"عبقرية الزمان والمكان".. "شخصية مصر" داخل قاعة معرض الكتاب الرئيسية

"عبقرية الزمان والمكان".. "شخصية مصر" داخل قاعة معرض الكتاب الرئيسية
"من كان أبوه التاريخ، وأمه الجغرافيا فهو ملك الحضارة".. جاءت هذه العبارة على لسان الكاتب الراحل جمال حمدان، كررها بعده اللواء حمدى لبيب، الخبير الإستراتيجى والأمن القومى، داخل القاعة الرئيسية ببلازا 1، خلال فعاليات ندوة "القضايا الإقليمية والإستراتيجية المصرى عند جمال حمدان"، وذلك بعد عرض فيلم قصير عن حياة الراحل جمال حمدان، وبعض الصور التذكارية له.
يقول اللواء "لبيب" إن الله سبحانه وتعالى وهب مصر العديد من المميزات، التى جعلتها زينة بقاع الأرض، أهمهم الوسطية، إذ أن مصر فى متوسط دول العالم، سواء فى البعد الفلكى أم البعد الإقليمى، ما جعلها عروس دول العالم. وأشار "لبيب" إلى خطأ مفهوم "الفراعنة" الذى يطلق على المصريين القدماء، فهناك 14 إثبات يدل على عدم صحة هذا المصطلح، بل الأصح كوننا مصريين قدماء.
من جانبه، يقول صبحى رمضان، أستاذ مساعد قسم الجغرافيا، كلية الآداب جامعة المنوفية، أن الراحل جمال حمدان من أكثر الشخصيات المحبة والعاشقة لتراب مصر، ويظهر ذلك فى كتاباته التى سخرها فى الكتابة عن مصر وخدمة الأمة وحل مشاكلها.
وأضاف "رمضان" أن جمال جمدان، كان لديه القدرة على التحليل والنقد واستشراف المستقبل، إذ اعتاد فى كتابه على عدة أسس استشرافية للاستراتيجيات المختلفة. وأشار "رمضان" إلى مراحل الإنتاج الفكرة عند الراحل جمال حمدان، أولهم مرحلة التفكير العلمى، الذى أنجز فيها حمدان 17 عملت علميا، ثم جاءت مرحلة التفكير القومى التى اعتاد فيها حمدان على جغرافية العالم الإسلامى، والصهاينة والإسرائليين، وأخيرا مرحلة التفكير الوطنى الموجه. واستكمل "رمضان" أن الراحل حمدان، كان أول من تنبأ باختيار الكتلة السوفيتية عام 1966، وذكر عددا من التنبؤات فى كثير من كتبه، أمثال: كتاب فلسطين أولا .. إسرائيل، مواطن الخطر فى قوميتنا الذى صدر فى مجلة الهلال يناير 1965، كما تحدث "حمدان" عن ضروريات الأمن المائى والقومى، وخطورة تراجع الدور الإقليمى لمصر، ومشكلات الشح المائى.
فى السياق نفسه، يقول محمد سالم مقلد أستاذ فى كلية التربية جامعة المنصورة، إن الراحل جمال حمدان كان من نوادر التاريخ، التى يصعب تكرارها فى العصر الحالى، مضيفا أن كتاب "اليهود أنثربولوجيا" الذى ألفه جمال حمدان، كان تعبيرا داخليا منه عن ما يحدث من الأمن داخل العالم المحيط.
وأوضح "مقلد" أن القضايا الإقليمية تظهر عند معرفة ما هو فكر "حمدان" فى الأمن القومى لمصر والأبعاد المحيطة، التى كانت سبب وراء تأليفه الكتاب "اليهود أنثربولوجيا". مشيرا إلى أن "حمدان" دفع حياته كاملة فى سبيل هذا الكتاب، خلال فترة الستينات، لأنه كان يود أن يجعله موسوعة كبيرة، مثل شخصية مصر. كما أشار إلى أن تعريف الأمن عند حمدان ، عرفه بأنه: من يسيطر على فلسطين يتحكم فى خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على خط سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء، ومن يسيطر على سيناء يتحكم فى خط الدفاع الأخير فى مصر. وأوضح أستاذ التربية أن الأمن المصرى مرتبط بالأمن الإقليمى، وأن حمدان درس مصر من خلال 4 دوائر هم: الدائرة العربية، الإسلامية، الإفريقية، والعالمية.