لبنان تنزف وقياداتها يتفرجون!!

خمسون يوماً حزيناً مرت على لبنان الجميلة بلا قيادة تفتح الأفق للمستقبل الأفضل.. ضغطوا على الشعب الواعى المبتسم المثقف المبدع العاشق للحياة حتى أصبحت أيامه كلها غضب وجوع وفقر واحتجاجات، ولا من مجيب من النخبة الحاكمة، التى كان اللبنانيون يفاخرون بتعدّد وثراء اتجاهاتها وقدرة هذه النخبة على التعامل مع أصعب الظروف، محافظة على استقلال وتماسك لبنان وازدهار واقعها الاجتماعى..

تبخّرت الثقة فى النخب اللبنانية أمام الحراك الشعبى اللبنانى، الذى اتفقت كل أطيافه على وجود فساد ضخم تسرّب إلى كل مؤسسات الدولة، وأصبح الاستيلاء على المال العام، وعقد الصفقات الخاصة، على حساب القوت اليومى للشعب، الذى لا يجد 70% منه احتياجاته الأساسية من المال والخدمات..

وأجمع اللبنانيون بمن فيهم قيادات الدولة فى الحكومة والأحزاب -للمرة الأولى فى تاريخهم- على أنه من المستحيل علاج الفساد والانهيار الاقتصادى والسياسى إلا باستبعاد رموز كل النخب اللبنانية بلا استثناء.. ولم يقدم أحد منهم حلاً!!

وأصبحنا أمام معضلة من نوع جديد، فكيف يقوم بالتغيير النخب الحالية ذاتها المرفوض سلوكها!! ووجد اللبنانيون الحل فى التزام الجيش والشرطة بموقف الحامى والمنظم للتظاهرات والاعتصامات الشعبية السلمية، مع إعطاء أكثر من مهلة زمنية للرئيس ميشيل عون، لتكليف حكومة متخصصين غير حزبيين، وبعيداً عن القيادات القديمة لحل المشكلة الاقتصادية.. وحاولت النّخب التقليدية تعطيل المطالب الشعبية مرات كثيرة، حتى أصبحت لبنان الدولة مهدّدة بالإفلاس والانهيار السياسى وعودة الصراع الطائفى الملعون.. واتهم الأمين العام للأمم المتحدة النخب اللبنانية بأنهم يقفون متفرجين على انهيار بلدهم بتاريخها العريق، رغم أن تلك النخب تمتلك الحلول للأزمات الحالية!!

والأغرب أن أصدقاء وأحباء لبنان من العرب والأجانب اكتفوا أيضاً بالفرجة أو التصريحات الجوفاء بلا أفعال تُذكر، فلم نرَ من يقدم دعماً مالياً، أو يتدخّل لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين!!

إن لبنان وشعبها يستحقون الدعم والمساندة من المجتمع العربى والدولى.. واللبنانيون اختاروا أن يحدث التغيير الداخلى السلمى، اعتماداً على الحوار واحترام الدستور والقانون.. ولا بديل عن تحرك عربى سريع لحل مشكلات لبنان الاقتصادية، وحذارِ أن نترك هذا البلد للانفجار.. فهل تتحرك الجامعة العربية؟؟ ندعو الله..