دقت ساعة الأوميجا

عزيزى المشير المرشح المحتمل للرئاسة عبدالفتاح السيسى.. بما أن ساعة الأوميجا قد دقت حسب التوقيت الخاص لإعلان ترشحك، وقررت خلع ردائك العسكرى، لذلك سأعاملك مثل أى مرشح للرئاسة عملاً بمبدأ المساواة بين كافة المرشحين وسأوجه إليك، يا عزيزى المرشح، بعض النصائح التحذيرية من مواطنة لا حول لها ولا قوة. ■ اعلم جيداً أن الطريق إلى جهنم «كرسى الرئاسة» أحياناً يكون مفروشاً بالنوايا الطيبة، وهذه الحكمة أهديها لك وأيضاً لمؤيديك الذين قد يؤيدونك لفترة وإن لم تكن عند حسن ظنهم، فاحذر غضبهم أكثر مما رفضوا ترشحك، لأن معظمهم من فقراء هذا الشعب، الذين يظنون أنهم وجدوا فيك ضالتهم وهم الآن على شفا ثورة. ■ نعلم جميعاً أن مؤسسات الدولة تبارك ترشحك، بما فيها المؤسسة العسكرية التى تنتمى إليها، مما سيجعل المنافسة ضعيفة بينك وبين المرشحين الآخرين، وهذا يعد ظلماً بيناً فإذا كان طموحك أن مصر تكون دولة حقيقية قائمة على الديمقراطية والعدل والمساواة، وأن الإرادة يجب أن تكون ملكاً للشعب فقط، عليك أن تعلن رفضك لهذا الدعم من هذه المؤسسات، وانصحهم بعدم التدخل فى العملية الانتخابية واعتمد على أصوات مؤيديك، ومن طالبك بالترشح إذا كنت على ثقة بأنك ترشحت نزولاً على رغبة الشعب الذى لا تستطيع أن تدير له ظهرك. ■ عليك أن تطالب الإعلاميين من «المطبلاتية» الذين ينافقونك، ويسبحون باسمك ليل نهار وأنت تعرفهم جميعاً بالكف عن هذا التطبيل، لأنك لو تغافلت عنهم، ستجد ما لا يحمد عقباه وسيأتى بعزوف الناس عن انتخابك بسببهم.. ■ عزيزى السيسى: هل تعلم لماذا كان هناك عزوف من الشباب وبعض بسطاء هذا الشعب الذين قابلتهم مصادفة وسألتهم عن سبب عدم مشاركتهم فى الاستفتاء، قالوا: كانت لدينا النية للتصويت بـ«نعم»، ولكن عندما وجدنا الإعلام يقوم بدور الواصى علينا ويوجهنا بالتصويت بـ«نعم» آناء الليل وأطراف النهار، وكأننا خرفان لا نفهم شيئاً، ولا نعرف أين مصلحتنا، فقررنا عدم المشاركة، والله على ما أقوله شهيد. وبناءًَ على ذلك، لا بد أن تشهد العملية الانتخابية نوعاً من النزاهة والشفافية والمصداقية ودعوة المجتمع الدولى لمراقبة الانتخابات، حتى نخرس الألسنة التى تقول إن ما تشهده مصر الآن هو انقلاب. عليك أن تبعد رجال مبارك، ورموز نظامه من المشهد تماماً ولا تقبل تأييد أحد منهم، فلدينا جميعاً تخوفات إن لم يكن حدث بالفعل من عودة نظام مبارك مجدداً. ■ عليك أن تطمئن، وتعد الشباب والمواطنين أن دولة القمع لن تعود مجدداً، حتى يتسنى لنا محاسبتك حيال مخالفة هذا الوعد. ■ احرص على أن تكون الشفافية هى أساس المعاملة بينك وبين الشعب، حال نجاحك فى انتخابات الرئاسة. وأخيراً أكررها لك مجدداً يا سيسى، لا يغرنك حب الشعب، لأن الشعب أصبح انقلابياً بطبعه، فإن لم يجد منك ما يسره، فسوف ينقلب عليك غداً، والله المستعان.