مصطفى شحاتة: المراهقة مرحلة تقلبات مزاجية حادة ومرتبطة بالسلوك أكثر من العمر الزمنى

10:26 م | الأربعاء 22 يناير 2020

قال الدكتور مصطفى شحاتة، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، إن مرحلة المراهقة تتسم بعدم النضج العقلى، ويغلب عليها العاطفة والتقلبات المزاجية الحادة، وهى تتراوح فى الغالب بين 14 و24 سنة، وأكد فى حوار لـ«الوطن» أن التعامل مع المراهق يستلزم من الأسرة والقائمين على أمور التربية والتعليم تفهم متطلبات هذه المرحلة وتوعية الآباء بحقيقة وماهية المراهقة وكيفية التعامل مع المراهقين.. إلى نص الحوار

مدير مستشفى العباسية: صاحبوا ولادكم.. هتفهموا دماغهم

ما مفهوم المراهقة؟

- المراهقة، مرحلة تشهد سلوكيات تتسم بعدم النضج العقلى ويغلب عليها العاطفة والتقلبات المزاجية الحادة، وتمتد من 11 سنة إلى 24 سنة، لكنها أحياناً ترتبط بالسلوكيات أكثر من العمر الزمنى، لذا قد يكون هناك العجوز المراهق والعجوزة المتصابية.

وما مراحل المراهقة؟

- تنقسم مرحلة المراهقة السنية إلى المرحلة الأولية، وهى من سن 11 لـ18، ويغلب عليها عدم الانضباط الانفعالى والاندفاعية السلوكية وعدم وضوح الرؤية والهوية، ويصبح المراهق أكثر تصادماً ونزاعاً مع العائلة، فيرفض الانصياع لأفكار وقيم وقوانين الأهل ويصر على ما يريد ودائماً يرى نفسه على صواب، ويميل إلى تجربة كل شىء، ويرى أنه صحيح كالسهر خارج المنزل ومصاحبة بعض الأفراد، والبعض منهم ينجرف إلى الانسياق وراء بعض السلوكيات الخاطئة كالتدخين وما إلى ذلك من التصرفات إلى تؤدى إلى التصادم مع الأهل، ثم بعد ذلك تأتى المراهقة المتوسطة وهى من 18 لـ20، وفيها تقل أعراض الاندفاعية السلوكية وتظهر بوادر اكتشاف الهوية وظهور علامات واضحة لهوية الأنا لدى المراهق، ويستطيع معظم الشباب فى هذه المرحلة أن يعملوا بطريقة مستقلة ويشعروا بثقة أكبر تجاه قراراتهم وشخصياتهم، ويعود الكثير منهم لطلب النصيحة والاسترشاد من الأهل، وتأتى المرحلة الأخيرة للمراهق وهى من سن 20 لـ24، وفيها تكتمل عملية بناء الأنا وظهور واضح للهوية الجنسية والهوية المهنية وتمكن العقل من السيطرة على السلوكيات الاندفاعية وزيادة عمليات الوعى بالذات.

"فيس بوك" خفض سنها إلى 11 سنة.. وهناك سلوكيات تنذر بظهور "مراهقة متقدمة" من 9 سنوات

كيف يمكن التعامل الصحيح مع المراهق؟

- التعامل مع المراهق يستلزم من الأسرة والقائمين على أمور التربية والتعليم تفهم متطلبات هذه السن وهذه المرحلة وعمل مدارس لتوعية الآباء بحقيقة وماهية المراهقة وكيفية التعامل مع المراهق وكيفية الوصول إلى طريقة تفكير المراهق وعدم الاصطدام به الإ بطريقة تربوية وسلوكية تحت مراقبة متخصصين بعلم النفس والسلوكيات، فلا بد من مساعدة المراهق فى التعبير عن نفسه وأفكاره والاستماع إلى آرائه، والبعد عن العصبية أثناء مناقشته، حتى لا يساهم ذلك فى تكوين شخصية عنيدة، وتفادى مقارنته برفيق له، ولكن يمكن أن تضع له مثلاً يقتدى به كعالم، ومن المهم خلق روح الصداقة بين الأب وأولاده حتى تكون هناك مساحة للصراحة والثقة بينكما، وجعله يعتمد على نفسه فى بعض الأمور، وتجنب إيذاء المراهق بالسب فى حالة ارتكابه خطأ ما، ولكن يمكن مناقشة الصح والخطأ، واتباع أسلوب التشجيع معه.

هل نحن بحاجة إلى توعية المجتمع بكيفية التعامل مع المراهق؟

- نعم، وعلى كل المؤسسات المجتمعية فهم وإدراك كيفية التعامل مع هذه الشخصية، فتربية المراهق تؤثر على تكوين شخصيته، والمراهقة تعتبر مرحلة انتقالية ينتقل فيها الفرد من الطفولة إلى النضج، وهذا يعطيها نوعاً من أنواع الخصوصية، من حيث طبيعة وطريقة تأثيرها على شخصية الفرد، لأن كل ما يتعرض له الإنسان فى هذه المرحلة من أفكار وقيم ومعتقدات وظروف سوف ينعكس على شخصيته بصورة مباشرة وواضحة، فمع بداية مرحلة المراهقة ينتهى التفكير المادى الذى كان يميز مرحلة الطفولة ويدخل الفرد فى مرحلة تفكير جديدة أكثر تعميماً، وهذا يدخله إلى عالم جديد لم يعرفه سابقاً، وفى رحلته لمحاولة واستكشاف هذا العالم ومضامينه سوف يتأثر بما يجده فيه، وبالتالى سينعكس هذا الأثر فى شخصيته، ومن هنا مرحلة المراهقة لها أهمية كبيرة فى بناء شخصية الطفل أو الطفلة.