعب تشخيص الحمى لاسا كونها شديدة التغير وغير محددة وخصوصاًفي مراحل المرض الأولى، كما تتشابه مع غيرها من أشكال الحمى النزفية الفيروسية مثل مرض فيروس الإيبولا والملاريا وداء الشيغيلات وحمى التيفود والحمى الصفراء، ولا تظهر إلا في المختبرات المرجعية.
25% من المتغلبين عن المرض يصابوا بالصم
تتراوح فترة حضانة حمى لاسا بين 6 أيام و21 يوما، ويبدأ ظهوره عادة تدريجيا ابتداء من الإصابة بالحمى والضعف المعمم والتوعك وقد تلي ذلك بعد بضعة أيام المعاناة من الصداع والتهاب الحلق والألم العضلي والألم الصدري والغثيان والقيء والإسهال والسعال والألم البطني، وفي الحالات الوخيمة قد يظهر تورم في الوجه وسائل في الجوف الرئوي ونزيف فموي أو أنفي أو مهبلي أو معدي معوي وانخفاض ضغط الدم.
ويصاب 25% من المرضى المتغلبين على المرض بالصمم، ويسترجع المرضى في نصف هذه الحالات سمعهم جزئيا بعد شهر أو ثلاثة أشهر، ويُحتمل تساقط الشعر العابر واضطراب المشي في فترة التعافي، بينما تحدث الوفاة عادة في غضون 14 يوما من ظهور الأعراض في الحالات المميتة.
الوقاية والمكافحة
تعتمد الوقاية من حمى لاسا على تعزيز تدابير "النظافة المجتمعية" السليمة لتجنب دخول القوارض المنازل، وتخزين الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في حاويات مقاومة للقوارض والتخلص من النفايات بعيدا عن المنازل والحفاظ على نظافة المنازل وتربية القطط، وينبغي لأفراد الأسر أن يتوخوا الحذر على الدوام لتفادي ملامسة دم المرضى وسوائل جسمهم لدى رعايتهم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويحمل المسافرون من المناطق التي تتوطنها حمى لاسا المرض إلى بلدان أخرى في حالات نادرة، وينبغي أن يؤخذ تشخيص حمى لاسا في عين الاعتبار لدى المرضى المصابين بالحمى العائدين من غرب أفريقيا على الرغم من أن الملاريا وحمى التيفود وعدة أمراض أخرى من أمراض المناطق المدارية هي أكثر شيوعا.