بالصور.. "الوطن" تكشف أسرار رحلة وادي الزرانيج شمال سانت كاترين

بالصور.. "الوطن" تكشف أسرار رحلة وادي الزرانيج شمال سانت كاترين
قال الدكتور مصطفى محمد نور الدين مدير المركز العلمي بجنوب سيناء والبحر الأحمر، إن وزارة الآثار بصدد إرسال بعثات علمية وأثرية إلى منطقة شمال سانت كاترين للكشف عن النقوش الصخرية وتوثيقها، وأضاف أن الكشف يشمل مناطق "جبل الضلل، جبل الجنة، وادي زلقة وعين أم أحمد"، موضحا أن هذه المنطقة هي طريق قديم يربط بين خليج العقبة والسويس مرورا بهضبة التيه وكان يستخدم في أوقات ماضية.
وأكد أن الوزارة أعلنت عن كشف أثري هام بجنوب سيناء لمأوى صخري به رسوم صخرية ترجع لقبل 10 آلاف عام يطلق عليه "كهف الزرانيج"، وقامت بنشر بيان حول الكشف الجديد.
وأضاف أن بداية القصة كانت مع سامر صمويل أحد رواد سياحة السفاري بسيناء حيث وجد الكهف من فترة وتواصل مع المختصين بوزارة الآثار وقامت لجنة متخصصة بتكليف من الأمين العام الدكتور مصطفى وزيري بعد عرض رئيس الادارة المركزية للوجه البحري الدكتورة نادية خضر وموافقة الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، وضمت اللجنة الدكتور مصطفى محمد مدير المركز العلمي للتدريب بجنوب سيناء والبحر الاحمر، الدكتور هشام محمد حسين مدير عام المنطقة ورئيس مشروع توثيق النقوش الصخرية، والدكتور خالد سعد مدير عام الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ.
وقال إن اللجنة توجهت يوم الأربعاء الموافق 15 يناير إلى سانت كاترين والتقت سامر صمويل الذي أبلغ عن الكشف، وعقد اجتماع في أحد المخيمات، يوجه فريق العمل صباح الخميس إلى شمال سانت كاترين لمنطقة الشيخ الفرنجة وجرى مقابلة زايد المزيني وهو دليل بدوي.
وأضاف الدكتور مصطفى نور الدين، أن الطريق نحو الكهف شديد الوعورة، مؤكدا مرافقة الفريق لـ"ثعلب الصحراء" سامر بسيارته المجهزة جيدا لتلك الرحلات، "في طريقنا نحو الكهف توقفنا كثيرا أمام آثار استيطان الإنسان القديمة بسيناء عبارة عن أكواخ بسيطة من الحجر بقاياها عبارة عن دوائر بداخلها شظايا الأدوات الحجرية كدليل يشير إلى حضارة العصر الحجري الحديث، ثم توقفنا مرة أخرى أمام التكوينات الصخرية الطبيعية المميزة والرائعة ويطلق عليها أم السرابيط حيث تكثر بها السرابيط ومعروف أن كلمة سربوط وهو الحجر الواقف في لغة البدو، ومرة ثالثة توقفنا أمام رسوم صخرية ترجع لفترة الأنباط من القرن الثاني الميلادي تمثل مناظر لقتال ومناظر قوافل ومناظر صيد".
وتابع: "قرابة الساعتين وصل الفريق لجبل من أجل الوصول إلى الكهف، شاهدنا في الرحلة محجر قديم لحجر الرحى حيث كان يتم قطع وتشكيل الرحى الخاصة بطحن الحبوب".
ويروي الدكتور مصطفى ما شاهده قائلا: "المكان ليس كهفا ولكنه مأوى صخري عميق shelter يبلغ عمقه حوالي ٣ أمتار وعرضه أكثر من عشرين مترا، الرسوم على الكهف باللون الأحمر pictograph مع وجود رسوم أخرى بالحز والكحت على الحجر petroglyph، ولكنها قليلة بالنسبة لعدد الرسوم الملونة، الرسوم معظمها على سقف المأوى وبعضها على كتل متساقطة من السقف".
وعن وصف الكهف قال: "مأوى صخري من الحجر الرملي بعمق حوالي 3 أمتار وارتفاع 3.5 متر وواجهة للشمال بعرض 22 مترا نقش على سقفه بلون أحمر وبنقوش متنوعة، بعض الكتل الحجرية سقطت من السقف وعليها رسوم، المكان مملوء بروث حيوانات من استخدامه في عصور لاحقة كمشتى للبدو يلجؤون إليه وقطعانهم للحماية من الأمطار والعواصف والبرد"، وتابع "أما النقوش عبارة عن الرسوم بالمأوى الصخري على السقف وكتل متساقطة من السقف يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجموعات كالتالي:
المجموعة الأولى: هي الأقدم ويمكن تأريخها بفترة من 5500 إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد وهي مرسومة على طبقة أقدم من سقف المأوى لم تسقط أو كتل متساقطة وتتميز بلون الصخر الداكن وعليها رسم لحيوانات ربما حمار أو بغل وتتميز بالأسلوب المصمت والتناسق في جسم الحيوان واللون الأحمر الداكن الثقيل عكس باقي الأشكال لونها أحمر خفيف، ويمكن تمييز خمسة حيوانات من نفس العصر على السقف في مدخل المأوى، أيضاً من نفس العصر مجموعة من الكفوف الأدمية على السقف ومجموعة أخرى على صخرة في وسط الكهف، تلك الأكف هي ما يعرف Hand prints حيث يتم تلوين الكف باللون ووضع بصمته على الجدار.
المجموعة الثانية: هي أحدث وترجع للعصر النحاسي وتتميز بمناظر لسيدات في طقسه احتفالية بجانب مناظر لحيوانات.
المجموعة الثالثة: ربما للعصور التاريخية بعد الميلاد حيث تصور أشخاص في هودج جمل.
الفريق قال في تقرير أعده لوزارة الآثار إن المأوى الصخري يحتاج لأعمال تنظيف أرضيته لكشف كل الكتل المتساقطة من السقف وربما العصور على الأدوات الحجرية أو النحاسية المستخدمة، كما يحتاج لمزيد من الدراسات المتخصصة، وهو الأول في جنوب سيناء الملون، كما أنه الأقدم على الإطلاق.
وكشف التقرير أسباب تسمية الكهف باسم الزرانيج موضحا أنه يطلق عليه البدو بصفة عامة "طور محنا" ولذا استقر الفريق على الزرانيج هو الاسم لأنه يشير إلى الموقع في نفس الوقت.
فيما أكد مدير المركز العلمي بجنوب سيناء والبحر الأحمر، أن المنطقة الموجودة حول الكهف تتميز بكثرة وديانها الصغيرة المتعرجة وكثرة هرابات المياه الطبيعية وهو تفسير منطقي لوجود النقوش فموضع المأوى هو موقع مراقبة متميز لصيد الحيوانات البرية كالوعول كما تكثر به النباتات والعشب لرعي القطعان وتوجد أشجار نخيل في الشرق.
وقامت البعثة في طريق العودة بتوثيق آثار وادي الزرانيج وهو عبارة عن وادي جبلي بمحور شمال شرق جنوب غرب مساحته حوالي 200 متر على الميول الصخرية الشمالية مجموعات كثيرة من الرسومات الصخرية ونقش نبطي.
واختتم حديثه قائلا: "الرسوم بالوادي عبارة عن مناظر صيد وأخرى لمناظر قتال وثالثة لقوافل بجانب مناظر لحيوانات الجمل والحمار والكلب وغزلان والأيائل، تلك الرسوم نقشت بالحز أو الكحت أو الطرق بعضها جيد التصوير وكثير منها سيئ في النسب والتصوير، يمكن تأريخها بفترة الدولة النبطية من 169 ق.م حتى عام 106م، وربما أحدث حيث عثر على نقش نبطي وسط تلك الرسوم لشخص يدعى "جرم البعلي بن حرش" وهو يقود قافلة.