أول برنامج محلي لإنتاج تقاوي الطماطم والبطاطس والبسلة يوفر 1.2 مليار جنيه"استيراد" سنوياً.. وينتظر دعم الحكوم

أول برنامج محلي لإنتاج تقاوي الطماطم والبطاطس والبسلة يوفر 1.2 مليار جنيه"استيراد" سنوياً.. وينتظر دعم الحكوم
- مشروع إنتاج التقاوي
- معهد بحوث البساتين
- الزراعة
- القليوبية
- الخضراوات
- تقاوي الخضر
- مشروع إنتاج التقاوي
- معهد بحوث البساتين
- الزراعة
- القليوبية
- الخضراوات
- تقاوي الخضر
على بعد نحو 20 كيلومتراً من القاهرة، وتحديداً فى مزرعة معهد بحوث البساتين بمدينة قها فى محافظة القليوبية، يكافح الباحثون والعاملون هناك، رغم نقص الإمكانيات، لإنجاز أول برنامج مصرى لإنتاج بذور وتقاوى الخضراوات محلياً بالأساليب الحديثة، وذلك بعد أن أصبحت مصر، التى سبق وعلّمت العالم الزراعة، تستورد سنوياً، حسب إحصائيات رسمية، تقاوى خضراوات بـ1.2 مليار جنيه.
ويستهدف «البرنامج»، الذى يعرف رسمياً بـ«البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر»، سد الفجوة الكبيرة بين ما تستورده مصر من التقاوى، يمثل 98% مما نستخدمه، وبين ما ننتجه، الذى يمثل 2% فقط، وذلك عبر استنباط سلالات جديدة مُهجنة ذات مذاق وقيمة غذائية أفضل من تلك الموجودة بالأسواق الآن، والتى يضطر المصريون لشرائها وتناولها فقط لأنه ليس هناك بديل آخر أمامهم.
غير أن هذا المشروع القومى الطموح ما يزال ينتظر الدعم من كافة مؤسسات الدولة، فى ظل تقديرات القائمين عليه باحتياجه لمبلغ 20 مليون جنيه سنوياً، على مدار 5 سنوات، لم يُخصص منها سوى 2 مليون جنيه فقط، لم يكن قد تم صرفها فعلياً حتى كتابة هذه السطور، رغم انطلاق البرنامج فعلياً قبل شهور.
"حمودة": نستورد 98% من تقاوى الخضراوات وننتج 2% فقط.. وهدفنا سد هذه الفجوة الكبيرة وتقليل كمية الاستيراد وإنتاج تقاوى خضراواتنا محلياً
فى الطريق إلى مزرعة معهد بحوث البساتين بقها، بمحافظة القليوبية، كان الدكتور أيمن حمودة، وكيل المعهد لشئون الإنتاج، يتحدث عن حجم ما نستورده من تقاوى الخضراوات مقارنة بما ننتجه، مؤكداً أن مصر تستورد الآن 98% من تقاوى خضراواتها، وتُنتج منها 2% فقط، موضحاً أن ذلك كان السبب الرئيسى لانطلاق «البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى محاصيل الخضر»، لسد هذه الفجوة الكبيرة وتقليل كمية الاستيراد وإنتاج تقاوى خضراواتنا محلياً.
البرنامج يستهدف 10 محاصيل
استرسل «حمودة»، وهو أيضاً عضو فى اللجنة التنسيقية للمشروع الذى تتبناه وزارة الزراعة الآن، موضحاً أن البرنامج الذى يعتبر الأول من نوعه، بدأ باستهداف 10 محاصيل تمثل أكثر من 80% من تقاوى الخضراوات المستوردة، وتشمل الطماطم، والبطاطس، والخيار، والباذنجان، والفاصوليا، والبسلة، واللوبيا، والفلفل، فضلاً عن الكنتالوب، والبطيخ اللذين يصنفان علمياً أيضاً ضمن الخضراوات.
هناك فى المزرعة، وتحديداً فى إحدى الصوب الزراعية للمشروع، كانت رضا على، إحدى العاملات، تمسك بملقاط طويل تلتقط به بدقة ومهارة واضحة حبوب اللقاح من نباتات الفاصوليا المذكرة من إحدى السلالات لتنقلها إلى النباتات المؤنثة من سلالة أخرى، فى إطار سعى المشروع لاستنباط سلالات محلية جديدة من الفاصوليا ذات جودة أفضل.
"حلمى": نسعى لاستنباط سلالات جديدة تجمع بين أفضل صفات السلالات التى نختبرها.. ولدينا أصناف فاصوليا تصلح للزراعة الشتوية وذات إنتاجية عالية
على بعد خطوات منها كان الدكتور أحمد حلمى، رئيس قسم الخضر بمعهد البساتين، عضو اللجنة التنفيذية للبرنامج، يتابع العمل مشيداً بمهارة العاملة. «حلمى» أوضح أن الصوبة تحتوى على عدة أصناف من الفاصوليا، بينها أصناف خضراء، وجافة، فضلاً عن أصناف مدادة (أى تتمدد) وتصلح للزراعة الشتوية فى الصوب وذات إنتاجية عالية، لا تنتجها مصر الآن ويصل سعر الكيلو المستورد من بذورها إلى 5 آلاف جنيه، لافتاً إلى أن البرنامج يهدف لاستنباط سلالات جديدة تجمع بين أفضل الخصائص لهذه السلالات.
فى الجهة المقابلة كانت هناك صوبة أخرى مُخصصة لاستنباط سلالات محلية جديدة من الطماطم، وبالداخل كانت ميرفت زكى، المسئولة عن متابعة العمل بها، تقوم بمهامها المعتادة، التى حصرتها فى «متابعة النباتات، ووضع الحبال التى تنمو وتتسلق عليها، وسرعة الإبلاغ عن أى إصابة بالنباتات، ومتابعة أعمال التهجين بين السلالات للتوصل لسلالات أفضل، وذلك وفقاً لتوجيهات الباحثين أو الدكاترة»، على حد تعبيرها.
"هريدى": نفحص 15 سلالة للطماطم ونقيس قدرتها على تحمل الظروف وسنزيد نسبة الفيتامينات فى الثمار.. وننتج أصنافاً ملائمة للصناعة وأخرى للاستخدام المنزلى
هنا يتدخل الدكتور رؤوف هريدى، أستاذ الخضر بمعهد بحوث البساتين، أحد أعضاء اللجنة التنسيقية للمشروع، مشيراً إلى أنه يتم فحص سلالات الطماطم المختلفة الموجودة بالصوبة، والبالغ عددها 15 سلالة، من حيث عدد الثمار، وقدرتها على تحمل الظروف الموجودة بها، فضلاً عن شكل الثمرة ومحتواها الغذائى، وكمية الفيتامينات والمعادن الموجودة بكل منها، لاختيار أفضلها، مؤكداً أن المشروع بذلك يهدف أيضاً لـ«التحكم فى جودة الخضراوات التى يتناولها المصريون، وتحسينها، بل وزراعة أصناف تكون ملائمة لاستخدامها فى الصناعة، بجانب الاستخدامات المنزلية».
فى منطقة تبعد قليلاً عن الصوب، كانت هناك مساحة مفتوحة من الأرض، تابعة للمشروع أيضاً، مزروعة بالبسلة، ومن بينها أصناف مصرية سبق واستنبطها مركز البحوث الزراعية، أحدها يدعى «الماستر بى»، ولكن تدهورت مواصفاتها فى ظل عدم قدرة المركز فيما مضى على متابعة إنتاج بذورها، أما الآن، وبحسب ما أوضحت الدكتور سميرة الجيزى، أستاذ الخضر بالمعهد، فقد كان يتم تأصيل بذور هذا الصنف من جديد للعودة بها إلى صفاتها الجيدة الأولى، بأخذ البذور النقية من النباتات المطابقة للمواصفات الأصلية لهذا الصنف، لزراعتها وإعادة إنتاج تقاوى هذا الصنف من البسلة المسجلة والمعتمدة من الثمانينات.
مدير "البرنامج": البذور المستخدمة حالياً تُنتج خضراوات ملائمة لذوق "الخواجة".. وهدفنا إرضاء الذوق المصرى
خلال تفقد المشروع، أوضح الدكتور محمد عبدالسلام جبر، مدير معهد بحوث البساتين، رئيس البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى، أن البرنامج يعتبر الأول من نوعه فى تاريخ مصر الحديث لإنتاج تقاوى الخضر، مشيراً إلى أنه قبل ذلك ربما كانت هناك مشاريع متفرقة يقوم عليها باحثون فرادى فى إطار أبحاث لهم، ولكن هذه الجهود لم تكن منسقة من أجل الوصول للهدف الكلى الذى نسعى له الآن وهو الاكتفاء ذاتياً من التقاوى بدلاً من استيرادها.
يعود «جبر» للتاريخ مشيراً إلى أن «استيراد التقاوى فى مصر بدأ منذ حقبة الثمانينات، التى تزامنت مع بداية دخول أصناف تقاوى الخضراوات المهجنة للبلاد، وإقبال الفلاحين عليها، نظراً لإنتاجيتها العالية ومقاومتها العالية للأمراض»، وهو الأمر الذى لم تجاره المراكز والمؤسسات الرسمية والبحثية المصرية وقتها، وهو ما أدى للوصول فى النهاية للوضع الراهن الذى تستورد فيه مصر 98% من تقاوى خضراواتها، بما يساوى 1.2 مليار جنيه سنوياً، حسبما يؤكد مدير المشروع.
وانطلاقاً من هذا الرقم الضخم، حسبما يوضح «جبر»، بدأ البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر، التخطيط والعمل فعلياً، منذ شهر مارس الماضى، وقطع مراحل من الإنجاز، وأصبح هناك أكثر من محصول مزروع بالفعل فى أماكن مختلفة فى المحطات أو المزارع والمعامل التابعة لمعهد بحوث البساتين، إلى أن أصبحت هناك مؤخراً مظلة رسمية للمشروع صدرت بها منذ حوالى شهر قرارات وزارية تنظمها، تشمل قراراً وزارياً بتشكيل اللجنة التنسيقية للمشروع، وآخر بتشكيل اللجنة التنفيذية له.
يتجنب مدير البرنامج الإجابة عن سؤال «لماذا تأخرنا فى تنفيذ مثل هذا المشروع من زمان؟»، قائلاً: «مش أنا اللى يوجه لى السؤال ده، ولكن يوجه لمن كانوا قبلنا»، إلا أنه يحرص على التأكيد على أن دخول المشروع حيز التنفيذ هذه المرة، وانطلاقه، يرجع لـ«إرادة القيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس السيسى، على البدء فى المشروع وتنفيذه بالفعل».
"جبر": نحتاج 100 مليون جنيه على مدار 5 سنوات.. ودخلنا مرحلة الإنتاج الفعلى لتقاوى البطاطس وستكون متاحة للمزارعين آخر العام
وهو يشير إلى أنه تم الآن بالفعل وضع 5 برامج لإنتاج بذور وتقاوى محاصيل البطاطس والطماطم والبسلة والفاصوليا والخيار، باعتبارها المحاصيل التى موسمها الآن، وإن لم يتم تنفيذ برنامجها فى الوقت الراهن سيتأخر البدء فى تنفيذه لموسم العام المقبل، لافتاً إلى أنه تتم الآن مرحلة استنباط «الهُجن والأصناف»، أو بمعنى أكثر تبسيطاً: «لسه بنربى الحاجة اللى هنبدأ بعد كده نكترها ونبدأ ننتج منها التقاوى».
وحدها البطاطس «هى التى دخل البرنامج فى مرحلة الإنتاج الفعلى لتقاويها، حيث يتم إنتاجها أساساً فى المعامل بأسلوب «زراعة الأنسجة»، وقد انتهت المرحلة الأولى لإكثارها وخرجت من المعامل بالفعل، وحالياً موجودة فى «الصوب» للتأقلم مع الظروف الطبيعية، بعد أن كانت «مرفهة» فى المعمل، إن جاز التعبير، وسط جو مكيف تتوافر لها فيه كل احتياجاتها»، ويشير «جبر» هنا إلى أنه من المقرر بعد ذلك أن تأتى مرحلة الإنتاج فى الأرض المكشوفة والمعزولة لإنتاج ما يعرف بـ«الجيل الأول، والثانى، والثالث»، وعندما نصل للجيل الثالث حينئذ يمكن للمزارع أن يأخذ الدرنة، أو ما يعرف بالتقاوى، ويزرعها فى قلب الأرض، وهو الأمر المقرر أن يكون نهاية 2020.
وتستهدف المرحلة الحالية من إنتاج تقاوى البطاطس، بحسب «جبر»، «تغطية 5 آلاف فدان من الـ60 ألف فدان التى تتم زراعتها الآن من البطاطس، على أن تتم تغطية بقية المساحات لاحقاً، وستكون التقاوى متاحة لمن يريدها سواء من الأهالى أو الحكومة أو القطاع العام أو الخاص، حيث ستتميز بمميزات كثيرة، منها أنها مطابقة للصنف الذى يريده المزارع بنسبة 100%، فضلاً عن خلوها من الأمراض بشكل كامل».
أما بالنسبة للبسلة والفاصوليا، فقد قطع البرنامج، حسبما يوضح «جبر»، مراحل فى إنتاجهما وعلى وشك استنباط أصناف جديدة، وبنهاية الموسم الحالى سيكون هناك صنفان أو صنف واحد على الأقل جاهز لتسجيله فى وزارة الزراعة، وسيكون منافساً كبيراً للأصناف الحالية الموجودة بالسوق، جنباً إلى جنب مع إعادة تأصيل الصنفين القدامى الخاصين بالمعهد وهما «الفاصوليا النبراسكا»، و«البسلة الماستربى»، اللذان بدأ المشروع إنتاجهما فعلياً من هذه السنة، وإن كان بكميات قليلة، إلا أنها ستزيد مع الوقت لنصل لتغطية السوق المحلى بالكامل، ويوضح «جبر» أنه بالنسبة لكل من الطماطم والخيار والباذنجان والكوسة والبطيخ والكنتالوب والفلفل تحديداً، فإنه يتم إنتاجها كهُجن، وهى طريقة صعبة فى الإكثار، حيث يكون لها آباء وأمهات غير معروفة سوى لمن يربيها فى صوب زراعية خاصة، ويتم أخذ حبوب اللقاح من الأزهار الموجودة لدى الآباء، وتلقيح الأزهار المؤنثة بها بعد إزالة الأجزاء المذكرة منها، لتنتج فى النهاية بذور الهجين، التى يكون لا بد من إنتاجها من قبل متخصصين فى المعهد أو شركات الإكثار، وهو ما يجعل سعره أغلى، لدرجة أن سعر البذرة الواحدة الآن يتراوح بين 2 إلى 5 جنيهات.
غير أن ثمة ميزة أخرى كبرى ينطوى عليها المشروع، بحسب مديره، وهى أن من يقوم باستنباط السلالات الجديدة وإنتاج بذورها، يعرف ذوق المستهلك المصرى، وهو يربى هذه السلالات من أجل أن تتناسب مع ذوقهم ومتطلباتهم، وبالتالى فإنها ستكون مطلوبة أكثر من المستهلك لدينا وسيقبل عليها أكثر، بعكس الخضراوات الموجودة بالأسواق الآن، التى تم تربيتها أساساً لتلائم ذوق المستهلك الأوروبى أو الخواجة بشكل عام، لذلك فإن إحدى النتائج المهمة للمشروع ستكون أنه «بدلاً من أن نأكل الخضراوات المتاحة بالأسواق الآن، التى لا تلائم أذواقنا، مجبرين لأنها الوحيدة المتاحة أمامنا الآن، سنفاجأ مرة أخرى بعودة الأيام التى كنا نترحم عليها الآن، والخيار زمان كانت ريحته حلوة و«تقرش» معاك، والشمام المصرى كنت تشم ريحته منين، وكل الكلام ده هيرجع يبقى موجود فى الخضراوات اللى هننتجها».
وإلى جانب المحاصيل التى تم البدء فى زراعتها بالفعل بهدف إنتاج التقاوى منها، كان أحد أهداف زيارة مزرعة قها أيضاً، عرض برنامج إنتاج تقاوى الخيار الذى أعدته الدكتورة إيمان بسيونى، الباحث بأقسام الخضر بمعهد بحوث البساتين، فى «سيمنار» علمى أمام بقية الأساتذة والباحثين المشاركين فى المشروع، وذلك بهدف التجهيز لبدء تطبيقه فعلياً أيضاً، حيث أوضحت «بسيونى» أن مصر تستورد بما قيمته 241 مليون جنيه تقاوى خيار سنوياً، بما يعادل 6.4 طن تقاوى، وتحتاج لـ10 أطنان تقاوى سنوياً لزراعة 45 ألف فدان، وبالرغم من أن «إيمان» أشادت بالاتجاه للاستفادة من البحوث والرسائل العلمية فى هذا المشروع لخدمة الإنتاج، مشيرة إلى أن ذلك كان حلماً فى السابق وأصبح حقيقة الآن، إلا أنها أكدت فى الوقت نفسه ضرورة توافر التمويل اللازم قائلة: «التمويل أهم حاجة، ومن غيره مش هنقدر نشتغل»، وأضافت: «نحتاج للتمويل لتوفير الصوب المجهزة والصرف على العمالة اللازمة»، لافتة إلى أن الصوب الموجودة بمزرعة «قها» فقط تحتاج لتجديدها لمبلغ 50 ألف جنيه، وهو الأمر الذى ما زالت قلة الموارد تحول دون تحقيقه، حسب قولها.
هذا ما أكد عليه أيضاً د. أحمد عبدالمنعم، أستاذ الخُضر بزراعة القاهرة، عضو اللجنة التنسيقية لمشروع إنتاج التقاوى، قائلاً، خلال السيمنار: «لا بد من توافر الجوانب المادية قبل البداية، فبالإمكانيات المتاحة الآن من غير الممكن الشغل»، مؤكداً أن «المشروع أساساً جاء بهدف توفير الإمكانيات اللازمة»، حسب تعبيره.
ومن جانبه يعترف الدكتور محمد جبر، مدير البرنامج، بوجود صعوبات فى تمويله، قائلاً: «حتى الآن يتم تمويل البرنامج من دخل وإيرادات والميزانية المحدودة للمعهد»، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أنه تم توقيع بروتوكولين تم بموجبهما تخصيص تمويل للبرنامج، منها بروتوكول تم توقيعه الأسبوع الماضى مع الإدارة المركزية للتقاوى بالوزارة، للمرة الثانية بعد تعديله، يخصص مليون جنيه للبرنامج، كما تم توقيع مشروع الأسبوع السابق يخصص 5 ملايين جنيه من برنامج التنمية الزراعية فى الوزارة، على أربع سنوات، يفترض أن نتسلم مليوناً منها الآن، وإن كانت هذه المبالغ لم تصل فعلياً بعد.
ويشدد «جبر» فى هذا السياق على أهمية توفير الدعم المادى للبرنامج بشكل سريع، حتى يستطيع أن يُنجز «هدفه الكبير جداً» بتغطية احتياجات مصر من تقاوى الخضر، مشيراً إلى أن تقديراتهم المبنية على دراسات تؤكد أن المشروع يحتاج لـ20 مليون جنيه فى السنة على مدار 5 سنوات، وهو المبلغ الذى يقل فى مجمله عن عُشر قيمة ما تستورده مصر من تقاوى الخضر فى السنة، والمقدر بـ 1.2 مليار جنيه.
يقول «جبر»: «طبقاً للبروتوكولات الموقعة الآن، فالمتوافر لدينا ولو على الورق 2 مليون جنيه فقط، ويجب توفير رقم الـ20 مليون جنيه التى نحتاجها، خاصة أننا لا نقول هذا الرقم بشكل عشوائى، ونطلبه عن علم ومعرفة بطبيعة العمل، فنحن نعرف احنا شغالين فى إيه، والإنتاج اللى هنطلعه إيه؟».
هنا تجمع عدد من العاملات بالمشروع، مطالبات مدير البرنامج بالنظر بعين الاعتبار للمرتبات المنخفضة اللتى يتقاضينها، والتى تتأرجح ما بين 400 و500 جنيه تقريباً، وزيادتها، فيما طالبت بعضهن بالتأمين عليهن تحسباً لأى حوادث قد يتعرضن لها فى طريقهن للعمل، وهو ما رد عليه المدير بوعد بـ«تحسين دخولهن بعدما يأتى الدعم للبرنامج»، وهى الطلبات التى دعمها لاحقاً المشرف على العاملات، قائلاًً بصوت خفيض للمسئولين: «خلوا بالكم البنات دول ممكن يمشوا».
العاملات: "بقالنا 15 سنة بنشتغل هنا.. ويوميتنا ما زالت 25 جنيه وعايزين نتعين ويتأمن علينا"
ميرفت زكى، 40 سنة، التى كانت تعمل فى صوبة الطماطم، قالت: «ما تنسوناش إحنا بقالنا 15 سنة بنشتغل هنا، وفيه ناس بقالها 20 سنة، وعندنا خبرة، والدكاترة اللى بتيجى بتشهد بشغلنا، ويوميتنا 25 جنيه.. يعلموا إيه فى الغلا ده»، وأضافت مرفت: «عايزين نتعين ويتعملنا تأمين، لأننا بنيجى بالمواصلات من حتت بعيدة، من ترسا، ورشندة، وسنديون، وممكن حد يجراله حاجة فى الطريق»، وتابعت: «قالوا هيوفروا لنا مواصلة وما حصلش، وزيادة وما حصلش».
المدير: المشروع هام جداً للأجيال الحالية والمقبلة.. وهنحسن ظروفهم بمجرد وصول الدعم
مدير البرنامج علق على طلبات العاملات تلك، قائلاً: «عندهم حق طبعاً، لكن الآن دى أقصى حاجة أقدر أوفرها لهم فى ظل الموارد المتاحة، وبمجرد ما يأتى لنا الدعم سنحسن ظروفهم»، مؤكداً فى الوقت نفسه أن هذا المشروع مهم جداً لمصر وستستفيد منه مصر وأجيال المصريين الحالية والمقبلة إلى أبد الآبدين، والمطلوب التعامل معه بـ«شوية صبر» وسرعة توفير الدعم اللازم له.