السائق المتهم بدهس "شهيد الشهامة" بالدقهلية يكشف تفاصيل الواقعة

كتب: صالح رمضان

السائق المتهم بدهس "شهيد الشهامة" بالدقهلية يكشف تفاصيل الواقعة

السائق المتهم بدهس "شهيد الشهامة" بالدقهلية يكشف تفاصيل الواقعة

في ثواني معدودة من حياته وجد سائق سيارة ربع نقل نفسه متهم في قتل "شهيد الشهامة" الذي كان يطارد عاطلين لاستعادة شنطة سيدة سُرقت منها أثناء سيرها في الشارع، لم يتوقف السائق خوفا من أهل قرية الشاب، وأنه لن يجد من يصدقه في وجود طرف ثالث هو الذي ضرب المجني عليه ليسقط من على الموتوسيكل أمامه.

السائق: مش قادر أنسى عيني وهي في عين سائق الموتوسيكل

يقول حسن عاشور، 52 سنة، سائق السيارة، بعد الحادثة كأني مضروب بشومة على رأسي، وكان كل تفكيري في أولادي، كنت ألطم على وشي، لأنني لن أجد من يصدقني، مخي أتشل ووقف على الحادث كأن حياتي كلها توقفت عند هذه اللحظة، وشعرت أن بيتي أتخرب، وعيني في عين الشاب سائق الموتوسيكل مش قادر أنساه".

ويحكي عاشور لـ"الوطن" تفاصيل الحادث "أنا معي سيارة ربع نقل، ومن 15 سنة وأنا أعمل علي هذا الطريق رايح جاي أنقل بضائع من سوق الجملة بالمنصورة، والطريق كان فاضي، وهو اتجاهين، وبعد ما عديت 3 مطبات أمام جامعة الدلتا، رأيت توك توك وموتوسيكل يحاول اللحاق به، وفي ثواني أخرج شاب رجليه من التوك توك، وضرب بهما سائق الموتوسيكل فسقط أمام السيارة بالضبط، فلم أتمكن من السيطرة على فرامل السيارة، ولأن السيارة مرتفعة لم أعرف ماذا حدث، وكأني أصيبت بغيبوبة أو أصيبت بالعمي، واستمر سيري في الطريق حتى وصلت إلى كوبري المرور على بعد حوالي 500 متر من مكان الحادث، تفكيري أتشل، أروح فين، أعمل إيه، هل حد سيصدقني أن فيه شاب هو من أسقط سائق الموتوسيكل أمام السيارة، وواصلت طريقي إلى سوق الجملة بالمنصورة، ولم أصدق ما حدث، والخوف والرعب ملئني، وبعد تفكير كبير قررت أني أرجع لبيتي، بعد أن أصلحت إكصدام وفانوس السيارة".

السائق: "عرفت بوفاة الشاب من المباحث ومثلت الواقعة أمام النيابة"

ويضيف سائق السيارة، أنه لا يتعامل على الإنترنت، ولم يعرف ماذا حدث، وحكيت لزوجتي بعد العشاء ما حدث لي في يومي، فكان ردها احتمال تكون الإصابة في الموتوسيكل وليس في سائقه، ولكن ردي "أنا حاسس بالخبطة" ولم أسمع عن تفاصيل ما حدث، وفي اليوم الثاني توجهت لسوق الجملة، وهناك أوقفت السيارة في طريق" سكة سندوب" الرئيسي حتى لو بحثت عنها الشرطة يجدوها، وبالفعل توجهت للسيارة الساعة 2 ونصف ظهرا فوجدت المباحث بجوارها، وقبضوا علي، ولم أعرف بوفاة المرحوم إلا منهم، واتصدمت لما عرفت منهم أنه مات.

"أنا قلت لهم كل الحقيقة والحقيقة تنجي" هكذا يؤكد حسن عاشور، أنه اعترف بتفاصيل ما حدث للمباحث وللنيابة العامة، وحكى لهم تفاصيل الواقعة بالضبط، ووجد منهم معاملة طيبة، وأنه خلال فترة القبض عليه لم يتعرض لأي إهانة، رغم ما سببه للمباحث من مشاكل بسبب بحثهم عنه لمدة يوم كامل، كما أنه توجه مع النيابة العامة لإعادة تمثيل الواقعة مؤكدا أن الأمر كان صعب لكن النيابة طلبوا مني أن أتمالك أعصابي".

وأبدي عاشور حزنه الشديد لأنه تسبب في مصرع شاب شهم كان يعمل خير ويطارد لصوص، وقال" عزائي لأسرة المرحوم، ولو أقدر أذهب إليهم وأعزيهم لفعلت، لكن أنا متأكد أنهم لن يقبلوا مني عزاء، وأنا حزين عليه مثلهم تماما، ولا أنام منذ أن خرجت من الحجز بمركز الشرطة، ولا أرى إلا لحظة الحادث حتى الآن".

وأشار إلى أن كل تفكيره بعد الحادث في أبنائه لأنه يسكن في شقة إيجار، ولديه أبناء في مراحل التعليم المختلفة من الجامعة إلى الابتدائي كما أنه زوج إحدى بناته العام الماضي، وما يزال يسدد في أقساط جهازها حتى الآن بعد أن وقع هو وزوجته على شيكات لشراء الأجهزة الكهربائية والمفروشات.

وكانت نيابة طلخا بمحافظة الدقهلية قد قررت إخلاء سبيل سائق السيارة على ذمة القضية، فيما أمرت بحبس الشابين المتهمين بالسرقة وقتل "شهيد الشهامة".

كان اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من شرطة النجدة بورود بلاغ من أهالي مدينة طلخا بوقوع حادث تصادم "توك توك" بمواطن على طريق "طلخا- شربين".

انتقلت على الفور سيارة الإسعاف وضباط مباحث طلخا، وبالفحص تبين مصرع "محمود إبراهيم محمود إبراهيم العزيري"، وشهرته محمد العزيري، 30 عاما، مقيم بقرية ميت عنتر بمركز طلخا.

وأكد شهود العيان أنه أثناء توجه السيدة (صديقة ع. م.- مدرسة) إلى عملها جاء "توك توك" من الخلف وخطفا شنطة يدها من أمام شارع العوضي في طلخا، واستغاثت السيدة بالمارة، فركب المجني عليه "موتوسيكل" وترك مقر عمله في كافتيريا، وطارد الجناة على طريق "طلخا - شربين"، وأثناء المطاردة ركله أحدهم بقدمه فسقط بالموتوسيكل تحت عجلات سيارة، كانت تسير في الطريق المقابل.

وأوضح شهود العيان أن الجناة تمكنوا من الفرار بالـ"توك توك" والحقيبة المسروقة، وأطلقوا على المجني عليه "شهيد الشهامة".

 


مواضيع متعلقة