"رعاية على قد الإيد".. رحمة "باتريك" بحيوانات أستراليا الناجية من الحرائق

كتب: عبدالله مجدي

"رعاية على قد الإيد".. رحمة "باتريك" بحيوانات أستراليا الناجية من الحرائق

"رعاية على قد الإيد".. رحمة "باتريك" بحيوانات أستراليا الناجية من الحرائق

في لحظات تحولت الساحات الخضراء والمناظر الطبيعية الخلابة إلى أراض متوهجة وكأنها كرة من النار، لا تهدأ ولا تنطفئ، حيث غطت الأدخنة الرمادية مساحات كبيرة من أراضي القارة الأسترالية، والتي تسببت في موت العشرات من الحيوانات داخل الغابات.

وسط النيران المشتعلة كان هناك شخص لم ترهبه الحرائق ولا أدخنتها المتصاعدة، ليقرر باترك بويل الشاب البالغ من العمر 22 عاما، المخاطرة بحياته كي ينقذ ما يمكن إنقاذه من هذه الحيوانات المصابة وإخراج ما يمكنه منها وتقديم الإسعافات الأولية لها، للمحافظة على أرواحها، فكانت الصدمة بعد توغله داخل غابات الأوكالبتوس في أستراليا، بمشاهد لجثث لحيوانات وأشخاص متفحمة، لن يستطيع إخراجها من ذاكرته.

يروي "بويل" لـ"الوطن"، أنه لم يفكر إن كانت المهمة خطيرة من عدمه، ولم يهتم بانتشار صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما كان كل هدفه القيام بواجبه الإنساني بإنقاذ أرواح الحيوانات التي كانت ستهلك بين هذه النيران.

توغل "بويل" داخل الغابات برفقة بعض المزارعين والصيادين، بهدف مساعدة الحيوانات، حاملا في حقيبته بعض أدوات الإسعافات الأولية، والمياه، لتقديمها للحيوانات التي يجدها في حاجة للمساعدة، "الحيوانات التي يتم العثور عليها يتم وضعها في دور رعاية الحيوانات، أو في منازل الذين يسعون للمساعدة ولكن الإمكانات ضعيفة داخل هذه المنازل".

العديد من المشاهد القاسية شاهدها الشاب الاسترالي خلال رحلته لإنقاذ الحيوانات، من بينها عثوره على العديد من حيوانات المحترقة والمتفحمة، لكن أكثر صعوبة عليه، "شاهدت جثث أشخاص محترقين داخل الغابة، وهو أمر صعب للغاية".

"نريد مزيدا من الاهتمام بالبيئة خلال الفترة القادمة"، فتدهور مساحات كبيرة من الغابات والحيوانات بحاجة لإعادة النظر في الخطط البيئية، كما يتمنى زيادة التبرع للقضايا الخاصة بالبيئة الحفاظ على الحيوانات، بخاصة بعد هذه المخاطر الكبيرة.

يعيش سكان المدن القريبة من الحرائق حالة من الرعب، بخاصة وبعدما امتدت الحرائق لمسافات قريبة من منازلهم، "أحضرت السلطات القوارب لنقل سكان المدينة.. لكن هناك مازال العديد منهم الذين يرغبون في الانتقال لمكان آخر أكثر أمنا"، وذلك في سبيل إنقاذ الحيونات.


مواضيع متعلقة