السلطان هيثم بن طارق.. مسيرة "قابوس" تتواصل

كتب: محمد حسن عامر

السلطان هيثم بن طارق.. مسيرة "قابوس" تتواصل

السلطان هيثم بن طارق.. مسيرة "قابوس" تتواصل

للسلطة في عمان طريقان، إما باختيار الأسرة الحاكمة أو بفتح ظرف وصية السلطان الراحل عند غياب التوافق، إلا أن النظام الذي وضع عام 1996 وطبق أمس للمرة الأولى، كانت له ملامحه الخاصة فأتت بوزير التراث والثقافة هيثم بن طارق ابن عم السلطان الراحل قابوس بن سعيد سلطانا جديدا للبلاد، إذ قررت الأسرة الحاكمة أن تلجأ مباشرة إلى فتح وصية السلطان الراحل عرفانا وامتنانا له، ومعها تبدأ صفحة جديدة للسلطنة الهادئة تحت قيادة واحد من أكثر الشخصيات البارزة في "آل سعيد"، ولتؤكد الوصية الثقة المشتركة من "قابوس" والعائلة الحاكمة فيه.

سيكون على "هيثم" المولود عام 1954، استكمال مسيرة وضع ملامحها ابن عمه السلطان قابوس بحكمة جعلته يصنع من دولة بلا ثروات حقيقية نموذجا لهدوء وتعايش جنبه كثير من الاضطرابات العاصفة التي تعرضت لها المنطقة على مدار السنوات الماضية.

ويبدو أن "هيثم"، الذي شغل من قبل أمانة وزارة الخارجية عام 1994، سيكمل المسيرة نفسها، فقبل أن يؤكد هو نفسه ذلك، يكفي أنه كان وصية "قابوس"، فالرجل الذي شغل منصب وزير التراث والثقافة منذ عام 2002، قال إنه سيسير على نهج السلطان الراحل على صعيد السياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الشعوب وحسن الجوار، كما أنه رئيس اللجنة الرئيسة للرؤية المستقبلية للسلطنة 2040.

تخرج في جامعة أكسفورد البريطانية سنة 1979، ثم أكمل دراسات عليا في كلية "بيمبروك" بالولايات المتحدة، ليعود بعدها ويتدرج في مناصب عديدة بالدولة، خصوصًا رئاسته اتحاد الكرة العماني خلال الفترة من 1983 إلى 1986، منصب جعلته أكثر قربا من مواطنيه، كما أنه الرئيس الفخري لجمعية رعاية الأطفال المعوقين ونادي "السيب" الرياضي، ليقترب أكثر من فئة الشباب بتلك المناصب وقد أولاهم اهتماما كبيرا ضمن رؤية 2040.

انتقل بن طارق من قطاع الرياضة للمجال الدبلوماسي سنة 1986، ومثل بلاده في عدة مناسبات خارجية، حيث تولى منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية 8 سنوات في الفترة من 1986 وحتى عام 1994.

وعرف عنه أنه يركز على عنصر الشباب لإعادة بعث سلطنة عمان، ففي تصريح صحفي سابق، بحسب ما نقلت اليوم قناة "الحرة"، قال هيثم بن طارق خلال لقاء جمعه بشباب في إطار مشروع رؤى عمان 2040 إنه سيجرى إعادة النظر في العديد من التشريعات بعد اعتماد الرؤية، وأن البرنامج الذي تقوم عليه رؤى مستقبل عمان هو خلاصة "ما يتطلع إليه الشباب العماني".

يؤكد السلطان الجديد في خطابه أنه سيعمل على إرساء مكانة دولية جديدة لدولته، والتحديات كثيرة فمجلس التعاون الخليجي الذي ينتمي له به انقسام، ومطامع إيران تحاصر المنطقة، كلها ربما تشكل بيئة صعبة أو فرصة أمام خليفة "قابوس".


مواضيع متعلقة