عمره 75 عاما.. الأسطى فتحي أشهر سباك في بني سويف: مهما كبرت هشتغل

عمره 75 عاما.. الأسطى فتحي أشهر سباك في بني سويف: مهما كبرت هشتغل
حقيبة متوسطة الحجم، ثقيلة في وزنها، تحوي بداخلها أدوات سباكة مختلفة يحملها عجوز سبعيني بقبضة يده، أضحت عبر سنوات طوال رفيقا دائمًا له، اعتاد أهل شارعه رؤيتها بصحبته أينما ذهب، يخرج من بيته كل يوم قاصدًا مكان عمله، رغم كبر سنه وصعوبة طبيعة مهنته يأبى أن يٌنفق عليه أحد أبنائه الثلاثة، معتزًا بصنعته التي أصبح بارعًا فيها لا منافس له، يأتيه الزبائن من شتى أنحاء محافظته، بني سويف قاصدين إياه، دون غيره لأمانته ومهارته.
خمسون عامًا وأكثر، لم يعرف العجوز السبعيني، فتحي سلامة، مهنة آخرى سوى السباكة، ألفت يداه ملمس المفكات المعدنية والمبرد الحديدي، واعتادت أذناه أصوات قطع المواسير، رغم صعوبة المهنة وبلوغه الـ 75 عاما، انتصر على شيخوخته، وحسب وصفه، بدأ العمل بمجال السباكة على نطاق محدود مع أعمامه الذين أكسبوه من خبرتهم وتوارثها منهم بعد رحيلهم.
اعتزازه بمهنته زاد بعد أن تطوع ضمن فرق الجنود البواسل إبان الفترة من حرب الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر المجيدة، فهو وحسب روايته لـ"الوطن"، رغب في التطوع ليفيد بلده بمهنته ضمن المجندين الفنيين من أصحاب التخصصات المختلفة، "خدمت بلدي ورجعت مكمل في مهنتي اللي عيشت عمري كله فيها".
اشتعل رأسه شيبًا وترك الزمن أثاره عليه، وضحت في تجاعيد وجهه ويديه، ولايزال يحمل عدته ويخرج من بيته، الكائن في شارع رجائي الشهير بمحافظة بني سويف، كل يوم للعمل، يراعي ضميره للدرجة التي تدفعه إلى زيارة الزبون في اليوم التالي للاطمئنان على سلامة الشغل، "مهما سني كبر بحب مهنتي الي ورثتها عن عمامي ولازم اشتغل بنفسي، مقبلش أخد جنيه من حد"، حسب تعبيره.
طوال حديثه لـ"الوطن"، لم يبد العجوز أي رغبة دنيوية، إلا دوام الصحة والرضا حسب تعبيره، "مش عايز مساعدة من حد أنا نفسي أزور بيت ربنا".