خبراء إعلام: نفتقد المضمون الهادف والراقي في الكتابة للطفل

كتب: كريم رومانى

خبراء إعلام: نفتقد المضمون الهادف والراقي في الكتابة للطفل

خبراء إعلام: نفتقد المضمون الهادف والراقي في الكتابة للطفل

لا يقل دور الإعلام عن دور الأسرة فى تنشئة الطفل تنشئة سليمة، سواء الإعلام المسموع أو المقروء أو المرئى، فصياغة مادة علمية تنمى مهارة الطفل وتوسع مداركه أمر فى غاية الأهمية، بحسب ما أكده خبراء متخصصون فى إعلام الطفل، وأشادوا بتطور المضامين الأدبية المتخصصة فى أدب الأطفال، لافتين إلى أن الدراما والسينما تحتاج لدعم الدولة لخلق مضامين أكثر جاذبية للطفل.

"المرسى": الدراما ترسخ الكراهية والعنف

يقول الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الاهتمام بالطفل إعلامياً أمر غاية فى الأهمية لأن الإعلام أحد الجوانب المهمة فى التنشئة السوية وأحد العوامل التى تسهم فى تشكيل عقله ووجدانه، إضافة إلى أهميته فى تشكيل هويته الوطنية وتدعيم نسق القيم والأخلاقيات والسلوكيات السوية لديه، لافتاً إلى أن ما نراه من أعمال درامية يراها الطفل ويتأثر بها فى الوقت الحالى.

«نفتقد للمضمون الهادف الراقى وغالباً ما يأتى بعكس ما نأمله من تأثير على الأطفال، وذلك من خلال تركيز الدراما على العنف غير المبرر ومشاهد الدم والقتل والأعمال غير المشروعة، مثل تجارة المخدرات والنصب والاحتيال والسلوكيات المنحرفة»، بهذه العبارة عبر أستاذ الإعلام عن أسفه الشديد لما يتم تناوله فى الدراما ما يؤثر على الطفل سلبياً، مؤكداً: «هذه الأعمال تأتى بنتائج سلبية خاصة مع عدم تفسير الأهل لما تحتويه من مشاهد ومع عدم الوعى والرغبة فى التقليد والمحاكاة»، مطالباً بأهمية دعم الدولة للإنتاج الدرامى من خلال قطاع الإنتاج بالتليفزيون وصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومدينة الإنتاج الإعلامى لإنتاج أعمال درامية اجتماعية راقية والعودة لإنتاج الأعمال الدرامية الدينية والتاريخية والسير الذاتية للمساهمة فى بناء الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص والمساهمة فى تشكيل عقل ووجدان مجتمع مفكر واعٍ.

ولفت «المرسى» فى حديثه لـ«الوطن» أن مجلات الأطفال تعانى من تراجع كبير فى تسويقها والاهتمام بتطويرها بما يتناسب مع مقتضيات العصر والتطور التكنولوجى ومنافسة الوسائل الأخرى التى تخاطب الطفل، لافتاً إلى أنه لا يوجد اهتمام ببرامج الأطفال: «وتقريباً شبه غايبة مفيش برامج قوية تخاطب عقل ووجدان الطفل وتراعى اهتماماته الحالية»، مؤكداً: «نحتاج قناة أطفال قوية تعمل من خلال استراتيجية وتخطيط جيد من خبرات وآراء ورؤى علماء فى علم النفس والاجتماع والإعلام ويعمل بها إعلاميون ذوو كفاءات تتلاءم مع برامج الأطفال أو على الأقل الاهتمام ببرامج الأطفال على الخريطة البرامجية للقنوات العامة».

"ثروت": المدرسة لم تغرس فى الطفل ثقافة حب الكتاب

من جانبه، لفت الدكتور ثروت فتحى، أستاذ فى إعلام الطفل، إلى أن الكتابة المتخصصة فى الأطفال شهدت تطوراً ملحوظاً فى الفترة الأخيرة بفضل عوامل عديدة أهمها التطور التكنولوجى، موضحاً أن ملامح هذا التطور تمثلت فى اهتمام هذه الكتابات بالصورة وجودتها ورسالتها، وعظمة الكلمة، فضلاً عن الطباعة الجيدة للكتب. وأكد «ثروت» أن وجود كتابات تخل بالذوق العام أمر نادر للغاية، لافتاً إلى أن الثقافة المصرية لها تاريخ عريق بعيد كل البعد عن الانحرافات الأخلاقية.

وجود فجوة كبيرة فى توزيع الكتب المتخصصة بأدب الطفل ونسبة الشراء سببه عدم قيام المدارس بدورها المهم فى تعميق ثقافة القراءة وحب الكتاب لدى الأطفال، مشيراً إلى أنه هناك تطور ملحوظ فى المؤسسات التعليمية لجذب الطفل مرة أخرى للكتاب فى العامين الماضيين والاهتمام بتنمية مهاراته، مشدداً على ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة كوزارة التضامن الاجتماعى والثقافة والتعليم العالى والإعلام لدعم دور النشر حتى تتمكن من الانتشار على مستوى أوسع من الحالى.


مواضيع متعلقة