"سيدة الوراق" تروي تفاصيل محاولة ذبحها: الشال سبب نجاتي

"سيدة الوراق" تروي تفاصيل محاولة ذبحها: الشال سبب نجاتي
في طريقها المعتاد أن التسير منه يوميا للمحال والصيدلية لجلب أغراض منزلية، ولكن بالجمعة الماضية، اختلف الأمر تماما، حيث تفاجأت بشخص من الخلف ينقض عليها محاولا تمزيق عنقها بألة حادة، لم ينجيها من الوفاة سوى "الشال" الذي كانت تدفئ به عنقها، ليُكتب لها النجاة، على غرار "حلاوتهم" الشهيرة بسيدة الأكياس، التي نجتها خطوات قليلة من واقعة التفجير الإرهابية بالدرب الأحمر، فبراير الماضي.
بطلة النجاة الحالية هي كاترينا رمزي ميخائيل، ربة منزل لـ4 فتيات صغار، والتي باتت تعرف إعلاميا باسم "سيدة الوراق"، والتي تقيم بشارع عبدالتواب سلامة، أمام قسم الوراق، وهو المكان التي تعرضت فيه للحادث الأصعب في حياتها.
سيدة الوراق: معرفش الجاني ولا عمري شوفته
تروي كاترينا تفاصيل الواقعة، بأنها يوم الجمعة الماضية وفي حدود الساعة الثامنة إلا ثُلث، عقب شرائها لمستلزمات المنزل وأدوية، وقبل خطوات قليلة من إحدى القهاوي المنتشرة بالمنطقة، فوجئت بشخص يطوقها من الخلف ويجرّ آلة حادة على رقبتها، معلقة: "مش عارفه كان موس ولا قطر، بيدبحني بيه فجأة وأنا ولا أعرفه ولا عمري شوفته".
دماء غزيرة تدفقت من عنق كاترينا، 52 عاما، جعلتها غير مدركة لأي شئ من حولها أو ما حدث لها، لكنه لم يشل لسانها، لتطلق صرخات متتالية عالية حركت من الجالسين على القهوة بسرعة شديدة ليمسكوا بالجاني سريعا وينهالون عليه بالضرب، إلا أنه باستفزاز شديد ورغم ما يتعرض له ظل يهددها مرددا "هدبحك علشان شعرك اللي باين ده".
وأضافت: "الشال والسويت شيرت اللي كنت لابساهم هما اللي أنقذوني، خففوا حدة الموس علشام كانوا حوالين رقبتي"، مشية إلى أن الأهالي نقلوها سريعا إلى مستشفى الرحمة المقابلة للمقهى، بعد أن فقدت وعيها جراء الدماء التي فقدتها، ليتم تضميض جراحها بشكل سريع، وتقدم إفادتها لاحقا بقسم الشرطة.
كاترينا: الجرح اتخيط 63 غرزة.. ومش قادرة أنزل من البيت لحد دلوقتي
لم تسلم "كاترينا" من الألم الشديد لتسقط فاقدة الوعي مرة أخرى بمنزلها بعد ساعات من الحادث، لتنقلها أسرتها إلى طبيبا آخرا، الذي أكد لهم أن الجرح غائرا وليس سطحيا، ويعيد خياطته بـ63 غرزة، لمدة 3 ساعات متتالية، قضتهم بين السماء والأرض، وظنت فيهم أنها ستفارق أطفالها وأحبائها.
رغم مرور حوالي 4 أيام على الحادث، مازال المرض والخوف يسيطر على أسرة كاترينا، الذين لم تفارق أعينهم البكاء لجرح والدتهم البالغ، فيما يمتلكها الفزع، قائله: "أنا مبنمش من ساعتها وأعصابي مش مالكاها، ولا قادرة أنزل الشارع تاني أنا أو بناتي، هنموت من الخوف".
وطالبت كاترينا بضرورة إعدام الجاني والقصاص لها سريعا، لتجنب تعرض أي من الفتيات أو النساء لحوادث مشابهة، رغم ما يتردد عن كونه مختلا نفسيا، حتى تتخلص من ذلك الخوف وتعود قادرة على الخروج من المنزل مجددا، مضيفة: "اللي زي ده مينفعش يبقى في الشارع عادي وسط الناس، بكره يقتل واحدة تانية".
النائب العام يأمر بحبس المتهم بالشروع في قتل "سيدة الوراق"
وكان النائب العام أمر بحبس الشاب أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعد استجوابه لتعديه على سيدة بمنطقة الوراق، حيث بدأت النيابة العامة تحقيقاتها التي كشفت عن معاناة المتهم من مرض نفسي منذ عام 2006، وأطلعت على مستندات تؤكد تردده على مستشفى الصحة النفسية بحلوان للعلاج.
وأكد شهود بالتحقيقات قيام المتهم بأفعال خلال فترة مرضه النفسي تحت تأثير ذلك المرض، حيث ألقى بنفسه من الطابق السادس قبل تسعة سنوات، بينما دخل إلى موقد النار بمخبز والده ما تسبب في حروقٍ به، كما دفعه إلى الاعتداء على سيدة أخرى بذات الطريقة، وأطلعت النيابة العامة على أوراق التحقيقات بتلك الواقعة وتبين سبق إيداع المتهم بمصحة نفسية لفترات قبل ثبوت معاناته من فصام واضطراب وجداني ذهاني.
وسيجرى عرض أمره على المحكمة المختصة لطلب إيداعه تحت الملاحظة بإحدى المستشفيات الحكومية النفسية للوقوف على حالته النفسية والعقلية وقت ارتكابه الواقعة.