مشيرة خطاب: الحفاظ على هوية أفريقيا ضمن أجندة 2063

كتب: رضوي هاشم

مشيرة خطاب: الحفاظ على هوية أفريقيا ضمن أجندة 2063

مشيرة خطاب: الحفاظ على هوية أفريقيا ضمن أجندة 2063

قالت السفيرة مشيرة خطاب مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي رئاسه غير عادية، امتدت إلى الاستثمار في البشر متمثلا في منتدي الشباب، واستثمار اقتصادي أفريقي، وعلى مدار التاريخ تهتم مصر القارة السمراء، فمصر هي أفريقيا، إذ ساندت دولا من القارة حتى حصلت على الاستقلال آخرها جنوب أفريقيا، كما أنّ هناك تقدير كبير تكنه القيادة الأفريقية لمصر.

وأضافت أنّ استراتيجية أفريقيا 2063 هي استراتيجية متكاملة لتحقيق السلام والتنمية، والقارة الأفريقية قامت بنفس المساعي، فأفريقيا هي المنطقة الجغرافية الوحيدة على مستوى العالم التي قدمت وثيقة متكاملة، وقدمتها قبل أي دولة أخرى، وأهداف التنمية المستدامة عبارة عن 17 هدفا، وتحت كل هدف تم وضع جملة واحدة تترجمه، وجميع الأهداف ترجمة لحقوق الإنسان، مثل القضاء على الفقر، والتعليم الجيد الذي يشمل الجميع، والمساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، والعمل اللائق، والنمو الاقتصادي، والصناعة والابتكار، والبنية التحتية، ومدن ومجتمعات محلية ومستدامة، العمل المناخي وغيرها.

وأضافت خلال ملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان "أفريقيا التى نريدها" أمس، بمركز الهناجر للفنون، "تم الإعلان عن هذه الأهداف بنيويورك، وأجندة أفريقيا 2063 تترجم هذه الأهداف بطريقة ممتازة وتتضمن 20 هدفا، بينها الحكم الرشيد، وحقوق الإنسان، والحفاظ على هوية أفريقيا الراسخة، ويتولى مواطنوها قيادة دفتها".

.وقالت الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد مدير ومؤسس الملتقى، إنّ مصر بحكم الموقع وبحقائق التاريخ والجغرافيا دولة أفريقية وعودة مصر لأفريقيا إنجاز تاريخي للدولة المصرية لأننا أحق بأفريقيا، وهي أولى بنا، والانتماء المصري لأفريقيا هو انتماء يتجاوز الأبعاد التاريخية والجغرافية التقليدية، وهذا الانتماء يمثل محور هام في تكوين المعالم الثقافية للشخصية المصرية.

وتابعت أنّه هذا ما أكده بجلاء مواد الدستور المصري 2014، وعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، على استعادة الريادة لمصر بأفريقيا، فحملت مصر مع دولها همومهم ومشاكلهم داخل المحافل الدولية المختلفة.

وأشارت عبدالحميد إلى أنّ تولي الرئيس السيسي، رئاسة الاتحاد الأفريقي يعد تتويجا لدور مصر التاريخي، ولعبت مصر دورا مهما في دعم حركات التحرر الوطني بين أبناء القارة الأفريقية مثل ثورة "لومومبا" و "ماوماو" في كينا، كما دعمت الثورة الجزائرية، واستراتيجية أفريقيا 2063 على قمة أولويات أجندة 2020، وتواجدت مصر في المحافل الدولية لتحقيق أحلام وتطلعات الدول الأفريقية ورفع راية افريقيا.

من جانبه، ألقى الدكتور سمير صبري الخبير الاقتصادي، الضوء على التحديات التي تواجه أفريقيا الآن والفرص الواعدة، وقال إنّنا نحتاج من كل المهتمين بالوعي والثقافة الاهتمام بأفريقيا، فكيف تكون قارة يمثل تعداد سكانها 15% من سكان العالم تساهم في الإنتاج العالمي بنسبة 2.5% فقط، وكيف لقارة بهذه المساحة والتي تتحدث جميع لغات العالم، وتحتوي على كل الشعوب والأعراق، كيف تجتمع كل هذه الوفرة في قارة تعاني مشاكل كثيرة ومجاعات ونقص في التعليم.

وأكد أنّ رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الأفريقي سيغير الكثير، فهو يضع أفريقيا في مقدمة أولوياته، وهناك نمور صاعدة في أفريقيا مثل روندا والكونغو ومصر والمغرب والكاميرون ونيجيريا وكينيا وزامبيا التي تتحدث الآن عن تصنيعها للنحاس وعدم اكتفائها بتصديره، أفريقيا حلم لنا جميعا، ووجودنا في هذا الموقع الجغرافي يجعل إسهامنا بـ2.5% من الناتج العالمي لا يليق بأفريقيا.

وعن دور البرلمان المصري في دعم العلاقات المصرية الأفريقية، تحدث علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب وعضو البرلمان العربي، قائلا إنّ أهداف التنمية المستدامة هي مضمون جميع الرسالات السماوية، فماذا ينقصنا للنهوض بقارتنا الأفريقية.

وأضاف أنّه كان هناك في الماضي سياسه خاطئة في التعامل مع الوضع، وبتصحيح السياسة حدث التغيير، مطالبا بوجود اتحاد كونفدرالي أفريقي، وأننا لدينا الإرادة الحقيقة لتحقيق هذا، مشيرا إلى أنّ وجود برلمان لحوض النيل لا يعني تهميش أدوار باقي البرلمانات، وأن تنتج أفريقيا 2.5% فقط، فهذا ليس عيب شعوب، بل هو مجموعة من التراكمات، والتكامل الاقتصادي بدايته علاقات قوية، والأمن عنصرا مهما لأي نجاح، ونحتاج إلى الإرادة الحقيقية للإصلاح الاقتصادي.

وأشار إلى أنّ مصر بها 5.6 مليون ضيف، وتلقت العديد من العروض للمعونات لهؤلاء الضيوف، لكن الرئيس السيسي رفض، وقال "هم ضيوفنا ونحن قادرون على مساعدتهم"، مؤكدا أهمية ضرورة وجود خريطة عمل بأفريقيا تشمل الـ55 دولة وليس مصر فقط.

وأكد الدكتور رمضان قرني مستشار المنظمة الأفريقية للثقافة وتنشيط السياحة، أنّ تفعيل دور المجتمع المدني بجانب المؤسسات السياسة مهم جدا، وفكرة المكانة العالمية كانت الجوهر الرئيسي لـ2063، ووجود مؤسسات مجتمع مدني مصرية أفريقية هي أحد أهم مكاسب مصر، وتمنى أن يكون لدينا فروع داخل الدول الأفريقية، إذ يعد ذلك اختراقا مهما لملف العلاقات المصرية الأفريقية.

ولفت إلى أنّ أفريقيا من الناحية الإعلامية مظلومة، لأن القوى الاستعمارية من مصلحتها ذلك، وهذا يصبح طمسا للوقائع، لكن الآن أفريقيا تعمل على تعديل هذه الصورة الذهنية، وأصبحت لاعبا رئيسيا في القوى الدولية، ففى القمة البريطانية الأفريقية قالت بريطانيا إنّ أفريقيا هي بوابة رجوع بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فنحن الآن أمام قارة مختلفة تماما عن القارة التي اعتدنا عليها.

وتابع أنّ مصر تمتلك 3 بصمات خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي، الأولى أكملت ما بدأه الآخرون في قضية منطقة التجارة الحرة الإفريقية وتصليح الجانب الهيكلي الأفريقي، والثانية هي قضية التنمية والأمن، والثالثة استطاعت نقل القضايا الأفريقية على أجندة القضايا الدولية، إذ شاركت مصر في 8 قمم مع 8 دول أوروبية، الآن نستطيع أن نقول وبكل فخر إنّ أفريقيا أصبحت الدائرة الأولى في حركة السياسة العالمية، واختتم حديثه قائلا: "من لا يحب أفريقيا لا يعمل  في أفريقيا".


مواضيع متعلقة