خبير سياسي: انفراد الرئيس التركي بالقرار يشبه ما فعله خيرت الشاطر خلال حكم "الإخوان"

خبير سياسي: انفراد الرئيس التركي بالقرار يشبه ما فعله خيرت الشاطر خلال حكم "الإخوان"
- أردوغان
- تركيا
- الاقتصاد التركي
- العدوان التركي على ليبيا
- العدالة والتنمية
- أردوغان
- تركيا
- الاقتصاد التركي
- العدوان التركي على ليبيا
- العدالة والتنمية
يرى أحمد عطا، الباحث فى منتدى الشرق الأوسط، ومقره «لندن»، الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، أن قيادات الإخوان الهاربين لا تعنيهم الانشقاقات التى تضرب الحزب الحاكم فى تركيا، إذ إن الرئيس أردوغان زعيم الحزب منحهم الجنسية وباتوا مواطنين أتراكاً لا يمكن ترحيلهم إلى مصر، معتبراً فى حوار عبر الهاتف لـ«الوطن»، أن انفراد «أردوغان» بالقرار داخل حزبه يشبه ما فعله خيرت الشاطر عندما حكمت جماعة الإخوان مصر بإدارة مكتب الإرشاد ومؤسسة الرئاسة التى كان على رأسها محمد مرسى.
أحمد عطا: قيادات الجماعة لا تعنيهم انشقاقات "العدالة والتنمية" بعد تجنيسهم.. والتنظيم الدولى ربما يجهز "داود أوغلو" لخلافة "أردوغان"
كيف يراقب الإخوان الانشقاقات التى تحدث داخل الحزب الحاكم فى تركيا؟ وماذا عن العلاقة بينهم وبين «أردوغان» فى الوقت الحالى؟
- هناك خلافات وانقسامات تضرب العلاقة بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والتنظيم الدولى للإخوان فى الفترة الأخيرة، فالانشقاقات التى نراها فى الحزب الحاكم فى تركيا هى الأخرى امتدت على صعيد العلاقة بين الجماعة والرئيس التركى. على سبيل المثال مؤخراً عقدت ما يسمى بـ«القمة الإسلامية المصغرة» فى «كوالالمبور». وحسب المعلومات فإن إبراهيم منير، القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، طالب بأن يتم إدخال بعض التعديلات على التوصيات الخاصة بختام هذه القمة حتى لا يتهم التنظيم الدولى بأنه يقود مشروعاً راديكالياً متطرفاً متمثلاً فى تركيا، ويريد إسقاط منظمة التعاون الإسلامى، لكن الرئيس التركى لم يهتم بتوصيات أمين عام التنظيم الدولى للإخوان.
كيف يعكس ذلك برأيك ما يجرى فى حزب العدالة والتنمية الحاكم حالياً؟
- انفراد الرئيس التركى بالقرارات والتوصيات داخل «العدالة والتنمية» دون الرجوع للحزب تسبب فى عدد من الانشقاقات الآن والخروج عن مسار الحزب ومعارضة الرئيس، وهو نفسه ما حدث بالفعل أثناء حكم الإخوان لمصر عندما انفرد مكتب خيرت الشاطر بالكامل بإدارة مكتب الإرشاد فى المقطم وإدارة الإخوان فى «الاتحادية» أى الرئاسة، وعلى سبيل المثال تم وقتها وضع أحمد عبدالعاطى المقرب من خيرت الشاطر مديراً لمكتب محمد مرسى، وتم وضع أذرع تتلقى التعليمات من «الشاطر» مباشرة فى مؤسسة الرئاسة، ربما أن «أردوغان» يكرر نفس الأخطاء التى وقع فيها الإخوان فى مصر قبل 30 يونيو، وهو ما حذر منه إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى للإخوان، إذ إن «أردوغان» أصبح فى الوقت الحالى ليس لديه مرجعية.
وهل لهذا كانت الانشقاقات أيضاً فى حزب «أردوغان»؟
- ربما أراد تيار أحمد داود أوغلو بهذا الانشقاق أن يوجد معارضة صناعية لـ«أردوغان»، وفق اتفاق غير معلن بطبيعة الحال، والاحتمال الآخر أن «داود أوغلو» تواصل مع التنظيم الدولى للإخوان وربما وجدوا فيه البديل فى حالة التخلص من رجب طيب أردوغان وياسين أقطاى حفاظاً على حزب العدالة والتنمية، الذى بات يمثل الجناح السياسى الأهم للإخوان.
لكنك قلت إن «أردوغان» يتحرك فى الوقت الحالى والحزب معه دون مرجعية.
- هذا صحيح، رجب طيب أردوغان يتحرك فى الوقت الحالى وفقاً للجنة الاسترشادية العليا التى تم تأسيسها بعد المقاطعة له من دول الخليج ومصر، وأسست برئاسة قطر وتركيا وإيران، فبدأ يعزف منفرداً دون الرجوع للتنظيم الدولى، وهو انشقاق غير معلن على الرغم من تبعية حزب العدالة والتنمية كجناح سياسى للتنظيم الدولى، أو أن الأخير فقد السيطرة نسبياً على «أردوغان».
ماذا عن قيادات الجماعة الهاربين إلى تركيا، ألا تقلقهم تلك الانشقاقات فى «العدالة والتنمية» خشية سقوط من وفروا لهم الحماية؟
- القيادات الهاربة الموجودة داخل تركيا لا تعنيها هذه الانشقاقات، بسبب أن الرئيس التركى منحهم الجنسية الثانية وقاموا بتغيير أسمائهم وأصبحوا مواطنين أتراكاً ولهم نفس حقوق الأتراك ولا يمكن مثلاً ترحيلهم إلى مصر، ولهذا يتعاملون مع فكرة الانشقاقات بأنها اختلاف داخل الأسرة الإخوانية الواحدة، كما كان يحدث فى مصر عندما استقال أبوالفتوح وانفصل بحزب منفرد، فهم الآن يتعاملون كمواطنين أتراك، لهذا تجد أن هناك حملة شرسة من معتز مطر ومحمد ناصر لدعم «أردوغان»، باعتبارهما مواطنين تركيين، فبعض هؤلاء غيروا أسماءهم ولا يستطيع الإنتربول القبض عليهم.
إذن أنت ترى أنهم لن يفكروا فى العودة إلى مصر؟
- فكرة الرجوع إلى مصر فى ظل الانشقاقات داخل الحزب الحاكم ليست ضرورية حالياً، «الإخوان» أسسوا دولتهم الجديدة فى تركيا ونقلوا مكتب الإرشاد من «القاهرة» إلى «إسطنبول»، ولهذا كانت المكافأة لجميع الهاربين، الذين منهم أعضاء البرلمان الموازى برئاسة ثروت نافع، حصولهم على الجنسية التركية، وأصبحوا مواطنين أتراكاً وليسوا قيادات هاربة، لقد حصنهم «أردوغان» بالجنسيات، حصنهم وفق خطة خاصة بالإخوان، ولكن الانفراد بالقرارات الحزبية الخاص به بعيداً عن إملاءات التنظيم الدولى يأتى بعيداً عن هذه القيادات الموجودة على الأرض، التى ليس لها علاقة بالخلافات بين «أردوغان» والتنظيم الدولى، ولا يوجد أى مصرى هارب فى تركيا إلا أن تم منحه معاشاً وإقامة بدعم من قطر والتنظيم الدولى، حتى يستقر هؤلاء ويتفرغوا لاستهداف مصر.