بريد الوطن.. احتلال تحت الطلب

بريد الوطن.. احتلال تحت الطلب
هذا النوع من الاحتلال يختلف جزئياً وكلياً عن المعنى الحرفى التاريخى الذى درسناه فى الماضى واكتوى بناره أهلنا وأجدادنا، أو شاهدناه على أبواب زهرة المدائن وعلى الأراضى المقدسة لحد الآن، الشعوب فى الماضى كانت تلفظ المستعمر وتبغضه وتقاومه بشتى السبل وما أتاها الله تعالى من قوة، وكانت التضحيات جلال، والفداء لا يعد ولا يحصى من كثرة الشهداء والمصابين وسقوط القتلى، أما الآن فمرحباً بالاحتلال، فالحكومات الآن هى من تنادى المستعمر وتترجاه أن يأتى لا لحماية شعوبها وإنما لحماية الكراسى والمناصب الزائلة، فأصبح المستعمر مستدعى ومرغوباً وتعطى له الامتيازات الواحدة تلو الأخرى، وأصبحت القضايا المصيرية لا يملك الحاكم ولا الشعب القرار، وإنما يملى عليه، فبرغم السماء المفتوحة والقواعد المشيدة والقوات المتدربة تخترق الصواريخ والدرون الأجواء بلا رحمة وتستبيح الأراضى وتقسو على الجيران، فأين الحماية! أما إنها المؤامرة الكبرى التى نصب المحتل والعدو شباكهما هما الاثنين علينا، وأصبحنا نحن أرض المصيدة والفئران التى يتخذونها مادة للتجارب، هيهات من عالم خسىء لا يهتم إلا بمصالحه وأهوائه، آه من دنيا تكبر الأسد فيها وافترس الأبرياء بلا شفقة، مفاهيم ومبادئ ذهبت مع الرياح بلا رجعة.
سامى الشيخ عامر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com