زيارة "هنية" لـ"طهران".. تكتيك أم استراتيجية؟
- الأمم المتحدة
- الاستثمار والتعاون
- التعاون الدولي
- التنمية فى مصر
- الجهات المعنية
- الصناعات الغذائية
- القطاع الخاص
- المجتمع المدني
- سحر نصر
- أسهم
- الأمم المتحدة
- الاستثمار والتعاون
- التعاون الدولي
- التنمية فى مصر
- الجهات المعنية
- الصناعات الغذائية
- القطاع الخاص
- المجتمع المدني
- سحر نصر
- أسهم
عندما زار إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إيران لحضور مراسم تشييع قائد فيلق القدس، قاسم سليمانى، كان الأمر لافتاً ومثيراً للغضب والتحفظ سواء من داخل حركة حماس نفسها أو خارجها، التصرف لم يعجب الكثيرين وحظى بانتقاد وامتعاض خالد مشعل شخصياً، لأن الموقف أحرج الحركة وبالذات مع مصر، الراعى الأساسى لملف المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل، وبعيداً عن تبريرات الحركة حول زيارة «هنية» لـ«طهران»، فإن «حماس» بهذا التصرف قد اتخذت قراراً استراتيجياً عندما سارعت بمد جسور الود الذى انقطع مع إيران بعد موقف «حماس» من الأحداث فى سوريا وتخليها عن نظام بشار الأسد، فكانت مناسبة العزاء فى مقتل «سليمانى» الفرصة الذهبية لاختراق هذا الفتور الذى عطب العلاقة بينهما، خاصة فى ظل تحفظات المعارضة الإيرانية التى ترفض سياسات الحرس الثورى الداعمة لحركات المقاومة، لأنها تشكل عبئاً مالياً وسياسياً على البلاد.
كان لافتاً تلك المساحة والاهتمام الذى أولته القيادة الإيرانية لظهور «هنية» متحدثاً أثناء مراسم التشييع دون سواه! بما يعنى أن الرسالة وصلت وأن هناك انفراجة قادمة، خاصة أن زيارة «هنية» لم تكن الوحيدة التى يقوم بها أحد قيادات «حماس» لإيران فقد سبقتها لقاءات بين نائب المكتب السياسى لـ«حماس»، صالح العارورى، والجنرال قاسم سليمانى قبيل مقتله، واستمرت اللقاءات بينهما طوال شهر كامل ناقشا فيها ملفات عديدة ووضعا حلولاً لكافة الملفات العالقة، بما فيها التفاهم حول حدود المواجهة بين «حماس» وإسرائيل فى حال اندلعت حرب متعددة الجبهات. وبعد مقتله لم يفت على يحيى السنوار، قائد «حماس» فى غزة، الاشادة بالدور الذى أداه قاسم سليمانى فى دعم حركته عسكرياً، أثناء لقاء جمعه مع إعلاميين مقربين من الحركة حين قال: «إن ما فعلته إيران مع حماس لم يفعله أحد غيرها حتى فى أسوأ مراحل العلاقة بين الجانبين».
ردود الفعل على مشاركة «هنية» فى تشييع جنازة «سليمانى»، التى كانت محل تحفظات مصرية لم تعلنها «القاهرة»، جعلت «حماس» تدرك مدى الحرج الذى وضعت نفسها فيه بسبب كسرها لحاجز الجمود مع «طهران» بهذا الشكل المفاجئ! لكن فى الوقت ذاته تحرص «حماس» على إنهاء التوتر فى علاقتها مع مصر على خلفية جولة «هنية» الخارجية، فسارعت إلى طمأنة «القاهرة» بشأن عدد من المتغيرات فى تحركاتها الأخيرة. ويظل حرص «حماس» على إظهار قوة علاقتها بمصر بعد تلك التطورات نابعاً من دوافع وأهداف لا تستطيع الاستغناء عنها، فحاولت الاستباق للتوضيح وطمأنة مصر بشأنها، كزيارة «هنية» لـ«طهران» مثلاً والتى تزامنت مع تحركات خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى السابق للحركة، باحثاً عن موقع لإعادة مكانة «حماس» الإقليمية فى إندونيسيا أو ماليزيا أو قطر قبيل إجراء الانتخابات الداخلية للحركة، بما يوحى برغبة «حماس» فى إعادة إحياء دور التنظيم الدولى للإخوان، رغم سعى «حماس» بالنأى عن الروابط الدولية بها، أيضاً يتعلق بحرص «حماس» على تثبيت التهدئة مع إسرائيل، خصوصاً مع تصاعد احتمالات تنفيذ إسرائيل ضربة على قطاع غزة تتزامن مع إجراء الانتخابات الإسرائيلية، وفى ظل الرعاية المصرية للهدنة، فإن هناك حاجة لتأكيد الالتزام بها.
حركة حماس تعمل على عدة جبهات وخيوط متشابكة، وحرصها على علاقات طيبة مع الدول الشقيقة والصديقة يقوم على أساس الانفتاح مع الجميع، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وتأكيدها على استقلالية القرار، وأن علاقاتها مع أى دولة لا تتم على حساب أو ضد أى دولة أخرى، إنما يأتى فى إطار المحاولات الحثيثة لخلق دور استراتيجى وإقليمى لها يوازى دور السلطة الفلسطينية المتراجع فى المنطقة.