علي جمعة مدافعا عن الأشاعرة: المهاجم لعقيدتنا يخشى أن يكون من الخوارج

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

علي جمعة مدافعا عن الأشاعرة: المهاجم لعقيدتنا يخشى أن يكون من الخوارج

علي جمعة مدافعا عن الأشاعرة: المهاجم لعقيدتنا يخشى أن يكون من الخوارج

دافع الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، عن عقيدة الأشاعرة التي يمثلها الأزهر الشريف وباقي المؤسسات الدينية الرسمية في مصر.

ورد "جمعة" في تقرير سابق له، أعادت  دار الافتاء المصرية نشره على موقعها، عن عقيدة الأشاعرة ومن يتهجم على عقيدة الأزهر، قائلا:" الأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، وقد كون هذا الصرح الشامخ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولى المفضلة، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاند ومشكك؛ فالخائض في عقيدته على خطر عظيم، ويخشى أن يكون من الخوارج والمرجفين الذي قال الله تعالى فيهم: "لئن لمۡ ينته ٱلۡمنفقون وٱلذين في قلوبهم مرض وٱلۡمرۡجفون في ٱلۡمدينة لنغۡرينك بهمۡ ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا".

وأضاف: "عقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وعقيدة أهل السنة والجماعة، والسادة الأشاعرة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صدوا الشبهات أمام الملاحدة وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ، ومن كفرهم أو فسقهم يخشى عليه في دينه، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله في كتابه "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري": "أعلم وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

وتابع: "من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا ينكره منهم منكر، وقد عبر عن ذلك أهل العلم بقولهم: كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان".

وأضاف: "ومن عبارات السلف الصالح في ذلك: قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان محدثا".

واستطرد: "وقيل ليحيى بن معاذ الرازي: أخبرنا عن الله عز وجل. فقال: إله واحد. فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر. فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد. فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه.وسئل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى: ﴿ٱلرحۡمن على ٱلۡعرۡش ٱسۡتوى﴾ [طه: 5]، فقال: أثبت ذاته ونفى مكانه؛ فهو موجود بذاته، والأشياء بحكمته كما شاء. اه. "الرسالة القشيرية" (1/ 28-29، ط. دار المعارف، القاهرة)".

واختتم رده قائلا: "وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه: فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالها ومن الأسماء حسناها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراك إدراك، والبحث في كنه ذات الرب إشراك".

يذكر أن الجلسة الخامسة من فاعليات مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، بعنوان "دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي"، شهدت مشادات كلامية كبرى بين قيادات الأزهر الشريف وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة والمفكر البارز.

حيث هاجم "الخشت" المذهب الأشعري، قائلا: "لابد من تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية وهي القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية المطهرة، فالتجديد يقتضي تغيير طرق التفكير وتغيير رؤية العالم والتي يجب أن تقوم على رؤية جديدة عصرية قائمة على القرآن الكريم بوصفه كتاب مقدس يصلح لكل العصور".

فيما أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في تعليقه على "الخشت"، أن ما قاله رئيس الجامعة كلام غير مدروس، مطالبا إياه بمراجعة رؤيته حول التجديد والتراث، قائلا: "كنت أود أن يكون كلامك مدروس عن التجديد، فهناك مزايدات على التراث، كذلك رئيس الجامعة نادى بترك مذهب الأشاعرة وتحدث عن أحاديث الآحاد، فالأشاعرة لا يقيمون فقههم على أحاديث الآحاد، ودرست ذلك في المرحلة الثانوية في الستينيات، وهم لا يقيمون مسألة واحدة في أصول العقائد إلا على حديث متواتر".

وأضاف: "الأشاعرة لا يمكن أن يقيموا مسألة واحدة إلا على الحديث المتواترة أو على القرآن الكريم، لكن أن نسمح اليوم أن الأشاعرة يقيموا على أحاديث الآحاد أكيد أن هذا خاطرة وليست مسألة علمية مبحوثة".


مواضيع متعلقة