أسطورة الشطرنج الكفيف لـ"الوطن": رفعت اسم مصر ولم يتم تكريمي حتى الآن

كتب: صالح رمضان

أسطورة الشطرنج الكفيف لـ"الوطن": رفعت اسم مصر ولم يتم تكريمي حتى الآن

أسطورة الشطرنج الكفيف لـ"الوطن": رفعت اسم مصر ولم يتم تكريمي حتى الآن

وصفه أهالي قريته بـ"الأسطورة" فما جلس أمام أحد من عباقرة الشطرنج إلا وهزمه، بل وبطرق لم يعهدوها من قبل، فهم من عشاق اللعبة ويعلمون جيدا جميع أسلحتها، بل إن مركز الشباب بها استقبل 5 بطولات، وأقاموا الأخيرة باسمه "بطولة الأسطورة محمد زبيب الدولية للشطرنج".

حقق محمد حافظ زبيب 62 عاما، الكفيف منذ حوالي 25 سنة، لمصر الميدالية الفضية في بطولة القارات، فاستحق التكريم الشعبي الكبير، من محبيه وأهالي قريته إلا أنه لم يحصل على أي تكريم رسمي إلى الآن، بحسب حواره مع "الوطن".

كيف بدأت رحلتك مع الشطرنج؟

بدأت أتعلم الشطرنج من والدي، وأنا في المرحلة الثانوية، وبدأت ألعب مع أصحابي وأحاول أكسبهم، وافتكرت نفسي لاعب جامد، وكان عمي مدرس في السعودية نزل إجازة ووالدي طلب مني ألعب معه فكسبني، ثم طلب أن يلعب بدون الوزير، وخسرت منه أيضا، وبعدها سافر عمي، وبدأت أركز في اللعبة أكثر، وحققت بطولات في الكلية وعلى مستوى الجامعة، ولما عاد عمي بدأت أكسبه.

وماذا فعلت لكي يتطور مستواك لهذه الدرجة؟

كنت أبحث عن الأقوياء في اللعبة وأنافسهم، وأذهب إليهم في أماكنهم حتى يتطور مستوى اللعبة عندي، ولم يكون هناك كمبيوتر، ولا إنترنت ولا برامج، وإنما كان فيه كتب.

كيف تلعب بالتخيل ومتى تدربت على تلك الطريقة؟

كنت عندما أخسر دور في مسابقة، أعود إلى حجرتي، أنام على ظهري في السرير، وأنظر إلى السقف، وأراها أمامي كأنه رقعة شطرنج، وأعيد الموقف من جديد، وأقوم من نومي أرص الدور من جديد، حتى أعثر على الحركة التي جعلتني أخسر، ولذلك تعودت على التخيل.

هل هذا فقط كاف للتعلم والتفوق في اللعبة؟

بالطبع غير كاف، فقد كنت أمارسها كثيرا، كان لي صديق لعب والمقهى تغلق أبوابها قبل منتصف الليل، نخرج منها ونسير معا في الشارع ونلعب بالتخيل فقط، ولما النظر راح كنت متعود ألعب بالتخيل، وكان واحد ينقل لي ألعب وأكسب وأخسر، وكان الأمر بالنسب لي تغيير جو ليس أكثر، بمعنى مزعلش لو خسرت دور لكن كنت أتعلم منه، المهم يكون مزاجي حلو، فالأمر بالنسبة لي ليس حربا، فليس لدي استعداد للنوم على اللوحة حتى أكسب، يعني لو دور طول مني ممكن أتركه وأخسر.

متى وأين فقدت بصرك؟

تم تعييني في تموين الدقهلية عام 1987، وبعدها سافرت للكويت عقب الغزو العراقي، وسألت على الشطرنج هناك لم أجده، والاتحاد هناك لم يمارس نشاطه، حتى ظهر الاتحاد ودخلت مسابقات هناك وحققت مراكز متقدمة بل كنت الأول في معظمها، وأصيبت بمرض ارتفاع ضغط العين، وضمور في العب البصري، حاولت أتعالج لكن قال الأطباء "مفيش حل الوقت متأخر".

واستطرد قائلا: "اضطررت للعودة إلى مصر سنة 2004، جلست في البيت لمدة عامين كنت ألعب على فترات متفاوتة، وبدأت بعدها ألعب من جديد، ودخلت في مسابقة ببطولة في المحلة الكبرى، وفوجئ اللاعبين بمستوى لعبي واتهموني أني أرى، مما رأوه مني من إتقان للعبة، وطلعت فيها الأول مكرر، وآخر دور كسبت "أشرف أمين" وكان لاعب متميز، وبعدها شاركت في بطولة الجمهورية.

ما تفاصيل رحلتك مع بطولة الجمهورية؟

عندما طلب مني اتحاد الشطرنج اللعب في بطولة الجمهورية، أخذت صديق لي على نفقتي الخاصة، وتحملت كافة مصاريف إقامتنا ومواصلاتنا وتنقلاتنا ورسم الاشتراك، وشاركت في بطولة الجمهورية، وصرفت مبلغ كبير على مدار 12 يوما، وكانت بطولة مفتوحة على مستوى الجمهورية وحققت نقاط متساوية مع المصنف السادس على الجمهورية، باشتراك 260 منافس، وحققت ترتيب عام 13 على مصر، وكانت قيمة جائزتي 200 جنيه عام 2012، ولم أشارك في بطولة جمهورية بعدها "معنديش استعداد أطلع أصرف عليها"، فبعد هذه المرة قررت ألا أشارك فيها مرة أخرى "بيتي وأولادي أولى بتلك المصاريف".

هل شاركت في بطولات دولة؟

الاتحاد طلعني بطولة العالم المفتوحة لذوي الإعاقات البصرية وكانت في اليونان، وبمشاركة أكثر من 30 دولة، و105 لاعب، وترتيبي 16 على العالم، لو نقطة واحدة كنت طلعت من الأوائل فالنصف بنط يمكن أن يحقق 10 مراكز متقدمة، لأن الاعبين كانوا متساوين في النقاط، وكانت أول بطولة عالم بالنسبة لي ولم أكن راضي عن نفسي للضغط العصبي والنفسي الذي كنت أعاني منه لأنني كنت أريد أن أحقق مركز متقدم، ورغم المستوى السيئ حصلت على المركز الـ 16، ثم لعبت في الإمارات، وكان معي 14 لاعبا مصريا في بطولة مفتوحة، وبعد 3 مباريات حققت أعلى نقاط، وكسبت "جراند ماستر" الروسية وهزمتها وكانت تتعجب من فوزي عليها، ولم يتم تكريمي حتى الآن.

ما هي قصة مشاركتك في بطولة العالم للقارات؟

كنت ضمن 31 لاعب من 5 قارات، وكان هناك 3 أنواع إعاقات "نظرية وسمعية وحركية" وكنت ألعب ساعة ونصف، يمكن أن يستمر لمدة 4 ساعات ونصف، ولم أتحرك من مكاني، و"مربوط على اللوحة" حاسس إني لو قمت الدور هخسر، فأنا الوحيد في أفريقيا وأسيا من حصل على ميدالية، واسم مصر أترفع في تركيا وسط جميع دول العالم، والحكم التركي قال "أنا لم أرى مستوى مثلك في حياتي".

هل ستستمر في اللعب ؟

نعم أنا مستمر في اللعب وأتمنى أن أشارك ببطولة العالم للشطرنج القادمة، بعد أن فزت بالميدالية الفضية في تركيا.


مواضيع متعلقة