الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين.. هكذا نزع فتيل الحرب التجارية

الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين.. هكذا نزع فتيل الحرب التجارية
- اتفاق واشنطن وبكين
- واشنطن
- بكين
- اتفاق تجاري
- حرب تجارية
- اتفاق واشنطن وبكين
- واشنطن
- بكين
- اتفاق تجاري
- حرب تجارية
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء، اتفاقا تجاريا مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، في خطوة وصفت بـ"التاريخية" بعد سنتين من حرب "الرسوم الجمركية" بين أقوى اقتصادين في العالم.
وتعهدت الصين شراء بضائع أمريكية إضافية بقيمة 200 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين، بموجب الاتفاق الذي يتضمن أيضا بنودا تتعلق بحماية الملكية الفكرية استجابة لمطلب أمريكي آخر، بحسب "سكاي نيوز".
في المقابل، وافقت الولايات المتحدة على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على 120 مليار دولار من السلع، بنسبة تتراوح بين 50 و7.5%، إضافة إلى التراجع عن رسوم أخرى كانت مقررة.
من ناحيته، أكد الرئيس الصيني شي جينبينج، أنّ الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة إيجابي "للعالم أجمع"، وذلك في رسالة إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تلاها مسؤول صيني رفيع خلال حفل توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق في البيت الأبيض.
أما عن تفاصيل الأتفاق الذي وصفته وكالات الأنباء بأنّه نزع فتيل حرب تجارية، نرصده في السطور التالية:
رسوم باقية
والثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة أنّها ستبقي على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، لأن الاتفاق التجاري الجزئي الذي تعتزم واشنطن توقيعه مع بكين، الأربعاء، لا ينص على إلغاء هذه الرسوم.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية ومكتب ممثل التجارة الأمريكية في بيان مشترك: "ليس هناك اتفاق على تخفيض التعريفات في المستقبل، أي شائعات تقول عكس ذلك هي خاطئة تماما"، بحسب "سكاي نيوز".
وجاء البيان المشترك بعد تقرير لوكالة "بلومبيرج"، ذكرت فيه أنّ الرسوم الجمركية المفروضة على ما قيمته مليارات الدولارات من الواردات الصينية، ستبقى سارية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر، وبعد ذلك يمكن إزالتها.
وتطالب بكين واشنطن بإلغاء كل أو جزء من الرسوم الجمركية العقابية المفروضة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وجاء البيان عشية توقيع البلدين على اتفاق تجاري جزئي يرسي هدنة في حربهما التجارية الدائرة منذ عامين، تبادلت خلالها القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم فرض رسوم جمركية، مشددة على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية السنوية.
وأشعل الرئيس ترامب فتيل حرب تجارية مع بكين في 2018، خاصة بهدف إعادة التوازن إلى التجارة الثنائية، ما نتج عنه رد من الصين وقلق في الأسواق العالمية.
وبموجب الاتفاق الجزئي ستواصل إدارة ترامب فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 25% على منتجات صناعية تساوي قيمتها 250 مليار دولار من الواردات الصينية السنوية، في حين تنخفض إلى 7.5% أي النصف رسم الـ15%، الذي كان مفروضا على واردات صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار سنويا.
كما وافق الرئيس الأمريكي على إلغاء رسوم جمركية إضافية قدرها 15% كان مقررا فرضها اعتبارا من منتصف ديسمبر على ما قيمته 160 مليار دولار من السلع الصينية.
إلغاء رسوم وخفض أخرى
وبموجب الاتفاق الجزئي تواصل إدارة ترامب فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 25% على منتجات صناعية تساوي قيمتها 250 مليار دولار من الواردات الصينية السنوية، في حين ستخفض إلى 7.5% أي النصف رسم الـ15%، الذي كان مفروضا على واردات صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار سنويا.
كما وافق الرئيس الأمريكي على إلغاء رسوم جمركية إضافية قدرها 15% كان مقررا فرضها اعتبارا من منتصف ديسمبر على ما قيمته 160 مليار دولار من السلع الصينية.
دفع لمنتجات المزارع الأمريكية
من جهته، قال نائب وزير التجارة الصيني وانج شوين للصحفيين إنّ واشنطن وافقت على إلغاء الرسوم على السلع الصينية "على مراحل". وقال نائب وزير المال لياو مين إن الصين ستلغي بدورها رسوما انتقامية مقررة في إطار الرد بالمثل على الإجراءات التي كان من المفترض أن تدخل حيز التطبيق الأحد قبل أن يعلن الغاؤها اليوم.
وقال وانج إنّ اتفاق المرحلة الأولى يشمل تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وتوسيع الوصول إلى الأسواق وحماية حقوق الشركات الأجنبية في الصين، وهي مسائل تكمن في صميم شكاوى الولايات المتحدة حول سياسات بكين الاقتصادية.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أنّ الصين ستنفق 50 مليار دولار لشراء منتجات المزارع الأمريكية، وهو طلب رئيسي من ترامب، لكن المسؤولين الصينيين لم يكشفوا عن أي أرقام في المؤتمر الصحفي في بكين.
وفي تقييم أوّلي للاتفاق المرحلي رأى اقتصاديون وخبراء تجاريون أنّه يمثّل في واقع الأمر انتصاراً لبكين، وقال سكوت كينيدي الخبير البارز في الشؤون الصينية: "عذرا، إذا لم أفتح زجاجة شمبانيا احتفالا، لكن باستثناء وقف التصعيد المستمر فليس هناك ما يستحق الكثير من الهتاف".
وأضاف أنّ "التكاليف كانت كبيرة وبعيدة المدى، والفوائد أتت صغيرة وسريعة الزوال".
المزارعون الأمريكيون يرحبون
رحب المزارعون الأمريكيون الذين عانوا من الإجراءات الانتقامية الصينية، إلى الترحيب بالاتفاق، ولا سيما أنّهم من أبرز المتضررين من الحرب التجارية، فمنذ اندلعت هذه الحرب تراجعت الصين من المركز الثاني إلى المركز الخامس في قائمة مستوردي المنتجات الأمريكية.
وقال زيبي دوفال رئيس "مكتب اتحاد المزارع الأمريكي"، الاتحاد الرئيسي للمزارعين في الولايات المتحدة، إنّ "إعادة فتح باب التجارة مع الصين ودول أخرى أمر ضروري لمساعدة المزارعين ومربي الماشية على الوقوف على أقدامهم مجدداً"، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء.
وأضاف أنّ المزارعين "يفضلون وبفارق شاسع، الزراعة للسوق، على الاعتماد على المساعدات الحكومية".
إدارة ترامب لفتت من ناحيتها إلى أنّ الصين ستشتري صادرات أمريكية إضافية "بقيمة 200 مليار دولار على الأقل خلال العامين المقبلين" من قطاعات التصنيع والزراعة والطاقة والخدمات الأمريكية.