من التهديد بالحرب إلى الرغبة في التفاوض.. أسبوع على مقتل سليماني

كتب: سمر صالح

من التهديد بالحرب إلى الرغبة في التفاوض.. أسبوع على مقتل سليماني

من التهديد بالحرب إلى الرغبة في التفاوض.. أسبوع على مقتل سليماني

أحداث متتالية شهدتها ساحة الصراع بين أمريكا وإيران خلال أسبوع واحد، اشتدت حدتها فجر الجمعة الماضي، بمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية بغداد، ومعه اثنين من مساعديه.

فيلق القدس، هو فرع من فروع قوات الحرس الثوري الإيرانية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الخارج، وكان "سليماني"، لسنوات طويلة هو العقل المدبر لتوسيع النفوذ الإيراني في لبنان أو العراق أو سوريا أو أي مكان آخر، عبر التخطيط لشن هجمات أو تعزيز حلفاء طهران في تلك البلاد.

منذ فجر الجمعة الماضي وحتى اليوم، تتواصل ردود الأفعال على مقتل "سليماني"، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهة بين طهران وواشنطن، خاصة بعد أن أعلن البنتاجون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعطى الأمر باغتيال سليماني.

فيما اكتفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد انتشار نبأ مقتل سليماني، بنشر صورة للعلم الأمريكي على حسابه بموقع "تويتر" دون أي تعليق.

ردًا على مقتل سليماني، هددت طهران على لسان وزير دفاعها، أمير حاتمي، بانتقام ساحق، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده ستكون أكثر تصميما على مقاومة الولايات المتحدة، ردا على مقتل قاسم سليماني في العراق.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عن قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني قوله، إن إيران ستعاقب الأمريكيين ردا على مقتل قاسم سليماني، وتم تححديد 35 هدفا أمريكيا حيويا في المنطقة.

وردًا على التهديد الإيراني، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة حددت 52 موقعا إيرانيا سيضربها الجيش إذا استهدفت إيران أي أمريكيين أو أي أصول أمريكية ردا على مقتل قاسم سليماني.

إيران تعلن البنتاجون منظمة إرهابية

وفي السابع من يناير الجاري، صادق مجلس الشورى الإيراني، على قانون يصنف كافة أعضاء وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ضمن "المنظمات الإرهابية".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن 233 نائبا وافقوا على الخطوط العريضة وتفاصيل مشروع قانون يدعو لتعديل نص قانون الإجراء المضاد لأمريكا، ونقلا عن سكاي نيوز العربية، ألزم القانون الحكومة الإيرانية بتعزيز البنية الدفاعية لقوات القدس التابعة للحرس الثوري، عبر استقطاع مبلغ 200 مليون يورو من احتياطي الصندوق الوطني للتنمية.

وفي اليوم نفسه، رفضت الولايات المتحدة منح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تأشيرة دخول البلاد، لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي، قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، نقلا عن 3 مصادر دبلوماسية، إن "ظريف"، طلب الحصول على تأشيرة الولايات المتحدة قبل أسابيع لحضور الاجتماع الأول في مجلس الأمن، بعد مقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني.

إيران تستهدف أهدافا عسكرية أمريكية في العراق

وفي إطار التصعيد القائم بين إيران وأمريكا، شنّت إيران هجوما صاروخيا بالستيا، فجر الأربعاء، على قاعدتي "عين الأسد" الجوية و"أربيل"، حيث يتمركز جنود أمريكيون، انتقامًا لمقتل "سليماني".

وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية، إلى مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق في عملية استهداف قاعدة عين الأسد، دون إعلان رسمي من جانب الميليشيات حتى الآن.

وأعلن التليفزيون الإيراني، سقوط 80 جنديا أمريكيا على الأقل، في الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على أهداف أمريكية.

ووصف المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، في كلمته، الهجمات بأنها "صفعة في وجه أمريكا"، مشددًا على ضرورة خروج القوات الأمريكية من المنطقة.

أمريكا تنفي قتل جنود لها في الهجمات الإيرانية على قواعدها

في أول تعليق له على الهجمة الإيرانية، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر: "كل شيء على ما يرام، صواريخ أُطلقت من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق، ويجرى تقييم الخسائر والأضرار، حتى الآن كل شي جيد، لدينا أقوى جيش والأفضل تجهيزا في العالم، سأدلي ببيان صباح الغد"، نافيًا بذلك تصريحات الجانب الإيراني بشأن مقتل 80 جنديا أمريكيا في الهجمات.

وأكد البنتاجون، في بيان له، أن الجيش الأمريكي، يجري تقييما أولياً للخسائر، ويدرس الرد على الهجوم، نقلًا عن موقع فرانس 24.

إيران تستند إلى نص المادة 51 بـ"الأمم المتحدة" في الرد على أمريكا

بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، اتخذت إيران قرارها بشن ضربات صاروخية على قاعدتين أمريكيتين في العراق، فجر الأربعاء الماضي، في إطار الدفاع عن النفس انتقاما من الجانب الأمريكي على خلفية قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بحسب تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي أكد أن طهران ستكتفي بهذا الرد ولا تسعى لتصعيد.

وكتب "ظريف" في تغريدة له على تويتر: "لقد اتخذت إيران واستكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، من خلال استهداف القاعدة التي شنّت منها هجمات جبانة ضد مواطنينا وضباطنا".

دفن قاسم سليماني بعد الثأر لمقتله بهجوم قاعدة عين الأسد

أعلنت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية الرسمية، دفن جثمان قاسم سليماني، عقب الهجمات الإيرانية التي استهدفت قوات أمريكية في العراق، بقاعدة عين الأسد.

سقوط طائرة أوكرانية في طهران وأصابع الاتهام تشير إلى إسقاطها بصاروخ إيراني

الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية في العراق، ليست التطور الوحيد خلال الأيام الماضية، حيث سقطت طائرة ركاب أوكرانية بعد دقائق من إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران، الأربعاء الماضي، بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.

وحسبما أعلن التليفزيون الإيراني، فجر الأربعاء، لقي 180 شخصا مصرعهم جراء تحطم طائرة أوكرانية من طراز بوينج 737، كانت تقل 170 راكبا، بالإضافة إلى أفراد الطاقم.

حتى الآن لم يتم الوصول إلى السبب الحقيقي لسقوط الطائرة المنكوبة، ولكن أفادت المعلومات الواردة من الولايات المتحدة وكندا، بأن الطائرة الأوكرانية المنكوبة، سقطت بفعل صاروخ إيراني، حسبما أشار رئيس الوزراء الكندي والرئيس الأمريكي.

حيث قال رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، نقلا عن سكاي نيوز العربية، إن الأدلة تشير إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الركاب الأوكرانية، وربما كان الحادث غير مقصودا.

ونقلا عن وكالة رويترز، أكد مسؤولون أمريكيون قولهم إنهم على ثقة بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني استنادا إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين بالحكومة.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعتقد أن شخصا ما ارتكب خطأ أدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية في طهران، وقال مسؤولون أمريكيون إنهم واثقون بأن صاروخا إيرانيا موجها هو السبب وراء إسقاط الطائرة.

وردًا على ذلك، نفت إيران فرضية سقوط الطائرة الأوكرانية إثر إصابتها بصاروخ إيراني، معتبرة كافة التصريحات الغربية التي صبت في هذا الشأن حرب نفسية ضدها.

أمريكا تبدي رغبتها في التفاوض مع إيران لمنع التصعيد

آلت التهديدات المتبادلة بين الجانبين الأمريكي والإيراني، إلى تراجع الجانب الأمريكي عن فكرة الحرب مع إيران، حيث أعلنت الولايات المتحدة استعدادها للدخول في مفاوضات جادة مع إيران دون شروط مسبقة لمنع التصعيد، وهو ما أبلغت به الأمم المتحدة، وأبدت إيران رغبتها أيضا في التفاوض.

وصرح ترامب، اليوم، أن بلاده كانت مستعدة للذهاب إلى الحرب مع إيران، عندما أطلقت طهران 16 صاروخاً على قواعد عسكرية في العراق، إلا أنه أضاف خلال كلمة ألقاها في تجمع انتخابي بـ" توليدو" في أوهايو: "لم نذهب للحرب لأن أحداً لم يُقتل"، نقلا عن موقع العربية.

وكان الرئيس الأمريكي، أكد الأربعاء الماضي، أن جميع الجنود الأمريكيين بخير ولم يلحق سوى ضرر طفيف بالقواعد الأمريكية العسكرية، بعد استهدافها بصواريخ إيرانية.

وأكد "ترامب"، مجددا أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل بضربة أمريكية يوم 3 يناير الماضي، كان يخطط لهجمات جديدة ضد المصالح الأمريكية، كما كان يحضر لاستهداف سفارات الولايات المتحدة ليس فقط في العراق بل في بلدان أخرى.


مواضيع متعلقة