أستراليا تطالب السياح مغادرة السواحل الجنوبية بسبب حرائق الغابات

أستراليا تطالب السياح مغادرة السواحل الجنوبية بسبب حرائق الغابات
- الغابات
- أستراليا
- حرائق الغابات
- الإطفاء
- إجلاء
- حكومة أستراليا
- الغابات
- أستراليا
- حرائق الغابات
- الإطفاء
- إجلاء
- حكومة أستراليا
طالبت سلطات ولاية نيو ساوث ويلز، الأسترالية، السياح المتواجدين على طول السواحل الجنوبية للولاية، مغادرة المنطقة في غضون 24 ساعة، خشية تردي الأحوال الجوية التي تسببت في نشوب حرائق الغابات.
وذكرت شبكة "يورونيوز"، الإخبارية الأوروبية، اليوم، أنه من المقرر أن تعلن الولاية حالة الطواريء للمرة الثالثة، اعتبارا من صباح غد الجمعة، قبل التردي المتوقع للطقس، بعد غد السبت، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقد تسببت حرائق الغابات في أستراليا، في مصرع 18 شخصا على الأقل، وتدمير 1200 منزل، وحوالي 5 ملايين هكتار من الأراضي في جميع أنحاء البلاد منذ سبتمبر الماضي.
وقد ترتفع هذه الحصيلة مع تأكيد سلطات ولاية فكتوريا، اليوم، أن 17 شخصاً في عداد المفقودين على امتداد أراضيها، حيث لاتزال هذه الحرائق خارج السيطرة، وتسبّبت خلال الساعات الـ48 الماضية، في مقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ ومحاصرة العديد من السياح.
وطلبت إدارة الإطفاء في مقاطعة نيو ساوث ويلز، اليوم، من السياح إخلاء منطقة ساحلية تمتدّ بطول 200 كيلومتر، والتي تبدأ شمالاً ببلدة بيتمانز باي الخلابة (حوالي 300 كيلومتر جنوب سيدني) وتنتهي على بعد 200 كلم جنوباً، كما نصحت السلطات السياح المعنيين بالتوجّه إلى الجنوب ومقاطعة فيكتوريا.
وبموجب توجيهات السلطات، يتعيّن على السياّح مغادرة هذه المنطقة قبل حلول بعد غد السبت، وهو يوم ينذر بأن يكون كارثياً لفرق الإطفاء، إذ تتوقع الأرصاد الجوية أن يشهد هبوب رياح قوية، وأن ترتفع فيه درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية، وهي ظروف مثالية لتأجيج الحرائق المستعرة أصلاً وهي لا تعدّ ولا تحصى.
ويخشى أن يكون السبت يوماً أسوأ من يوم الثلاثاء، الأكثر دموية منذ بدء موسم الحرائق في سبتمبر، وقضى العديد من السياح ليلتين معزولين بدون كهرباء ولا اتصالات ومعتمدين على مؤن غذائية شحيحة، لكنّ السلطات أمّنت بعض الطرق لإجلائهم.
فيما قال وزير النقل في نيو ساوث ويلز، أندرو كونستانس، اليوم، إنّ عملية إخلاء المنطقة السياحية المحظورة ستكون "الأكبر على الإطلاق في المنطقة".
وامتد صف طويل من السيارات، اليوم، على طول الطريق السريع المؤدي إلى سيدني، وقالت امرأة في سيارتها لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، إنها احتاجت لثلاث ساعات لقطع مسافة 50 كلم فقط.
بدوره، قال نائب مفوّض دائرة الإطفاء في نيو ساوث ويلز، روب روجرز، إنّ فرق الإطفاء لم تتمكّن من إطفاء الحرائق المستعرة أو حتى السيطرة عليها، مضيفا لشبكة "إيه بي سي"، العامة، أنّ "الرسالة هي أنّ لدينا الكثير من النيران في تلك المنطقة، وليست لدينا القدرة على احتواء هذه الحرائق، نحن بحاجة فقط للتأكّد من أنّ الناس ليسوا أمامها".
تعبئة قوارب وطائرات عسكرية وعناصر إغاثة من أجل إرسال المساعدات الإنسانية
وروى جون ستيل، 73 عاماً، ويعيش قرب ميريمبولا على الساحل الجنوبي، لـ"فرانس برس"، أن بعض الأشخاص أصيبوا "بالهلع" إثر دعوات إخلاء المنطقة، مشيراً إلى وجود العديد من "الأخبار الزائفة على فيسبوك والانترنت"، واصفا الوضع في الأيام الأخيرة بأنه "كارثي"، فيما بدأت احتياطات المواد الطازجة والوقود بالنفاذ، ولم تتمكن السلطات من التواصل بعد مع كافة سكان المناطق النائية الأكثر عزلةً.
ودمّر أكثر من 400 منزل في أستراليا في الأيام الأخيرة، وهو رقم مرشح للازدياد حالما تتمكن السلطات من دخول القرى الأكثر عزلةً، لتفقد الأضرار، وتمت تعبئة قوارب وطائرات عسكرية وعناصر إغاثة من أجل إرسال المساعدات الإنسانية وتقييم الأضرار في المناطق الأكثر عزلةً.
مظاهرات لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لمكافحة الاحتباس الحراري
ووصلت سفينة للبحرية صباح اليوم، إلى مدينة مالاكوتا الساحلية، حيث لجأ العديد من الأشخاص لساعات على الشاطئ هرباً من النيران التي وصلت إلى الأحياء، وأكد نائب مفوض خدمات الطوارئ في ولاية فكتوريا، كريس ستيفنسون، أنه تمت إغاثة العديد من الأشخاص، وسيجري إجلاء 500 آخرين خلال المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ الطويلة، وقال: "اليوم، سنبدأ بالتحرك لإجلاء السياح في مالاكوتا والسكان الذين لا يرغبون في البقاء هناك"، مضيفاً: "وبالأخذ بعين الاعتبار لعدد الأشخاص الموجودين هناك، سيحتاج الأمر لأيام، إن لم يكن أسابيع".
ومنذ بدء موسم الحرائق، أتت النيران على 1300 منزل و5,5 ملايين هكتار من الأراضي، وهي مساحة تفوق مساحة بلد مثل الدنمارك أو هولندا، وأدت الأزمة إلى مظاهرات لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لمكافحة الاحتباس الحراري الذي يقول علماء إنه السبب الأبرز خلف هذه الحرائق التي بلغت درجة عنف غير مسبوقة.
ويتعرض رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، الذي جدد دعمه لقطاع الفحم المربح والملوث في البلاد، للكثير من الانتقادات، وقال اليوم، في أول مؤتمر صحفي له منذ عودة اشتداد الحرائق، إن السلطات "تبذل أقصى جهودها" لتأمين المساعدة للسكان الأكثر حاجة إليها، داعيا السكان إلى "الثقة بكل من يعملون على مكافحة الحرائق"، مدافعاً في الوقت نفسه عن سياسته للتغير المناخي التي صنفها بـ"المعقولة".