الإعلام المصرى.. أين كان وكيف أصبح؟! (2-4)

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

قلنا فى مقال الأمس إن الإعلام المصرى فى مجموعه وبالحساب الجماعى، أو قل بالحساب الإجمالى، لم يقصر فى دعم وطنه وشعبه، سواء بالالتفاف حول الوطن فى القضايا الأساسية ومعاركه سواء الحرب على الإرهاب أو معركة التنمية.. وضربنا الأمثلة كلها من فضح الإرهاب والإرهابيين والاشتباك الدائم مع إعلام الشر وشائعاته وأكاذيبه وفبركاته، وكان الإعلام على خط النار تماماً، كما كان على خط البناء والتنمية والإنتاج.. وقلنا أمس السؤالين المهمين، الأول: من أين يأتى إذن الانطباع بأن الإعلام مقصر؟ والثانى هو: هل وصلنا لهذا الأداء الإعلامى مصادفة؟

بتفكيك السؤال الأول نجد أن الإمكانيات المادية المتاحة ليست السبب فى أى انطباعات بدليل القدرة على توفير التغطية الإعلامية للأحداث المهمة فى أى مكان بالعالم وليس فقط أرض مصر وتشهد على ذلك زيارات الرئيس المتعددة لكافة أنحاء العالم من الأمم المتحدة إلى الصين ومن روسيا إلى ألمانيا، كما أن إعلام الشر استطاع للأسف إزعاج دول شقيقة فى أحداث كبيرة ومهمة الشهور الماضية، رغم ما يمتلكه الأشقاء من إمكانيات هائلة على كافة المستويات الإعلامية فضائياً وصحفياً وإذاعياً وغيرها وغيرها.

أما إن كان الانطباع عن تقصير ما فى أداء الإعلام المصرى، فهذا مردود عليه بعدة ملاحظات، أولاها أن الإعلاميين المصريين الموجودين الآن عدد كبير منهم مَن تصدوا بأنفسهم للجماعة الإرهابية ويحظى البعض منهم بنسب مشاهدة عالية من داخل وخارج مصر وفقاً لدراسات علمية وليست استطلاعات مشكوكاً فى موضوعيتها.. والأهم أن حركة تجديد فى وجوه الإعلاميين المصريين بدأت منذ فترة بتمازج مدروس يستهدف ضخ دماء جديدة تقول المؤشرات السابقة عليه إن لأصحابها حضوراً جيداً عند المصريين.. ورغم أن هذه الملاحظة سنتكلم عليها بشكل أوسع فى المقال المقبل، فإنها ملاحظة تستحق التوقف عندها طويلاً ليس لأن ذلك كان مطلباً شعبياً فى الأساس تمت الاستجابة المدروسة له فحسب، وإنما لأنها عملية شاملة لها أبعادها المهنية والاقتصادية لم تتم بطريقة خشنة، ولا بشكل عشوائى، لكن كما قلنا سنتكلم عنه فى حينه!

نعود للسؤال: من أين الانطباع أن الإعلام لا يؤدى واجبه على الوجه الأمثل؟ الإجابة ببساطة وقد قلناها صراحة وضمناً فى مقالات عديدة سابقة وهو التطور الهائل فى أدوات الإعلام أو ما نسميه بالإعلام الجديد الذى على خط المعركة مع الدولة المصرية ومع الشعب المصرى منذ ٢٠١١ والتى تتسع كل يوم كماً وكيفاً.. بمعنى كان فيس بوك حتى ٢٠٠٤، لكن أضيف إليه يوتيوب وتويتر فى العامين التاليين، ثم أضيف فيما بعد واتس آب وسناب شات وغيرها وغيرها من أدوات الوصول للجماهير التى تحقق اتصالاً هائلاً وبأرقام فلكية يصعب على أى وسيلة إعلام تحقيقها، وهذه ظاهرة عالمية لا تقتصر على مصر وحدها. الفرق الوحيد هو أن مصر مستهدفة وحتى لا نستهين بظاهرة الإعلام الجديد، فإليكم هذه الأرقام لإحصائيات ٢٠١٩ وطبقاً لمركز إدارة وسائل التواصل الاجتماعى HOOT SUITE، فإن موقع فيس بوك تبدو أرقامه كالتالى، ومن بعده أشهر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعى هى:

2.4 مليار مستخدم نشط شهرياً.

1.6 مليار مستخدم نشط يومياً.

88% من مستخدمى فيس بوك عبر المحمول.

58 دقيقة متوسط الوقت الذى يقضيه المستخدم على الشبكة.

- يوتيوب

1.9 مليار مستخدم نشط شهرياً.

149 مليون مستخدم نشط يومياً.

5 مليارات مقطع فيديو مشاهد.

40 دقيقة متوسط مدة زيارة الموقع.

- واتس آب

1.5 مليار مستخدم نشط شهرياً.

1 مليار مستخدم نشط يومياً.

مليون مستخدم جديد يومياً.

60 مليار رسالة يومياً.

- إنستجرام

مليار مستخدم نشط شهرياً.

600 مليون مستخدم نشط يومياً.

500 مليون ستورى يومياً.

95 مليون تعليق يومياً (بوست).

- تويتر

371 مليون زيارة شهرياً.

166 ملياراً إجمالى عدد التعليقات.

10 دقائق متوسط مدة زيارة الموقع.

حتى إن فيس بوك وحده تجاوز عدد مشتركيه من المصريين داخل مصر وحدها بخلاف المصريين بالخارج أربعين مليوناً، أغلبهم من المرحلة العمرية أقل من الثلاثين عاماً!!! ومن خلال ذلك نعرف حجم الإعلام الموازى الذى على خط المواجهة، الذى يحتاج إلى مواجهة على ساحاته الأصلية، ومع ذلك يقدم إعلامنا أقصى ما عنده لمواجهته والرد على إنتاجه الكاذب والبذىء!

وإلى المقال المقبل