ينفذ رغبات أردوغان.. السراج يحاول شرعنة دخول القوات التركية في ليبيا
ينفذ رغبات أردوغان.. السراج يحاول شرعنة دخول القوات التركية في ليبيا
للمرة الثانية خلال أقل من شهر، عاد فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية الإخوانية، ليطلب تدخل قوات عسكرية أجنبية في ليبيا، حيث دعا إلى نشر "قوة حماية دولية" في ليبيا، حال استأنف الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الأعمال القتالية.
وقال السراج، خلال مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية قبل القمة التي عقدت في برلين بشأن الأزمة الليبية، إنه إذا لم ينه حفتر هجومه، يتعين على المجتمع الدولي التدخل عبر قوة دولية لحماية السكان المدنيين الليبيين.
وأضاف السراج، أن حكومته سترحب بقوة حماية، بزعم أنه يجب حماية السكان المدنيين الليبيين، مؤكدًا أن مهمة مسلحة كهذه يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة، قائلا إنه يتوجب تحديد الجهة التي ستشارك فيها، سواء أكان الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي أو جامعة الدول العربية.
السراج يتحرك دائما بعد حديث أردوغان عن دخول تركيا
ما قاله السراج يأتي بعد ساعات قليلة من مقال نشره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مجلة "بوليتكيو" الأمريكية تحت عنوان "طريق السلام في ليبيا يمر عبر تركيا"، أشار خلاله إلى إمكانية إرسال قوات دولية إلى ليبيا.
وفي نهاية شهر ديسمبر الماضي، طلبت حكومة الوفاق الإخوانية، برئاسة فايز السراج، وبشكل رسمي من تركيا دعمًا عسكريًا، لمواجهة قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قائد القوات الليبية، وذلك بعد أيام قليلة كذلك من حديث أردوغان عن رغبته في إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، إلا أن الأمر برمته انتهى بالفشل الذريع بعد الرفض الدولي والإقليمي والمحلي للأمر، إضافة إلى الخسائر العسكرية التي تكبدتها تركيا على يد الجيش الوطني الليبي.
إكرام بدر الدين: السراج يحاول الالتفاف على رفض المجتمع الدولي لتدخل أردوغان في تركيا
مطالبات السراج ربما تمثل التفافًا من أجل شرعنة تدخل القوات التركية في ليبيا، حسب الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لافتًا إلى أن قمة برلين في الأصل أكدت على ضرورة منع التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية.
وأضاف بدر الدين في حديثه لـ"الوطن"، أن السراج يحاول دومًا فتح الطريق لتدخل حليفه أردوغان في الشأن الليبي، حتى وإن استدعاه الأمر طلب تدخل عسكري أجنبي، خاصةً مع التقدم الذي يحرزه الجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر على الأرض، وسيطرته على مناطق عديدة واقترابه من العاصمة طرابلس.
وتابع أنه "لا بد من الخروج بتسوية شاملة للأمر في ليبيا، وليس مجرد اتفاق على وقف إطلاق النار، تسوية تضمن عدم التدخل العسكري في ليبيا بأي شكل، واقتصار الأمر على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، ومحددة بجدول زمني واضح لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه".
وأكد بدر الدين أهمية وضرورة وجود ضمانات لعدم التدخل الأجنبي، والتزام كل طرف بالأمر، حيث يتم معاقبة من يطلب تدخلات عسكرية خارجية في ليبيا، ويساعد عليها، وذلك عن طريق آليات وطرق واضحة لتنفيذ تلك التسوية والاتفاقات.
