2019 عام حرائق الغابات.. ناقوس خطر يحذر من مخاطر الاحتباس الحراري على الأرض

2019 عام حرائق الغابات.. ناقوس خطر يحذر من مخاطر الاحتباس الحراري على الأرض
- حرائق الغابات
- غابات الأمازون
- حرائق غابات لبنان
- جزر الكناري
- حرائق الأمازون
- غابات الكونغو
- رئة الأرض
- حرائق الغابات
- غابات الأمازون
- حرائق غابات لبنان
- جزر الكناري
- حرائق الأمازون
- غابات الكونغو
- رئة الأرض
لم يكن عام 2019 سهلًا على الغابات حول العالم، حيث نشبت عدة حرائق مهولة في العديد من الغابات الكبرى، فالغابات كانت منذ بداية فصل الصيف الماضي حتى بعد دخول فصل الخريف، تحت وطأة آثار التغير المناخي وما نتج عنه من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، مسببًا العديد من الحرائق، ما يعد بمثابة ناقوس خطر يشير إلى مخاطر الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.
غابات الأمازون.. حرائق استمرت 3 أسابيع وتسببت في انقطاع الكهرباء
في أغسطس الماضي، اندلعت حرائق غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، والتي استمرت نحو 3 أسابيع، اتسعت معها رقعة الحرائق بشكل كبير حتى أظهرت صور الأقمار الصناعية عددا من المدن البرازيلية، مغطاة بدخان أسود كثيف، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي في مدينة ساو باولو، على بعد أكثر من 2700 كيلو مترا، بسبب دخان حرائق الأمازون.
وفي الوقت الذي يشاع عن غابات الأمازون أنها "رئة الأرض"، حيث يعتبر البعض أنها تنتج نحو 20% من الأوكسجين الذي يحتاجه البشر للتنفس حول العالم، يرى بعض العلماء أن الأمر مبالغ فيه، حيث يرى كارلوس نوبري، عالم المناخ بجامعة ساو باولو، حسب ما نشرته جريدة "واشنطن بوست"، أن أفضل تشبيه لغابات الأمازون تصويرها على هيئة حوض أو بالوعة صرف، تصرف من خلالها ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري من الغلاف الجوي، ففي الوقت الحالي، تصل انبعاثات العالم من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي حوالي 40 مليار طن كل عام، فيما تمتص غابات الأمازون 2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، أي 5% من الانبعاثات السنوية، ما يجعل دورها حيويا في منع التغيرات المناخية.
واستنتج يادفيندر مالهي، عالم البيئة في معهد التغير البيئي بجامعة أكسفورد، استنادا إلى حساباته في دراسة أجريت عام 2010 تقدر أن الغابات المدارية مسؤولة عن حوالي 34% من عملية التمثيل الضوئي التي تحدث على الأرض، وأن الأمازون تساوي نصف حجمها، وتولد حوالي 16% من الأكسجين المنتج على الأرض، وتنخفض هذه النسبة إلى 9% عند مراعاة الأكسجين الناتج عن العوالق النباتية في المحيط، إلا أن الأشجار لا تنتج الأكسجين فقط، بل تستهلكه أيضا في عملية تُعرف باسم التنفس الخلوي، حيث يعتقد العلماء أن الأشجار تستنشق ما يزيد قليلاً عن نصف الأكسجين الذي تنتجه بهذه الطريقة، وربما يتم استخدام الباقي بواسطة الميكروبات التي لا تعد ولا تحصى التي تعيش في الأمازون.
كما أن عددا من العلماء يعتبرون الأمازون أيضا "قلب الأرض" النابض، وفق ما تقترحه نظريات علمية حديثة، مستندين إلى أن ملايين الأشجار في هذه المنطقة تعمل معا أشبه بـ"مضخة حيوية" ضخمة تولد دورة حركة مياه عبر ما تضخه في الهواء من بخار ماء، تتحرك في ما يشبه "الأنهار الطائرة" التي تؤثر في طبيعة المناخ في الكوكب، وكان أول من طرح نظرية المضخة، العالمان في معهد الفيزياء النووية في سانت بطرسبرج، اناستاسيا ماكاريفا وفيكتور جروشكوف في عام 2007، حسبما أفادت "بي بي سي".
وشهدت غابات الأمازون المطيرة في البرازيل رقماً قياسياً جديدًا بسبب الحرائق التي سجلها خلال هذا العام، حيث ذكر المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (Inpe)، أن بيانات الأقمار الصناعية الخاصة به أظهرت زيادة في الحرائق بنسبة 84% عن نفس الفترة من عام 2018، حيث جرى اكتشاف أكثر من 74 ألف حريق بين يناير وأغسطس، وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في عام 2013، ورغم السيطرة على الحرائق في بداية سبتمبر إلا أن الجميع فوجئ باندلاع ما يقرب من 2000 منها في منطقة الأمازون، بعد 48 ساعة من إعلان الحكومة البرازيلية السيطرة على الحرائق.
حرائق غابات الكونغو.. امتدت لعدد من الدول المجاورة وأشعلها المزارعون
وفي الوقت الذي كان العالم يكافح لإنهاء حرائق غابات الأمازون، اندلعت حرائق ضخمة في غابات الكونغو وسط أفريقيا، ثاني أكبر الغابات المطيرة في العالم بعد غابات الأمازون، وتمتد عبر عدة دول، حيث يوجد الثلث منها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والباقي في الجابون والكاميرون ووسط أفريقيا، وأرجع توسي مبانو مبانو، سفير ومفاوض في مسألة المناخ في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أسباب حدوث الحرائق في غابات حوض الكونغو، إلى التقنيات الزراعية التقليدية، فالعديد من المزارعين يلجأون إلى تقنية القطع والحرق لإزالة الغابات، بحسب "روسيا اليوم".
إنهاء حياة 2.3 مليون حيوان في حرائق غابات بوليفيا
ونشبت الحرائق في غابات بوليفيا منذ مايو ولكنها اشتدت في أغسطس الماضي لتفقد ما يقدر بأكثر من 10 ملايين فدان، كما قضت على حياة أكثر من 2.3 مليون حيوان مفقود في العديد من المناطق المحمية، بحسب ما ذكره البروفيسور ساندرا كيروجا من جامعة سانتا كروز، حيث كانت الحرائق هذا العام هي الأسوأ في بوليفيا منذ عقدين على الأقل، وتضاعف حجم الأراضي المحروقة في جميع أنحاء البلاد تقريبًا في أقل من ثلاثة أسابيع، خاصة مقاطعة سانتا كروز الشرقية، التي تعد أكثر المناطق تضررًا من مقاطعات بوليفيا التسعة.
غابات فرنسا وروسيا واليونان والكناري
شهدت الغابات في العديد من دول أوروبا سلسلة من الحرائق، الصيف الماضي، والتي بدأت في فرنسا خلال الموجة الحارة التي أصابت البلاد في يوليو، وتسببت في اشتعال حرائق الغابات بها، إذ اشتعلت النيران في نحو 480 كيلو من الغابات في مقاطعة غارد جنوب فرنسا، فيما جرى إجلاء 190 شخصا، بحسب "فرانس برس"، حيث التهمت الحرائق آلاف الأفدنة الزراعية، بعد أن شهدت البلاد أعلى درجة في تاريخها بـ45.9 مئوية.
وفي روسيا اندلعت حرائق هائلة في غابات سيبيريا مطلع أغسطس الماضي، أدت لالتهام نحو 30 ألف كيلو مترا من الغابات، واستخدمت السلطات الروسية في إطفائها طائرات من طراز "إيليوشن إيل-76" ومروحيات من طراز "مي-8"، والتي نفذت عشرات الطلعات وأسقطت آلاف الأطنان من الماء على الغابات التي اجتاحتها النيران، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء "تاس"، عن وزارة الدفاع الروسية.
وفي اليونان، دمرت حرائق الغابات مناطق واسعة بجزيرة "وابية"، وأخلت السلطات عدة قرى في أغسطس الماضي، قبل أن تمتد الحرائق للعاصمة أثينا وجزيرة زاكينثوس غرب البلاد، وطلبت الحكومة اليونانية مساعدة من الدول الأوروبية في إطفاء الحرائق، وفق ما ذكرته صحيفة "كاثمريني" اليونانية.
وفي إسبانيا، شهدت جزر الكناري التي تقع في إسبانيا، نشوب حرائق ببلدة "أرتنارا" استمرت عدة أسابيع، وصلت إلى أعلى مستوى من خطر اندلاع الحرائق في 5 جزر، وهي: "إيرو، بالما، جوميرا، وتينيريفه، جران، كاناريا"، ما أدى إلى إعلان السلطات بجزر الكناري الإنذار بالخطر، والذي نتج عنه تدمير المنطقة بالكامل وإجلاء أكثر من 10 آلاف شخص منها، وفق "روسيا اليوم".
حرائق كاليفورنيا تلتهم 10 آلاف فدان وتمتد إلى نحو 730 ألف بيت
اندلعت حرائق هائلة بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، مطلع أكتوبر الماضي، ما دفع بالسلطات إلى عمليات إخلاء واسعة، وإغلاق الطريق السريع لوادي سان فرناندو، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 730 ألف بيت، بحسب مسؤولي مكافحة الحرائق في الولاية الأمريكية، وهي الحرائق التي تكررت في نهاية الشهر والتهمت نحو 10 آلاف فدان.
105 حرائق في غابات لبنان خلال 2019
في منتصف أكتوبر، شهدت الغابات في لبنان عددًا هائلًا من الحرائق، أحصاها الدفاع المدني اللبناني بأكثر من 105 حرائق، حسب تصريحات الدفاع المدني اللبناني لـ"الوطن"، ما تسبب في تهديد للبيوت ومدرسة الكرمل سان جوزيف، واضطرت على إثرها وزارة الكهرباء اللبنانية لعزل المزيد من خطوط التوتر العالي في أكثر من منطقة لبنانية بخاصة في منطقة المشرف التي اندلعت منها الحرائق، تسهيلا لعملية الإطفاء وحفاظا على السلامة العامة.