"نفسي أعمل مشروع وأنجح".. آخر كلمات "هند" ضحية حادث بورسعيد

كتب: سهاد الخضري

"نفسي أعمل مشروع وأنجح".. آخر كلمات "هند" ضحية حادث بورسعيد

"نفسي أعمل مشروع وأنجح".. آخر كلمات "هند" ضحية حادث بورسعيد

تحول منزلها إلى سرادق عزاء كبير يستقبل المعزين الذين قطعوا كيلومترات لتقديم واجب العزاء في صديقتهم وجارتهم التي عُرفت بوجهها البشوش الذي لا يعرف سوى الابتسامة، فدائما ما كانت تطلق الضحكات بين أشقائها وأصحابها فبات كل من يراها يحبها، ودائما ما كانت تردد "نفسي أعمل مشروع يا ماما وأنجح، معلش هتحمل التعب والبهدلة وربنا هيجزيني خير إن شاء الله"، لم تكن تعلم أن حياتها ستنتهي بفعل سائق سيارة نقل فقد ضميره وتسبب في مصرع 23 شخصا لتهوره.

"بنتي راحت عند الخالق هو أحن عليها من أي حد"، بتلك الكلمات بدأت السيدة نبوية إدريس فضل، 63 عاما، ممرضة على المعاش، ووالدة هند علي، 20 عاما، شهيدة لقمة العيش في بورسعيد، حديثها لـ "الوطن" بعدما انتهت من أداء صلاتها داعية لفلذة كبدها بالرحمة والمغفرة، قائلة: "الفقيدة كانت تستذكر دروسها منزلي، فكانت في الصف الثالث الإعدادي، حيث سبق وتركت الدراسة لفترة ثم عادت إليها"، مضيفة: "كانت دائما تقول لي يا ماما الحوادث على الطريق يومية"، موضحة أنها كادت تفقد حياتها في حادث آخر قبل فترة وهي عائدة من العمل، وقولت لها حينها "يا بنتي سيبي الشغل بالمصنع.. أنا خايفة من الطريق دة"، فكانت ترد "هقعد أعمل أيه في البيت يا ماما، على الأقل أدبر مبلغ عشان افتح مشروعي الخاص وأقابل أصحابي، القعدة في البيت وحشة"، مستطردة "لكن قضاء الله شاء وفاتها في الموعد المحدد"، لافتة إلى أن نجلتها كانت ترغب في إقامة مشروع إكسسوارات أو افتتاح محل أكل، حيث كانت تستيقظ يوميا لتصلي صلاة الفجر وتتناول طعام الإفطار، وتخرج في السادسة صباحًا لتعود في الخامسة مساءً بعد يوم عمل شاق، مشيرة إلى أنّ محافظ دمياط لم تتحرك وتنتقل لموقع الحادث، وكأن أبنائنا ليس لهم قيمة.

ويلتقط "خالد"، شقيق الضحية طرف الحديث، قائلا إنّهم اشتكوا مرارا وتكرارا من طريق "دمياط - بورسعيد" الذي تحول لمقبرة للشباب، مطالبا بتعيين محافظ من أبناء المحافظة يكون مدركا بمشكلات دمياط "كنت هموت قبل كدة بسبب الطريق دة، ولا يوجد رقابة على التريلات التي تخرج من الميناء محملة أضعاف مضاعفة من الأوزان المطلوبة ما يتسبب في هلاك الطرق وتكرار الحوادث يوميا على ذات الطريق الذي يعد طريق دولي، وتسائل "خالد" عن سبب غياب محافظ دمياط بعد وقوع الحادث "مشفنهاش في الشارع خالص".

واستطرد قائلا "نصف بنات وسيدات دمياط خرجن للعمل بمصانع بورسعيد نظرا للأزمات الاقتصادية التي شهدتها المحافظة بسبب الكساد في صناعة الأثاث فلا صحة لما ردده البعض حول أن دمياط بلا بطالة فهذا غير صحيح على الإطلاق"، مطالبا بمعاقبة المسؤولين عن هذا الحادث المفجع بأقصى عقوبة، مشيرا إلى تهشم رأس شقيقته حتى خرجت الأشلاء للخارج فعينها خرجت ويدها قطعت.

وتعد قرية شطا بمحافظة دمياط، مسقط رأس الفقيدة، صاحبة أكبر عدد من الضحايا، حيث تعمل نسائها في مصانع بورسعيد.


مواضيع متعلقة