قيادي إخواني منشق: 250 مركزا إسلاميا تحت سيطرة "التنظيم الإرهابي"

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

قيادي إخواني منشق: 250 مركزا إسلاميا تحت سيطرة "التنظيم الإرهابي"

قيادي إخواني منشق: 250 مركزا إسلاميا تحت سيطرة "التنظيم الإرهابي"

كشف طارق أبوالسعد، القيادى الإخوانى المنشق والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، عن وجود 250 مركزاً إسلامياً تحت سيطرة التنظيم بالخارج، وأن 75% من مساجد أمريكا إخوانية، وأكد «أبوالسعد» فى حواره مع «الوطن» أن 13 جمعية فى لندن يقودها 3 من عناصر الجماعة، وأن الفترة المقبلة ستشهد إقصاء أسماء تقليدية، مثل تلك التى تم حرقها فى مرحلة «الربيع العربى»، مثل «يوسف القرضاوى وراشد الغنوشى».. وإلى نص الحوار:

المراكز الدينية الإخوانية فى أوروبا وأمريكا نقطة تجنيد للمسلمين عبر تقديم "الفتوى والطعام الحلال والزواج والدروس"

ما تقديرك لعدد المراكز الإسلامية بالخارج التى تقع تحت سيطرة الإخوان؟

- أكثر من 250 مركزاً إسلامياً فى أوروبا وأمريكا تحت سيطرة الإخوان، بما فى ذلك ملحقات المراكز والمساجد التابعة للمراكز، فمنذ أن تأسست «الجماعة» وحتى اليوم، كان فى المقدمة وضمن أهدافها السيطرة الدعوية بالغرب، لذلك اعتمدت الجماعة على المراكز والجمعيات الإسلامية التى يتم إنشاؤها وفق قوانين تلك البلاد، وتستهدف الجماعة من هذه المراكز أن تكون نقطة تجنيد للمسلمين فى أوروبا وأمريكا، فالجماعة توهم المسلمين بالخارج أنها تخشى على العربى المهاجر من ضياع الهوية الدينية فى المجتمعات المفتوحة، فتقوم تلك المراكز بتقديم خدمات دينية، مثل الفتوى والطعام الحلال والزواج والدروس الدينية، لكل المسلمين، ثم تنتقل لعمليات التجنيد، فالمراكز الإسلامية هى نقطة ارتكاز فى تجميع عناصر الجماعات ولوبى ضغط فى المناطق التى يكثر فيها المسلمون لصالح قضية الإخوان المركزية، ولا مانع من المشاركة فى عملية جمع الأموال، كما تقوم تلك المراكز بحماية برامج وأنشطة التنظيم الدولى التى تتم من داخلها.

"ماس" و"اسنا" جماعتان إخوانيتان كبيرتان فى أمريكا ولهما أفرع فى عدة ولايات تضم مصريين وعراقيين وشواما

حدثنا عن الوجود الإخوانى فى أمريكا؟

- يوجد فى أمريكا جماعتان كلتاهما تتبعان التنظيم الدولى للإخوان، الأولى «ماس» والثانية «اسنا»، ولهما أفرع متعددة فى الولايات المتحدة، وأنشطتهما كثيرة، منها الخاص ومنها العام، وليس من سبيل المبالغة فإن قرابة 75% من مساجد أمريكا تقع تحت أيدى الإخوان بجنسياتهم المتعددة سواء مصريون أو عراقيون أو شوام.

طارق أبوالسعد: 13 جمعية فى لندن يقودها 3 من عناصر الجماعة.. و75% من مساجد أمريكا تابعة للتنظيم الدولى للإخوان

وماذا عن الوجود فى أوروبا؟

- قيادات الإخوان فى بريطانيا تسيطر بشكل تام على 13 منظمة وجمعية فى لندن وحدها، عبر 3 قيادات مصرية، هم عصام الحداد وإبراهيم منير وإبراهيم الزيات، الذى ترأس فى وقت سابق مؤسسة «ألمانيا الإسلامية GID»، ويوجد فى بريطانيا منتدى الشباب المسلم فى أوروبا، وهو شبكة تتألف من 42 منظمة تجمع الشباب من أكثر من 26 بلداً، كما له صلات وعلاقات مع البرلمان الأوروبى، كذلك هناك وجود إخوانى فى كل دولة بأوروبا، خاصة ألمانيا والنرويج.

كيف تابعت تحركات الجماعة لإعادة ضبط ملف الجمعيات الإسلامية بالخارج؟

- «الإخوان» اقتنعت بهزيمتها فى مصر وبعض الدول العربية، لذلك تسعى لإعادة تصحيح المسار الدولى لها، فى ظل وصمها بالتطرف والإرهاب فى بعض الدول العربية وتحركات دولية لوصمها بالإرهابية، فالتنظيم الدولى له أفرع فى كثير من العالم، وبعضهم يحظى بتأييد من سلطة دول بعينها، والجماعة تسعى لتغيير «الماسك» والقناع الخارجى لبعض الجمعيات الإسلامية بالخارج، بعدما تم إلصاق صفة التطرف والإرهاب بها بالخارج، فالتغييرات التى تمت فى بعض الجمعيات وستتم فى أخرى، هدفها تعديل الاستراتيجيات والأولويات وطريقة العمل، والاجتماعات الأخيرة وضعت دراسة لحال الإخوان ما بعد 2020، ودورهم ووسائلهم وأسلوب العمل القادم وطرق التمويل، فهناك اجتماع عقد فى باريس شمل تغيير شكل المنظمات الخارجية والاعتماد على شخصيات من دول شرق آسيا كواجهة فى تلك المنظمات، كذلك يتم إعداد آليات جديدة للعمل فى منطقة الخليج، ومصر، وكيفية العودة للمساجد من جديد فى أوروبا من خلال مجلس الأئمة الجديد، الذى سيحل محل المجلس الأوروبى للفتوى، كذلك التحالف مع الجميع فى صالح التنظيم.

وما الشخصيات التى سيتم إقصاؤها؟

- فى الطبعة الجديدة من الإخوان لن تظهر أسماء تقليدية مثل تلك التى تم حرقها فى مرحلة الربيع العربى، مثل يوسف القرضاوى وراشد الغنوشى ومن على شاكلتهما، وربما تظهر أسماء جديدة من الصف الثالث ولم تلوث بالدماء وليس لها موقف معلن يمكن الرجوع إليه، هؤلاء هم محركو المرحلة القادمة وعلى الأقل واجهة جديدة، كذلك سيحدث تغيير فى خريطة الجمعيات والمنظمات الإسلامية بالخارج وكيفية توزيعها وتغيير من يديرها، كذلك تغيير شكلى فى مصادر التمويل، خاصة فى فرنسا وألمانيا وبلجيكا والسويد وهولندا وبريطانيا والنرويج والدنمارك، وسيقوم التنظيم الدولى فى الفترة القادمة بتغيير أسماء المؤسسات التى كان يعمل من خلفها إلى اسم جديد كمحاولة لإيهام المتابعين بأنهم ليسوا إخواناً، ولسهولة التمويل، حيث انكشفت هذه المؤسسات، وحتى لا يطول الممولىن أى جناية إذا ما تم تحويل أى من المؤسسات السابقة للبحث الجنائى واعتبارها جمعية تابعة لجماعة إرهابية أو متهمة بغسل الأموال، والتنظيمات ستعتمد على العمل الخدمى والثقافى فى المرحلة القادمة فضلاً عن العمل الاقتصادى الذى سيكون بعيداً لحد كبير عن الشبهات.

وماذا عن خطة الاستيلاء على المساجد من خلال مجلس الأئمة الجديد الذى تطلقه الجماعة؟

- رغم محاولات الإخوان التخفى، فهذا لا يعنى أنهم سيتخلون عن الصبغة الرئيسية لهم، التى بها أصبحوا إخواناً والتى يمكن معها التوغل فى المجتمعات وهى الصبغة الإسلامية، وهذه الصبغة تستدعى وجودهم فى المساجد، ونظراً لانكشاف بعض الشخصيات، ورفض كثير من المساجد والمراكز الإسلامية استقبال أنشطة الإخوان فسيقوم التنظيم بالاستيلاء على كثير من المساجد، ووضع أشخاص صفحتهم بيضاء فى مجالس إدارة تلك المساجد، وفى فترة التنفيذ فسيتدرج الإخوان فى تنفيذ البرامج الإخوانية إلى أن تصبح هذه المراكز تحت تصرف الإخوان بالكامل، وبالمناسبة، هذا هو التكتيك القديم الذى اتبعوه فى بداية التوغل فى أوروبا وهو سيناريو مرشح للتكرار.

كيف نقضى على تلك السيطرة الإخوانية على المنظمات؟

- الأمر يحتاج إلى تركيز وتحديد أولويات، فنحن مطالبون بإنهاء التنظيم الإخوانى المصرى وعدم السماح بعودته مرة أخرى، ومطاردة الفكر الإخوانى المنتشر فى القرى، كذلك غلق أبواب التمويل بكل صوره وأشكاله، والتصدى الأمنى للمخططات الإرهابية الإخوانية، وكشف كل الأقنعة الجديدة التى تحاول الجماعة الاختباء وراءها.


مواضيع متعلقة