"الحياد الإيجابي".. سبب استضافة عمان لمحادثات "النووي" في عهد "قابوس"

كتب: عبدالله مجدي

"الحياد الإيجابي".. سبب استضافة عمان لمحادثات "النووي" في عهد "قابوس"

"الحياد الإيجابي".. سبب استضافة عمان لمحادثات "النووي" في عهد "قابوس"

توفي السلطان العماني قابوس بن سعيد، عقب فترة امتدت لـ50 عاما، عمل فيها على اتباع سياسة الحياد، ما جعله طرفا مهما في عدد من القضايا الدولية، لعل أبرزها الاتفاق النووي بين إيران والدول الأوروبية.

ولعبت سلطنة عمان دورا مهما في الاتفاق النووي منذ بدايته، وذلك لما تتمتع به من علاقات جيدة مع الجانبين الأمريكي والإيراني، فسياساتها الوسطية المحايدة جعلتها مقصداً مفضّلاً لأولئك الذين يبحثون عن وسائل لتخفيف التوتر أو إيصال الرسائل أو حتى التفاوض بين الولايات المتّحدة الأمريكية وإيران.

بدأت عُمان القيام بدور مرحلي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران منذ بداية المحادثات السرية التي انطلقت عام 2012، والتي كان لها دور في انطلاق المفاوضات العلنية الحالية، إذ يفترض الوصول إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو 2015، مع ملاحظة أن الجولة قبل الأخيرة عُقدت أيضاً في العاصمة العمانية مسقط.

كذلك خاض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الأميركي جون كيري، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، جولة أولى من المباحثات بشأن الملف النووي الإيراني، اليوم الأحد، في سلطة عمان، في مسعى لدفع جهود إنهاء النزاع بشأن برنامج إيران النووي، وذلك في نوفمبر 2014.

أكدت لتريتا بارسي، رئيسة المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، دور عمان في المفاوضات السرية، حينما قالت إن "عمان هي واحدة من الدول العربية القليلة، في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تربطها علاقات تاريخية طيبة جداً مع إيران، وإن إدراج عُمان كوسيط أمرٌ متطورٌ وهام"، وأن مجموعة الدول الست التي تتفاوض مع إيران ويُشار إليها بـ"5+1"، فهل يمكن بإضافة عُمان إليها أن تصبح: 6+1. 

الدكتور عبدالخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية، قال إن عمان لعبت دورا مهما في المحادثات السرية المباشرة في الاتفاق النووي، موضحا أن مشاركة عمان جاءت لكونها تتبع سياسة الحياد الإيجابي من جميع الأطراف، بالإضافة لما تتمتع به من علاقات جيدة مع واشنطن وطهران.

وأضاف عطا لـ"الوطن"، أن دور عمان لم يكن ظاهرا أمام العالم، ولكن كانت تلعب دورا في المحادثات الخفية، التي أشاد بها العديد من الجانب الأمريكي، مشيرا إلى أن دور عمان في الاتفاق النووي عاد مرة أخرى مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وإعلانه رغبته في إنهاء الاتفاق النووي.

وأشار إلى أنه من المرجح أن تلعب عمان دورا في المحاولات الجديدة التي أعلن عنها ترامب، وهي اتفاق نووي جديد، حيث تستمر في دورها بالمفاوضات السرية ونقل الرسائل بين الطرفين.


مواضيع متعلقة