"الإفتاء" تبذل جهودا كبيرة لمحاربة التطرف ونشر الفكر الوسطي بين الشباب في الدول الغربية

"الإفتاء" تبذل جهودا كبيرة لمحاربة التطرف ونشر الفكر الوسطي بين الشباب في الدول الغربية
- المساجد
- الإخوان الإرهابية
- تركيا
- قطر
- الإفتاء
- تنظيم الإحوان الدولي
- شوقي علام
- المساجد
- الإخوان الإرهابية
- تركيا
- قطر
- الإفتاء
- تنظيم الإحوان الدولي
- شوقي علام
بذلت دار الإفتاء جهوداً كبيرة لمحاربة التطرف والتشدد بالداخل والخارج، للعمل على تصحيح صورة الإسلام التى شوهها المتطرفون، خاصة فى أوروبا، كما تواصل بكل السبل نشر الفكر الوسطى، خاصة بين الشباب المسلم فى الغرب حتى لا يقعوا فى براثن الجماعات المتطرفة. وفى إطار مواجهتها للفكر المتطرف دشنت الإفتاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، المؤسسة الجامعة لدور الإفتاء فى العالم، التى تضم 50 دور فتوى من معظم دول العالم، لتضطلع بدورها فى تحقيق المرجعية الوسطية للمسلمين حول العالم، وتوحيد معايير الفتوى وآلياتها حول العالم، كما تعمل الدار على المواجهة الإلكترونية من خلال 16 صفحة رسمية على «فيس بوك» بأكثر من لغة وحسابات على «تويتر» و«إنستجرام و«يوتيوب» وقناة تليجرام و«ساوند كلاود»، تبث من خلالها أنشطة مختلفة تعرض تفنيد الفكر المتطرف والشاذ.
الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة، أكد لـ«الوطن» أن الدار سعت للتصدى للجمعيات المشبوهة بالخارج، من خلال وسائل عدة، أولها السعى لبناء كيان جامع مانع، جامع لكل ما هو إيجابى لصالح الإسلام والمسلمين، ومانع لكل ما هو إرهابى متطرف يسعى للتخريب والتدمير، وذلك بالأمانة العام لهيئات الفتوى، والجهد الكبير الذى تقوم به الأمانة سيسهم فى محاصرة أفكار التطرف، ويقضى على براثن التطرف ومكامنه، وفلسفة الأمانة فى بعدها الفكرى تقوم على التشارك والتدافع فى القول والفعل، لتخاطب المسلم باعتباره فاعلاً وليس متلقياً، فتقوم على وصله بمداد الوسطية والمرجعية الدينية الصحيحة، وتصقله بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء إنسان عصرى نافع لوطنه ودينه ومجتمعه، وتدفعه للانخراط فى الفعل الإيجابى والعمل الحضارى، ليمثل فى نهاية المطاف حائط ردع تتوقف قباله أوهام التطرف والإرهاب لتغير مسارها وتعاود أدراجها من حيث أتت.
"علام": انتبهنا مبكراً لفكرة "الكيانات الموازية" التى يتبعها الإرهابيون.. وعملنا على إعادة الاعتبار للأوطان
وبحسب «علام»، فإن أحد أهم مداخل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة هو مدخل الموازاة، كالكيانات الموازية، والمجتمعات الموازية، وصولاً إلى الدول الموازية، فسعوا لهدم الأوطان، وجعلوا من الوطن محلاً للصراع والتداخل، فخلقوا هوية منفصلة لأفرادهم تعادى هوية المجتمع وتحط من قيمة الوطن، وتسعى لهدمه وتخريبه، الأمر الذى تلقفته الأمانة العامة، فسعت منذ ولادتها إلى إعادة الاعتبار للأوطان، ودعمها فى مواجهة العدوان والإجرام، فأشركت الدول فى كيانها عن طريق ممثليها الذين يعبرون عن مجتمعاتهم ودولهم، وقدمت العون والدعم لبناء صروح علمية وقيمية راسخة تمتد فى أصولها إلى المرجعية الدينية المصرية، وحاربت كافة أشكال الكيانات الموازية للدول والمجتمعات، فكانت الأمانة بحق معبرة عن أمانى شعوبها ومجتمعاتها.
وشمل عام 2019 جولات مكثفة للمفتى وعلماء دار الإفتاء فى الخارج بلغت 20 جولة لتصحيح صورة الإسلام فى الغرب ومواجهة سيطرة الجماعات الإرهابية على المراكز والجمعيات الإسلامية بالخارج، وشملت تلك الجولات زيارات هامة للنمسا وموسكو وألمانيا، والتقى المفتى خلالها بعدد من الرؤساء والقيادات السياسية والدينية والمفكرين وأصحاب القرار، ومنهم ملك بلجيكا الملك فيليب، وأنطونيو تايانى، رئيس البرلمان الأوروبى، وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبى، منهم فان رومباى، رئيس الاتحاد الأوروبى، ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، وقدم علماء الدار الدعم العلمى والشرعى للمسلمين فى مختلف الدول، فضلاً عن اللقاءات مع الشباب فى عدد من الجامعات فى الخارج.
الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة ومستشار المفتى، أوضح لـ«الوطن» أن المسئولين الأوروبيين أكدوا خلال اللقاءات أن مصر بفكرها الوسطى تمثل لهم طوق النجاة من مخاطر السقوط والانحدار إلى مستنقع الإرهاب البغيض، وجميعهم يرغبون وسط هذا الضجيج وفوضى الفتاوى والتوجهات الدينية المنحرفة فى سماع صوت مصر الدينى، هذا الضجيج الذى يملأ الدنيا صخباً ولا يلبى الاحتياجات المتزايدة للمسلمين الأوروبيين فى بلورة صيغة تعايش حقيقية تخرجهم من نكد الانفصام بين القيم الأوروبية والتمسك بالإسلام، بعدما أوهمتهم تلك التيارات المنحرفة أن المواطن الأوروبى حتى يتمتع بإسلام صحيح لا بد أن يعيش حالة من العداء والمفاصلة بينه وبين مجتمعه بحجة التباين الدينى أوصلوه إلى درجة الحرب والعداء، وأن مجرد الانتماء الفطرى والغريزى لتلك الأوطان والمجتمعات الأوروبية ليتعارض تماماً مع الدين الإسلامى ومع تعاليم الرسول الأعظم، وأوضح «نجم» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى دعا لثورة دينية تعمل على تجديد الخطاب الدينى وتنقية التراث مما علق به، ما لم يعد صالحاً لا للزمان ولا للمكان، وإن من أولى الأمور التى تدفع هذا التجديد خطوات إلى الأمام هو إعادة النظر فى المساحة والمجال والأفق، الذى يتوجه إليه الخطاب الدينى المعاصر، لذلك عملت الدار على مواجهة التحديات والقيام بأوجب الواجبات بتوجيه الطاقات الكبيرة إلى تصحيح صورة الإسلام إعلامياً ودعوياً بمختلف الألسنة واللغات، بدلاً من حالة الإثارة واللغط والبكاء على اللبن المسكوب، فانطلقت الإفتاء برؤية ثاقبة تجول العالم لتحارب الأنماط الإرهابية والمتطرفة، التى تدعى أنها تتحدث باسم الدين الحنيف، وعملت على تصحيح الصورة، وتفكيك التطرف، ونقد المقولات، وتفنيد الشبهات، وفضح الأجندات، والسعى نحو التقريب بين الإسلام فى صورته النقية الصافية، وسلوك المسلم المعاصر فى المجتمع الغربى، وعلى المنوال ذاته، انطلقت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، لتضطلع بدورها فى تحقيق المرجعية الوسطية للمسلمين حول العالم.
وأكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، لـ«الوطن» أنه تم الاتفاق بين الإفتاء والبرلمان الأوروبى على إمداده بألف فتوى مترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، أعدتها الدار، تراعى الوضعية الخاصة لمسلمى أوروبا وقوانينها، كونها أعدت رداً على استفسارات أوروبية المصدر بالأساس، وكذلك ترجمة التقارير الصادرة عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التى تفند دعاوى الجماعات الإرهابية وتدحضها بمنهج علمى.
وأوضح الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بالدار، أنه فى إطار تنفيذ الأمانة العامة للمهام المنوطة بها فى مجال التدريب على الفتوى تم تخريج الدفعة الأولى من البرنامج التدريبى على الإفتاء، خلال عام 2019، كذلك قامت الدار بتدريب أكثر من 50 مفتياً من 30 دولة حول العالم للتأهيل الإفتائى، كذلك قامت الأمانة العامة بإنشاء قسم خاص للترجمة، مهمته إنتاج وترجمة البحوث والفتاوى والدراسات الفقهية والمقالات العلمية وملخصات الكتب من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى والعكس، لعرضها على الأمانة، بالإضافة
وقال الدكتور حسن محمد، مدير مرصدى الإسلاموفوبيا والعنف والتطرف، إن الإفتاء أنشأت مرصداً للجاليات المسلمة، بجانب مرصدى مكافحة التطرف والإسلاموفوبيا يعمل على الرصد الدقيق لأوضاع الجاليات الإسلامية فى الخارج ومساعدة صناع القرار على اتخاذ المواقف وبناء السياسات والبرامج التى تحقق الصالح القومى والعالمى.