المتحف الزراعي.. 82 عاما على افتتاح ذاكرة مصر الخضراء

كتب: أحمد البهنساوى

المتحف الزراعي.. 82 عاما على افتتاح ذاكرة مصر الخضراء

المتحف الزراعي.. 82 عاما على افتتاح ذاكرة مصر الخضراء

كانت مصر من أوائل دول العالم التي فكرت في توثيق ذاكرتها الزراعية فصدر قرار في 21 نوفمبر 1929 بإنشاء المتحف الزراعي المصري بسراي الأميرة "فاطمة إسماعيل" التي وهبتها للجامعة المصرية وعلى أرض وقف للسيدة ذو الأفكار المكاوي، وتم استلام السراي وتجهيزها وافتتح المتحف في مثل هذا اليوم 16 من يناير 1938، أي قبل 82 عاما.

أطلق على المتحف، الذي يوجد بحي الدقي بالقرب من وزارة الزراعة، في البداية "متحف فؤاد الأول الزراعي"، وكان الهدف منه تسجيل وعرض تطور الزراعة المصرية والتوثيق لذاكرة مصر الزراعية، ويمكن اعتبار هذا المتحف ثمانية متاحف لا متحف واحد، وتزيد مساحة هذا المتحف على ثلاثين فداناً، أي ما يعادل 175 ألف متر مربع، ويعد أول متحف زراعي في العالم.

ويضم آلاف المعروضات والمقتنيات التي تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنة، يمثل المتحف قبلة للعلماء والباحثين في مجال الأبحاث والدراسات الزراعية والبيطرية والتاريخية وتوجد بالمتحف مقتنيات ونباتات نادرة بعضها انقرض من الوجود، مثل نبات البرساء الذي كان مقدساً عند الفراعنة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلى 15 ألف سنة، فضلاً عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية التي تحيلك إلى أجواء الماضي، وتطور الأساليب الزراعية لدى الفلاح المصري، وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ.

كما يعد المتحف ثاني أهم مكان متخصص في "الزراعة" على مستوى العالم بعد المتحف الزراعى في العاصمة المجرية بودابست، ويمثل أول حلقة في سلسلة تاريخ تطور الزراعة في مصر، إذ يعرض تاريخ الزراعة منذ عصر ما قبل التاريخ حتى أواخر العصر الفرعوني، كما ينفرد عن متاحف العالم باقتناء مجموعة أثرية زراعية كاملة، بالإضافة إلى أنه يضم عروضاً تجعله متحفاً فنيا للتاريخ الطبيعي، ففي الطابق الأرضي، يعرض المتحف كل ما يتصل بالنشاط الزراعي قديماً، والأدوات والآلات الزراعية، ويشرح كيف اهتدى إليها المصري القديم وطورها، وهناك مقتنيات مهمة تمثل أغلب الحاصلات الزراعية التي عرفتها مصر القديمة مع قطع أثرية توضح أهم الصناعات الزراعية والبيئية.

ويضم المتحف الزراعي حاليا سبعة متاحف تستخدم أحدث وسائل العرض، وبطرق علمية راقية من حيث الإضاءة والهواء وطريقة العرض، نظرا لأن غالبية المعروضات في المتحف من المواد العضوية التي تتفاعل مع الرطوبة والضوء، لذلك استخدمت بعض الأجهزة الحديثة لمعالجة بعض أنواع الأشعة في "فاترينات" العرض، وأجهزة لامتصاص الرطوبة بطرق علمية دقيقة، وجاء عرض مقتنيات المتحف وفق أسلوب علمي وتاريخي؛ حيث اختيرت المعروضات لتكمل الصورة التي يحاول كل متحف رسمها أو توصيلها للزائر أو المتخصص.


مواضيع متعلقة