أمم أفريقيا 2019 بمصر.. مشجعون تبدل حزنهم مع الكبار لفرحة بالصغار

كتب: عبدالرحمن قناوي

أمم أفريقيا 2019 بمصر.. مشجعون تبدل حزنهم مع الكبار لفرحة بالصغار

أمم أفريقيا 2019 بمصر.. مشجعون تبدل حزنهم مع الكبار لفرحة بالصغار

لم يكن عام 2019 كغيره من الأعوام السايقة على مشجعي وجماهير كرة القدم في مصر، حيث شهد العام الماضي تنظيم مصر لبطولتي كأس أمم أفريقيا للكبار في شهري يونيو ويوليو، وتحت 23 سنة في شهر نوفمبر، إلا أن أحوالهم بين البطولتين انقلبت من الحزن إلى الفرحة، ومن الحسرة إلى البهجة، ومن الصدمة للسعادة.

 محمد عبد العزيز: اتصدمت في ماتش جنوب أفريقيا مع الكبار اتنططت من الفرحة مع الصغيرين

محمد عبدالعزيز، أحد المشجعين الذين سعدوا كثيرًا بخبر تنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية، يقول إنه سارع باستخراج بطاقة المشجع؛ ليستطيع حضور مبارايات المنتخب من المدرجات بعد غياب طويل عنها، خصوصًا مع سهولة الحصول على التذاكر بشكل يسير وسريع وبسعرها الحقيقي عن طريق تطبيق "تذكرتي".

"كل العوامل كانت في اتجاه تتويج منتخب مصر بالبطولة"، بتلك الكلمات عبر عبدالعزيز، لـ"الوطن"، عن توقعه للبطولة، فالتنظيم رائع مع وجود عاملي الأرض والجمهور، إلا أن الآمال والتوقعات تبددت شيئًا فشيئًا مع توالي المبارايات وتقديم منتخب الفراعنة أداءً باهتًا؛ ليحل محلهما الخوف والقلق والترقب والشك، لكنه صمم مع أصدقائه على الحضور للنهاية، والتي كانت صادمة للغاية بالخروج من ثمن النهائي بأداء سيء، وهو ما لم يتوقعه أكثر المتشائمين؛ لتسيطر حالة من الحزن والحسرة على الفرصة الضائعة.

ظل الحزن وشبح الخروج مسيطرًا على الشاب حتى نظمت مصر بطولة أمم أفريقيا تحت 23 سنة المؤهلة لأوليمبياد طوكيو 2020، والتي قرر عدم حضور مباراياتها من الملعب، خوفًا من صدمةٍ جديدة، إلا أنه تراجع عن قراره بعد أول مباراة للفراعنة الصغار الذين رأى فيهم حماسًا لم يشاهده مع الكبار، وهو ما شجعه للعودة مرة أخرى للمدرجات سعيًا لمسح الحزن الذي سببه له رفاق محمد صلاح.

رمضان صبحي ورفاقه من كتيبة المنتخب الأوليمبي، استطاعت مسح أحزانه في هذه المرة "المنتخب الأوليمبي مخذلنيش.. وزي ما اتصدمت في ماتش جنوب أفريقيا مع الكبار اتنططت من الفرحة مع الصغيرين"، فلاعبو المنتخب الأوليمبي وجهازهم الفني كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، واستطاعوا تحويل حزن المصريين إلى فرحة بالتأهل للأوليمبياد والفوز بالبطولة.

من منطلق أبوي.. إسلام في استاد الكبار وطفله: ليه بنشجع الفريق الوحش دة

أما إسلام شوقي فقد صمم على حضور مبارايات منتخب مصر في بطولة أمم أفريقيا للكبار من منطلق أبوي "البطولة كانت أول وأفضل فرصة لزرع الانتماء للمنتخب في شخصية ابني" فالطفل الصغير كان يحلم برؤية نجوم مثل ساديو ماني ورياض محرز وحكيم زياش وقبلهم محمد صلاح من الملعب، كما يراهم دومًا عبر شاشات التليفزيون.

بالفعل حقق إسلام أمنية نجله، وحضرا مبارايات هؤلاء النجوم جميعًا، حتى وصلت مصر لمباراة دور الـ16 أمام جنوب أفريقيا، والتي ارتدى فيها القميص رقم 10 الخاص بمحمد صلاح وكذلك نجله الصغير، وذهبا سويًا لاستاد القاهرة بكل سعادة لمشاهدة المنتخب "السعادة اللي كانت في عنيه وهو لابس تيشيرت صلاح ورايح الاستاد مكانتش تتوصف".

مشقة تحملها الطفل الصغير برفقة والده من أجل مشاهدة المنتخب ونجمه صلاح، إلا أنها انتهت بصدمة كبيرة تحولت إلى حزن بالغ لدى الأب ونجله الذي وجه الحديث له بكل تلقائيةٍ قائلًا: "الفريق ده وحش يا بابا إحنا ليه شجعناهم وهما مكسبوش؟" بحسب روايته لـ"الوطن".

لم يجازف إسلام مرة أخرى باصطحاب نجله الصغير للاستاد خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة، حتى يلغي احتمالية تعرضه لصدمة بعد أن يتعلق بهم، وقرر أن يتابع البطولة من المنزل أمام التلفاز، إلا أن الحياة مع رفاق رمضان صبحي كانت أكثر إشراقًا، حيث تعاطف الطفل معهم وتعلق بهم حين علم أنهم أصغر سنًا من منتخب صلاح.

ومع توالي المبارايات وتقديم المنتخب الأوليمبي لأداءٍ جيدٍ والفوز في كل المبارايات تعلق الطفل بهم أكثر، حيث تابع بنفسة مشوار المنتخب الأوليمبي وانتصاراته المتتالية حتى النهائي، والذي ظهرت خلاله سعادته البالغة بالفوز وقال لوالده: "ده منتخب مصر اللي نشجعه التانيين مش شاطرين يا بابا وهاتلي تيشرت رمضان صبحي".

محمد العشماوي.. منتخب الكبار أفقده الأمل وأداء الأوليمبي أعاده للمدرجات

أما الشاب محمد العشماوي، اشترى تذكرة مباراة منتخب مصر ضد نظيره الجنوب أفريقي في دور الـ16 لكأس الأمم الأفريقية في يونيو الماضي، بآمال كبرى بعودة الفراعنة لقمة القارة "كنا كسبانين كل ماتشاتنا في المجموعات وجنوب أفريقيا صعدت من أحسن توالت، وكنا تقريبا ضامنين الفوز وعاوزين نعرف هنلاعب مين بعد كده".

ومع مرور دقائق المباراة بدأ اليأس يتسرب لنفس عشماوي، فمنتخب مصر يقدم أداءً سيئًا، حتى وصل لمرحلة انتظر فيها هدف الضيوف، والذي جاء بالفعل صادمًا على الرغم من انتظاره "بعد الجول متكلمتش من الصدمة وقعدت 5 دقايق ومشيت أنا وناس كتير"، ليفقد الأمل نهائيًا بعدها في منتخب مصر الأول تحت قيادة أي مدرب مهما كان اسمه، بحسب حديثه لـ"الوطن".

مضت عدة أشهور، قبل أن تبدأ بطولة أمم أفريقيا تحت 23 عامًا والمؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، والتي لم يتحمس لحضور مبارياتها، حيث لم تكن توقعاته للمنتخب الأوليمبي كبيرة، وتنبأ بعدم وصولها للأولمبياد، كما أنه كان يخشى صدمة جديدة وحزنًا إضافيًا، إلا أن الأداء في المجموعات أجبره على متابعتهم بشغف، وأعاد له اهتمامه بالمنتخب بعد صدمة المنتخب الأول في كان 2019، التي توقع أن تفوز مصر بها.

مع كل هدفٍ سجله المنتخب الأوليمبي في البطولة، كان الشاب يرقص فرحًا ويمحو الذكرى السيئة التي تركها المنتخب الأول، ويزيل صدمة الخروج الكبير "المنتخبين خالفوا التوقعات، كنا متوقعين الكبار يكسبوا البطولة وخذلونا، وكنا متوقعين الأوليمبي ميعملش حاجة وأبهرونا"، وبدلًا من أن يترك الملعب قبل نهاية المباراة كما في مباراة الكبار، ظل في الملعب أكثر من نصف ساعة عقب مباراة المنتخب الأوليمبي محتفلًا مع الجماهير بالصعود للأولمبياد.


مواضيع متعلقة