"الرفق بالحيوان": نستقبل الكلاب المصابة بكسور وحروق وبتر أطراف

كتب: أحمد العميد

"الرفق بالحيوان": نستقبل الكلاب المصابة بكسور وحروق وبتر أطراف

"الرفق بالحيوان": نستقبل الكلاب المصابة بكسور وحروق وبتر أطراف

انتقد نشطاء الرفق بالحيوان حالات التعدى على الكلاب الضالة والتعامل بوحشية معها، من تسميم وتعذيب وتعديات قوية، تصيب الكلاب بعاهات وموت فى كثير من الأحيان، موضحين أن ثقافة المجتمع المصرى بأن الكلب «نجس» هى السبب فى العداء ضد الكلاب والنظرة السيئة تجاهها، وطالبوا المؤسسات التعليمية والدينية ببذل الجهود لنشر الوعى للرفق بالحيوان كما هو منصوص عليه فى الدستور.

"الشوربجى": السم الذى تستخدمه أجهزة الطب البيطرى لا يمكن علاجه

وقال أحمد الشوربجى، مؤسس جمعية «hope» المعنية برعاية الحيوانات الضالة المصابة، إنه يستقبل الكثير من الحيوانات المصابة بإصابات خطيرة، وبعض الحالات تنفق قبل علاجها، مشيراًَ إلى أن الإصابات تتنوع ما بين كسر فى العمود الفقرى وبتر فى الأطراف، وهذه الإصابات تكون إما من خلال اصطدام السيارات بها أو العنف الذى يمارسه الناس ضد الحيوانات والكلاب الضالة، كما أن بعض الناس يقومون بتشريس كلاب الحراسة وغيرها من نوع «بيتبول» على كلاب الشارع، وهناك كلاب تصاب بحروق نتيجة سكب البعض عليها مياهاً مغلية أو «مية نار» أحماض.

وأضاف «الشوربجى» أن الحالات التى لم يتمكنوا من إنقاذها كانت مصابة بالتسمم الخاص بهيئة الطب البيطرى، لأنه يقوم على تقطيع المعدة ويضرب الجهاز التنفسى ويكون من الصعب إنقاذها، لافتاً إلى أن الثقافة الخاطئة عن نجاسة الكلب هى التى تجعل العنف ضدهم مستمراً، وأنه عندما خرج أحد الدعاة يقول إن الكلب ليس نجساً، تمت مهاجمته من دعاة آخرين، وطالب بتركيز الهيئات التعليمية والمناهج الدراسية والكيانات الدينية كالأزهر والكنيسة على دعوة الناس إلى الرحمة بالحيوانات والكلاب الضالة، مضيفاً: «طول ما عندنا ثقافة إن الكلب نجس هيستمر تعذيب الكلاب وتسميمهم، ولازم نواجه الناس بالحقيقة ونعلمهم».

"أبوعيد": السعار موجود فى حيوانات كثيرة

وقالت ريم أبوعيد، الناشطة فى التوعية للرفق بالحيوان ومؤسس مبادرة «حق الحياة» لرعاية الكلاب الضالة، إن التعدى على الكلاب فى الشوارع يؤدى إلى أضرار جسدية للكلاب، تبدأ من الجروح والخدوش البسيطة وحتى الإصابات الكبيرة كفقء العين وكسر الأرجل والتشوهات الكبيرة، واعتبرت أن التعدى على الحيوانات ليس له علاقة بأعمار الناس ولا قلة الوعى، ولكن الأمر متعلق بالثقافة والتربية والدين والإنسانية والكثير من الفضائل، مشيرة إلى أنها رصدت قيام الناس بضرب الكلاب وتعذيبها وفقء أعينها، وربطها بأحبال من رقابها ثم جرها فى الشوارع.

وأضافت «أبوعيد» أن حملة «حق الحياة» التى أطلقتها مطلع ديسمبر الماضى، تهدف إلى تطعيم الكلام ضد السعار وتعقيم الكلاب لمنع الإنجاب والتكاثر، لتقديم حلول بديلة ضد حملات التسميم التى انطلقت ضد الكلاب الضالة، مشيرة إلى أنها ضد حملات تسميم الكلاب التى تطلقها وزارة الزراعة وكليات الطب البيطرى، لأنها طريقة وحشية للتخلص منها أو تقليل عددها، خاصة أن هناك طرقاً لتقليل عددها من خلال عمليات تعقيم الإناث للحد من تكاثرها، وأضافت أن هناك ثقافة خاطئة لدى الناس بأن مرض السعار مرتبط بالكلاب، فى حين أن المرض موجود ويمكن نقله عبر حيوانات أخرى، كالفئران والقردة والقطط، وكلها ناقلة للمرض.

وأكدت أن الكلاب الضالة ليست مؤذية ولا تهاجم أى شخص لكنها تلجأ فقط للدفاع عن نفسها فى حالة التعدى عليها، أو أن يكون حظ الشخص عثر لمروره على كلبة بعد الولادة مباشرة لأنها تكون فى حالة شراسة وتهاجم الغريب خوفاً على صغارها، قائلة: «الكلب المسعور مش بيهاجم الإنسان بس، ده بيهاجم فيران وكلاب زيه وبيهاجم أى حاجة، لأنه مريض بخلل فى الجهاز العصبى، لذلك يتم نبذه من بقية الكلاب لحكمة الخالق، ولولا هذه الصفة لانتشر المرض بين جميع الكلاب والناس، فالكلب المسعور دائماً تجده يسير وحده بعيداً عن القطيع»، موضحة أن الكلاب المسعورة لا تأكل وتموت من نفسها بسبب المرض، وأن التطعيمات والأمصال التى يأخذها الإنسان بعد كل عضة هى فقط إجراء احتياطى، وتابعت: «أنا ضد تسميم الكلاب والنظر إليها على أنها حيوانات مفترسة، بالعكس الثقافة دى لازم تتغير لأنها كائنات أليفة، ولو كانت أصلاً مفترسة ففى أفريقيا دول فيها غابات وحيوانات مفترسة كتيرة، ليه ما لجأتش لتسميم السباع والضباع، بالعكس لو الأسد معدى الطريق العربيات تقف وتستنى عبوره وبعدين تتحرك»، مضيفة أن كل الناس مسئولة عن إطعام الكلاب ورعايتها وتطعيمها وعلاجها، لأنها كائنات غير قادرة على التعبير عن مرضها أو حاجتها للتطعيم أو غيره، كما أن المادة 45 من الدستور المصرى تنص على الرفق بالحيوان.

وقال محمد فؤاد نصار، الناشط فى التوعية بالرفق بالحياة، إن الأذى الذى يقع على الكلاب الضالة يكون من البشر نتيجة النظرة الخاطئة من الناس إلى الكلاب على أنها حيوانات سيئة ومضرة، مؤكداً أن الأذى الذى يلحق بالكلاب يكون دائماً بسبب العنف ضدها من المواطنين، سواء بالضرب بآلاد حادة أو طعنها.


مواضيع متعلقة