هل الإسلام ينحصر في إطلاق اللحية وتقصير الثياب؟.. علي جمعة يجيب

هل الإسلام ينحصر في إطلاق اللحية وتقصير الثياب؟.. علي جمعة يجيب
- دار الافتاء المصرية
- دار الافتاء
- علي جمعة
- إطلاق اللحية
- تقصير الثياب
- دار الافتاء المصرية
- دار الافتاء
- علي جمعة
- إطلاق اللحية
- تقصير الثياب
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، فتوى "هل الإسلام ينحصر في إطلاق اللحية وتقصير الثياب؟، وماذا عن الإنضمام للجماعات السلفية والاسلامية".
وجاء نص سؤال للدار: ينتمي كثير من الشباب إلى فرق تقول بأنها الوحيدة التي تسير على نهج السلف الصالح وعلى الطريق المستقيم، وترمي كل من يخالفهم بالعمالة والكفر والزندقة، حتى العلماء لم يسلموا منهم؛ حيث يتهجمون على عقيدة الأزهر وعلمائه ويرمون الأشعرية بالابتداع، فما رأيكم في هذه الجماعة وفيما يقولونه: من إطلاق اللحية، وتقصير الثياب؟
وأجاب عن السؤال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، حيث أكد أنه يجب على الشباب المسلم أن يعملوا على توحيد كلمة المسلمين، وأن لا يسعَوْا بينهم بالفرقة والنزاع والخصام، وأن أي جماعة تتخذ من اسم السلف الصالح ستارًا لتفرقة المسلمين وسببًا للشقاق والنزاع تكون قد لبست الحق بالباطل؛ قال تعالى "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
اضاف: أما اللحية، فقد وردت أحاديث ترغب في الإبقاء عليها مع العناية بها؛ حملها بعض الفقهاء على الوجوب، وحملها غيرهم على الندب؛ فيكون إعفاء اللحية سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وأما عن إسبال الثياب، فالمحَّرم ما كان منه على جهة التكبر والخيلاء؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرَّ ثوبه خيلاء" متفق عليه.
تابع: من المعلوم أن عقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، والأشاعرة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صدُّوا الشبهات أمام الملاحدة وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ، ومن كفَّرهم أو فسَّقهم يُخشى عليه في دينه؛ والأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، وقد كون هذا الصرح الشامخ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولى المفضلة، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاند ومشكك؛ فالخائض في عقيدته على خطر عظيم، ويخشى أن يكون من الخوارج والمرجفين.
وقال "جمعة": ينبغي للمسلم المحب للسنة أن يكون مدركًا لشأنه عالمًا بزمانه وأن يحسن تطبيقها بطريقة ترغب الناس وتحببهم فيها فلا يكون فتنة يصدهم عن دينهم، وأن يفرق فيها بين السنن الجِبِلِّيَّةِ وسنن الهيئات التي تختلف باختلاف الأعراف والعادات وغيرها من السنن، وأن يعتني بترتيب الأولويات في ذلك فلا يقدم المندوب على الواجب ولا يكون اعتناؤه بالهدي الظاهر على حساب الهدي الباطن وحسن المعاملة مع الخلق وأن يأخذ من ذلك بما يفهمه الناس وتسعه عقولهم وعاداتهم حتى لا يكون ذريعة للنيل من السنة والتكذيب بها؛كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه: "حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!" رواه البخاري وغيره، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" رواه مسلم.