في مثل هذا اليوم.. النبي محمد يفتح مكة بجيش قوامه 10 آلاف مسلم

في مثل هذا اليوم.. النبي محمد يفتح مكة بجيش قوامه 10 آلاف مسلم
- شوقي علام
- مفتي الديار المصرية
- دار الافتاء
- فتح مكة
- النبي محمد
- المجلس الأعلي للشئون الإسلامية
- شوقي علام
- مفتي الديار المصرية
- دار الافتاء
- فتح مكة
- النبي محمد
- المجلس الأعلي للشئون الإسلامية
يحتفل المسلمون بذكرى الفتح الأعظم، لمكة المكرم على يد النبي الكريم محمد بن عبد الله والذي تحل ذكراه اليوم، حيث فتحها المسلمون 10 يناير 630 ميلاديا، الموافق 20 من رمضان في العام الثامن من الهجرة، ودخلها النبي علي رأس جيش قوامه 10 آلاف من المسلمين سلما دون قتال.
يقول عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لـ"الوطن": "فتح مكة هو الفتح الأعز والأعظم للمسلمين وسببه هو انتهاك قريش الهدنة التي كانت بينهم وبين المسلمين، بإعانتهم لبني الدئل بن بكر في الإغارة على قبيلة خزاعة، الذين هم حلفاء المسلمين، فنقضت بذلك عهدها مع المسلمين الذي سمي بصلح الحديبية".
وأوضح "هندي" أن الرسول دخل مكة دون قتال إلا من قليل، فقتل 12 من قريش قاتلوا جنود لواء خالد بن الوليد، وقُتل من المسلمين رجلان، ولما دخل النبي الكريم مكة، ذهب للكعبة وطاف بها، فأمر بكسر الأصنام الموجودة حول الكعبة وأمر بلال بن رباح أن يصعد ويؤذن على الكعبة للصلاة.
حكمة النبي حال دخول مكة "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن".. الإفتاء توضح
وفي تقرير لدار الإفتاء حول حكمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حال دخول مكة "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، قالت الدار: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر الظهران قال العباس: قلت: والله، لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة عنوة، قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش، فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليخرجوا إليه، فيستأمنوه، فإني لأسير إذ سمعت كلام أبي سفيان، وبديل بن ورقاء، فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف صوتي، فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم، قال: ما لك فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والناس، قال: فما الحيلة؟ قال: فركب خلفي، ورجع صاحبه، فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلم، قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فاجعل له شيئا، قال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن". قال: فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد. رواه أبو داود في "سننه"، وفي رواية: "قال أبو سفيان: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما، قلت: يا أبا سفيان، إنها النبوة". رواها الطبراني في "المعجم الكبير".
وأضاف: لقد كان من حكمة رسول الله بعد أن أعلن أبو سفيان إسلامه، أن أمر العباس أن يقف به عند مضيق الوادي، الذي ستمر فيه جنود الله تعالى، حتى يبصر بعينه كيف أصبحت قوة الإسلام، وإلام انقلبت حال أولئك الذين هاجروا من مكة قلة مشتتين مستضعفين! وكذلك كان من التدبير الحكيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما أمر به أصحابه من أن يتفرقوا في مداخل مكة، فلا يدخلوها من طريق ومدخل واحد؛ وذلك بغية تفويت فرصة القتال على أهل مكة إن أرادوا ذلك، إذ يضطرون إلى تشتيت جماعاتهم، وتبديد قواهم في جهات مكة، وأطرافها فتضعف لديهم أسباب المقاومة ومغرياتها.
وإنما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، حقنا للدماء ما أمكن، وحفظا لمعنى السلامة والأمن في البلد الحرام، ومن أجل هذا أمر المسلمين بألا يقاتلوا إلا من قاتلهم، وأعلن أن من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن.
وأخذ أبو سفيان يتأمل الكتائب التي تمر، واحدة إثر أخرى، وهو في دهشة وذهول مما يرى! والتفت يقول للعباس -وهو لا يزال تحت تأثير بقايا من الفكر الجاهلي وأوهامه-: "لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما"، فأيقظه العباس من بقايا غفلته السابقة قائلا: "يا أبا سفيان، إنها النبوة"، أي ملك هذا الذي تقول؟ لقد ألقى الملك، والمال، والجاه تحت قدميه يوم أن عرضتم كل ذلك عليه في مكة، وهو يعاني من تعذيبكم، وإيذائكم له، وهل ألجأتموه إلى الهجرة من بلده إلا لأنه رفض أن يستبدل الملك الذي عرضتموه عليه بالنبوة التي كان يدعوكم إلى الإيمان بها؟ إنها النبوة، وإنه الدين الحق الذي أرسل به سيد الخلق إلى الناس أجمعين.
المفتي: السيرة النبوية تقدم لنا أعظم صور التسامح والعفو في فتح مكة
بدوره، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، في تصريحات له على موقع الإفتاء، أن فتح مكة شهادة ميلاد الأمة الإسلامية فهي الفتح الأكبر والنصر الأعظم، والسيرة النبوية تقدم لنا أعظم صور التسامح والعفو، فعندما فتح الرسول الكريم مكة المكرمة، قال لأهلها: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فهذا دليل على أن الإسلام دين التسامح والرحمة.
وأكد المفتي أن فتح مكة لم يكن حربا بل سلما، فحينما دخل النبي مكة المكرمة، كان منتصرا، ولو كان قتل من عذبوه وآذوه لكان ذلك عدلا منه، إلا أنه يعلمنا جميعا أن التسامح سمة ومبدأ أساسي في الإسلام، وأنه ينبغي علينا أن نقاتل "الكراهية والعداوة" في نفوس الأعداء حتى ينقلبوا إلى أصدقاء.