رفض دولي وشعبي.. لماذا تستقبل المظاهرات أردوغان في رحلاته الخارجية؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

رفض دولي وشعبي.. لماذا تستقبل المظاهرات أردوغان في رحلاته الخارجية؟

رفض دولي وشعبي.. لماذا تستقبل المظاهرات أردوغان في رحلاته الخارجية؟

قالت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم، إن مظاهرات كبيرة نظمها مواطنون ليبيون وأبناء الجالية العربية وأكراد ومنظمات حقوقية ألمانية، أمام مقر الاستشارية الألمانية، حيث يعقد المؤتمر الدولي حول ليبيا.

واتسمت المظاهرات، وفق ما ترجمت قناة "روسيا اليوم"، بأنها "مؤيدة للجيش الوطني الليبي ورافضة للتدخل التركي في ليبيا"، حيث رفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارة "أردوغان يرسل المرتزقة والإرهابيين إلى طرابلس".

وكانت الصحيفة أشارت قبل أيام إلى أن ألفي مقاتل سوري وصلوا إلى ليبيا قادمين من تركيا، للقتال إلى جانب حكومة الوفاق.

وتشهد ألمانيا عادةً العديد من المظاهرات المناهضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مناسبات كثيرة، ففي عام 2016، شهدت مدينة كولونيا، غربي ألمانيا، مظاهرة شارك فيها آلاف المساندين للقضية الكردية في تركيا، ردد خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة لأردوغان.

ورفع بعض المتظاهرين رموزا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، من بينها صور زعيمه، عبدالله أوجلان، المسجون منذ سنة 1999، بينما رفع آخرون صور رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دمرداش، عقب اعتقاله.

وفي سبتمبر الماضي، نظمت رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان بألمانيا تظاهرات مشتركة مع متطوعي مبادرة حقوق الإنسان بمدينة دارمشتات الألمانية، دفاعًا عن الأطفال والنساء المعتقلين في تركيا، وفضح ما يتعرضون له من قمع تحت حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتزامن مع حملات الاعتقالات الموسعة التي يشنها النظام التركي بحق المعارضين ومن بينهم نساء وأطفال، والتي تجاوز عدد ضحاياها نصف مليون مواطن، منذ مسرحية الانقلاب المزعوم في يوليو 2016.

ألمانيا ليست الدولة الوحيدة التي تشهد تظاهرات ضد أردوغان ونظامه في السنوات الأخيرة، حيث نظم نشطاء وحقوقيون في الولايات المتحدة الأمريكية مظاهرة، سبتمبر الماضي كذلك، بالتزامن مع فعاليات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، للتنديد بسجن الأطفال مع أمهاتهم في تركيا.

وفي ديسمبر الماضي، شهدت مدينة كامبريدج البريطانية، تظاهرات حاشدة، ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية شنه عدوانًا على شمال سوريا بذريعة حربه ضد الأكراد، وحسب موقع "مترو" البريطاني، جاءت التظاهرات، خلال مشاركة أردوغان في افتتاح المسجد المركزي في ميل رود، والذي يعد أول مسجد صديق للبيئة في أوروبا.

ومنذ عدة أيام، اندلعت مظاهرات ضخمة في مدينة الكفرة الليبية، تنديدا بالغزو التركي على الأراضي الليبية، ورفضا لسياسات الديكتاتور التركي، وأحرق المتظاهرون العلم التركي في مظاهرات عارمة، تعبيرا عن رفضهم للتدخل التركي في شؤونهم الداخلية.

ألمانيا يوجد بها أكبر جالية تركية، والتي يبلغ عددها 3 ملايين ونصف مليون تركي، معظمهم من المعارضين لنظام رجب طيب أردوغان، حسب الدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، وهو السبب في كثرة المظاهرات المناهضة لأردوغان في ألمانيا.

وقال سعيد لـ"الوطن" إن انتشار المظاهرات والاحتجاجات ضد أردوغان في أوروبا ودول العالم بسبب سياساته الاستعمارية والمعادية لدول العالم، بالإضافة لسياساته الداخلية التي تنتهك حقوق الإنسان وحرية الرأي والصحافة.

دلالتان هامتان للمظاهرات ضد أردوغان في أوروبا ودول العالم حسب سعيد، حيث تعبر الموافقة والسماح وتسهيل تلك المظاهرات ضد أردوغان، عن مدى توتر وتردي العلاقات بين تلك الدول وتركيا بسبب سياسات الديكتاتور أردوغان.

وأكد أن تلك التظاهرات تعبر كذلك عن الرفض الدولي، شعبيًا ورسميًا لسياسات ونظام رجب طيب أردوغان، لافتًا إلى أن تلك الاحتجاجات ستصاحبه أينما ذهب.


مواضيع متعلقة