بروفايل: نانسي بيلوسي.. المعارضة الشرسة

بروفايل: نانسي بيلوسي.. المعارضة الشرسة
«لم يسبق لأحد أن انتصر عندما راهن على مواجهتها، باستطاعتها أن تنزع رأسك دون أن تشعرَ أنك تنزف» تلك كانت الكلمات التى أتت على لسان ألكسندرا، ابنة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى، عندما أرادت وصف مواقف والدتها، كلمات ربما تبدو مبالغة، إلا أن الأيام كانت كفيلة بإثبات صحتها، فقد اختارت «بيلوسى» أن تكون فى موضع تحدٍّ مع الرئيس دونالد ترامب، بملامحها الجادة التى قليلاً ما تعرف الابتسامة طريقاً إليها أمام عدسات الكاميرات إلا عندما تسدد ضربة له، تعارضه تقريباً فى كل شىء، وأخلفت ظنه حينما اعتبر أن انتخابها رئيسة لمجلس النواب إنجاز كبير يتيح لهما العمل معاً وكأن الرياح خالفت التوقعات وأتت بما تشتهيه السفن.
سرعان ما تبخرت أمنيات «ترامب» أمام شخصية «بيلوسى» العنيدة، التى تقود مجلس النواب الأمريكى للمرة الثانية منذ 3 يناير 2019 بعد أن قادته فى الفترة من 2007 وحتى 2010، ولتكون للمرة الثانية الشخصية الثالثة فى هرم السلطة بعد الرئيس ونائبه، ومع معارضتها له فى عدة مواقف تحول المدح والثناء إلى ذم وقدح علنى فوصفها بـ«العنيدة»، و«الشخصية التى تسىء للولايات المتحدة».
كانت المواجهة مبكرة مع السياسية المولودة عام 1946 لأسرة إيطالية أمريكية كاثوليكية، إذ بدأت بمعارضة قرار «ترامب» الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا، ثم يأتى قرار «ترامب» بالانسحاب من سوريا كمواجهة جديدة بين العدوين اللدودين.
تتلقى «بيلوسى» السخرية والإهانات العلنية من «ترامب»، لكنها لا تبالى وتدخل معه مواجهة أخرى، وربحت معركة الجدار الحدودى الذى كان يعتزم «ترامب» إنشاءه على حدود المكسيك، وقد نجحت فى أن تسدد ضربة قوية للرئيس عندما دفعت به إلى محاكمة قريبة أمام مجلس الشيوخ لعزله، فى فضيحة أوكرانيا الشهيرة. تتعرض مرة أخرى للهجوم من الجمهوريين ووصفها بأنها من «تيار الليبراليين المتطرفين»، لكنها تعود فى أحدث مواجهاتها وتنجح فى الحصول على دعم مجلس النواب لتشريع يحد من صلاحيات «ترامب» العسكرية فى التعامل مع إيران بعد أيام من إصداره أوامر باغتيال قاسم سليمانى، قائد «فيلق القدس» بالحرس الثورى الإيرانى، فى خطوة تعبِّر عن شراسة معارضتها ومواقفها من سياسات «ترامب» المثيرة دوماً للجدل.