"مشرفات" يبررن سبب عدم التواجد طوال اليوم: "مش بإيدينا.. جدولنا فيه أكتر من مدرسة"

"مشرفات" يبررن سبب عدم التواجد طوال اليوم: "مش بإيدينا.. جدولنا فيه أكتر من مدرسة"
- الزائرة الصحية
- المدارس الحكومية
- الإسعافات الأولية
- الأدوية
- خريجو التمريض
- التمريض
- زائرة صحية
- المشرفة الصحية
- الزائرة الصحية
- المدارس الحكومية
- الإسعافات الأولية
- الأدوية
- خريجو التمريض
- التمريض
- زائرة صحية
- المشرفة الصحية
«لو كنتِ موجودة ماكانش حصل كل ده»، جملة اعتادت الزائرة الصحية سماعها داخل كل مدرسة، عند تعرض أحد الطلاب إلى إصابة ما، أو شعوره بالمرض، فى حالة عدم وجودها داخل المدرسة لأى سبب من الأسباب، على الرغم من تأكيد عدد من الزائرات داخل مدارس مختلفة، التزامهن بالعمل داخل أكثر من مدرسة فى نفس التوقيت، مما يضطرهن إلى الحضور فى أيام معينة داخل كل مدرسة، فى وقت أكدت فيه بعض الزائرات الصحيات ضرورة زيادة أعدادهن، حتى يتم تكليف زائرة بالعمل فى مدرسة واحدة فقط، فيما رأت أخريات زيادة العدد إلى زائرتين لكل مدرسة، لتعويض إحداهما الأخرى فى حالات الطوارئ. إحدى الزائرات، من منطقة «عين شمس» بالقاهرة، أكدت لـ«الوطن» أنها تخرج من بيتها فى الثامنة صباحاً كل يوم، متجهةً إلى المدرسة التى ستقضى فيها يومها الدراسى حتى الثانية ظهراً، بحسب جدولها الأسبوعى المقسم على 3 مدارس، حيث تذهب لاثنتين من هذه المدارس يومين أسبوعياً، بينما تذهب للمدرسة الثالثة ليوم واحد فقط، وقالت الزائرة، التى طلبت عدم ذكر اسمها: «مش ثابتة فى مكان واحد، كل يومين أتنقل لمكان»، التنقل بين أكثر من مدرسة يرهقها، ويضيع من وقتها الكثير، بجانب أنه يراكم شغلها، وذلك على حد تعبيرها.
"زائرة": معايا 3 مدارس وطبيعى عدم وجودى فى مكان واحد طول اليوم.. وأخرى: مفروض يكون فيه «حكيمتين» فى كل مدرسة
ولم تكن وظيفتها كزائرة صحية فى المدارس هى الأولى لها، حيث عملت عقب تخرجها وحصولها على دبلوم فنى تمريض، حكيمة أسنان فى أحد مستشفيات التأمين الصحى لمدة 8 سنوات، وقالت: «شغلها كان حلو، بس كنت بأقضى فيه وقت كبير»، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مجال الجراحة، حيث عملت مع أحد الجراحين لمدة 10 سنوات، ثم قررت أن تتقدم بطلب إلى هيئة التأمين الصحى، لكى تعمل زائرة صحية فى إحدى المدارس، أملاً منها فى الحصول على بعض الراحة، بعد فترة خدمة تمتد لـ18 سنة، خاصة أن هناك مواعيد محددة للعمل، ومن ثم تذهب إلى بيتها.
ورغم أنها شعرت بالسعادة بعد إبلاغها بالموافقة على طلبها للعمل فى المدارس، إلا أنها فوجئت بمسئولى التأمين الصحى يبلغونها بأنها ستعمل فى 3 مدارس بالتوازى، وقالت: «لم يكن أمامى حل آخر غير الموافقة والالتزام بالعمل فى المدارس الثلاث»، مشيرة إلى أن اثنتين من المدارس تقعان بالقرب من بعضهما، بينما تبعد الثالثة عنهما عدة كيلومترات.
وأضافت أن هناك عيادة لها فى كل مدرسة، تتضمن بعض الأجهزة والأدوات، منها جهاز الضغط، وصندوق طوارئ كامل، بالإضافة إلى غيارات معقمة، ولكن ليس هناك أى أدوات جراحية، وقالت: «ماعنديش خيط، لو طالب اتصاب أنا دورى إنى أعقم له الجرح، وأحوله على مستشفى تبع التأمين الصحى»، كما أشارت إلى أنه غير مسموح بأن تخرج الزائرة الصحية مع طالب مصاب إلى خارج المدرسة أو إلى المستشفى، ولكن يصطحبه أحد المدرسين أو المشرفين بالمدرسة، وأوضحت بقولها: «ماينفعش أخرج مع طالب، وأسيب مئات الطلاب الباقيين فى المدرسة».
وتابعت الزائرة حديثها لـ«الوطن» بقولها: «بقالى 5 سنين على الوضع ده، والحمد لله ماقابلتش ولا حالة إصابة صعبة، كلها بتبقى حاجات بسيطة، زى المغص والبرد»، مشيرةً إلى أن السبب فى عملها بـ3 مدارس هو وجود عجز فى عدد الزائرات الصحيات بهيئة التأمين الصحى، وقالت: «عددنا قليل مش مكفى عدد المدارس الموجودة، علشان كده مفيش زائرة بتكون معاها مدرسة واحدة بس»، وأشارت إلى أنها فى حين عدم وجودها فى مدرسة من المدارس المسئولة عنها، تكون على تواصل بالمدرسة، لكى تذهب إليها عند وجود حالة صعبة أو مُعدية، وأضافت: «لو الطالب حالته تستدعى إنى أروح له المدرسة باروح، زى إصابات، أو يكون طالب عنده مرض مُعدى، وماحدش هيقدر يتعامل معاه». كما أشارت إلى عمل فحص دورى على الطلاب داخل المدارس، لكى تسجل فى الدفتر الخاص بها الحالة الصحية لكل فرد على حدة، وأوضحت: «باكون موجودة مع أى حملات فحص بتيجى المدرسة، عشان أسجل حالات الطلاب الصحية، وأعمل لهم الكارنيهات الصحية التابعة للتأمين الصحى».
وأضافت أنه عند إصابة طالب، أو حدوث شىء ما معه، لا تقع المسئولية على الزائرة، بل على المدرسين والمشرفين فى المدرسة، وأوضحت بقولها: «إحنا متقسمين على أساس قرار التأمين الصحى، مش بمزاجنا إننا مش موجودين طول الوقت فى المدرسة»، وأنهت حديثها بقولها: «بنتمنى إن هيئة التأمين الصحى توفر عدد كبير من الزائرات الصحيات فى المدارس، علشان كل واحدة منا تكون مسئولة عن مدرسة واحدة، وتقدر تخلى بالها من الطلاب، لأن ده هيساعد كتير فى تقليل الإصابات داخل المدارس».
ولا يختلف الوضع كثيراً عند زائرة صحية أخرى فى إحدى المدارس الابتدائية المشتركة بمنطقة شبرا، حيث تعمل الزائرة، التى طلبت أيضاً عدم نشر اسمها، فى تلك المهنة منذ ما يقرب من 10 سنوات، بعد حصولها على دبلوم تمريض، وقالت: «باشتغل فى مدرستين، وكل مدرسة باكون موجودة فيها يومين ونص»، وأضافت أنها تعمل بهذا النظام منذ تعيينها كزائرة صحية، وأرجعت السبب فى ذلك إلى وجود عجز فى عدد خريجى التمريض، بالإضافة إلى تفضيل غالبية الخريجين العمل فى المستشفيات، دون التفكير فى العمل بالمدارس، وتابعت: «عدد قليل من الممرضات اللى بيختار يشتغل فى مدرسة، لأنها بتكون مسئولية مش أى حد يقدر يتحملها». وعن حوادث إصابات ووفاة الطلاب داخل المدارس، قالت إنه طوال الوقت تلقى المسئولية على عاتق الزائرة الصحية، دون معرفة أسباب عدم وجودها بالمدرسة طوال الوقت.