شهيد الشهامة وانتحار طالبة الصيدلة.. عام القضايا المثيرة للجدل

شهيد الشهامة وانتحار طالبة الصيدلة.. عام القضايا المثيرة للجدل
- محمود البنا
- راجح
- الطفلة اماني
- الطفلة جني
- الطالبة شهد
- قضيية القطار
- الحوادث
- الحوادث اليوم
- اخبار الحوادث
- محمود البنا
- راجح
- الطفلة اماني
- الطفلة جني
- الطالبة شهد
- قضيية القطار
- الحوادث
- الحوادث اليوم
- اخبار الحوادث
شهد عام 2019 عددا من القضايا الجنائية التي حظيت باهتمام الرأي العام خاصة مع تداول أخبار ومفاجآت طوال مراحل التحقيق فيها حتى ظهر التصور النهائي لها مع انتهاء تحقيقات النيابة العامة فيها.
ولم تخل أغلب تلك القضايا من تداول معلومات مغلوطة حولها خاصة مع الساعات الأولى لوقوعها حتى توصلت فرق التحقيق بالجهات المختلفة من الوقوف على المعلومات الحقيقية بشأنها وتقديم المتهمين فيها للمحاكمات الجنائية وفقا لقائمة تتعلق بالحقائق والمعلومات النسوبة لهم.
مقتل الطالب محمود البنا "شهيد الشهامة"
قضية مقتل الطالب محمود البنا المعروف بشهيد الشهامة في محافظة المنوفية، كانت واحدة من أبرز تلك القضايا التي شغلت الرأي العام ووسائل الإعلام طوال عدة أسابيع خاصة فيما يتعلق بالمتهم الرئيسي في القضية الطالب محمد راجح طالب الثانوية العامة وطريقة وقوع الجريمة وقتل المجني عليه بطريقة بشعة في الشارع أمام المارة.
أوراق القضية وقرار الاتهام فيها بين الطريقة البشعة التي ارتكبت بها الجريمة ومع إحالة القضية إلى محكمة جنايات الطفل دارت أسئلة وشائعات كثيرة حول سبب إحالة المتهم "راجح" وباقي المتهمين لمحكمة الطفل وتطرقت الشائعات إلى وجود تدخلات في القضية وتلاعب في أوراق المتهمين حتى يحاكموا أمام محكمة جنايات الطفل لكن تحقيقات النيابة العامة وتحقيقات وإجراءات المحكمة التي نظرت القضية حسمت الأمر مؤكدة أن المتهمين وقت وقوع الجريمة لم يكونوا بلغوا سن الثامنة عشرة وبذلك أوجب القانون محاكمتهم أمام محكمة الطفل بقوة قانون الطفل الذي حدد سن الثامنة عشرة كحد أدنى للمحاكمة أمام محاكم الجنايات العادية وصدور حكم عليهم وفقا لقانون العقوبات وليس قانون الطفل.
تفاصيل القضية وكيفية ووقوعها
أوردت النيابة العامة في تحقيقاتها التي أوضحت قيام المتهم محمد راجح بالإمساك بالمجني عليه من ثيابه، مشهرًا في وجهه مطواة وعبوة بها مادة حارقة للعين مصنعة للدفاع عن النفس، وأمسك أحد المتهمين الآخرين بعبوة مماثلة، حيث أن المجني عليه حاول الفرار، ولكن المتهم الثاني "مصطفى الميهي" اعترضه بمطواة، وهاجمه المتهم الأول "محمد راجح" وطعنه بالمطواة كما أكد الشهود على تبييت النية لدى والمتهمين الأربعة لزهق روح المجني عليه، وذلك لتربصهم به والتردد على أماكن تواجده وعقد النية المسبقة على ذلك وأعدوا العدة لذلك، حيث جهزوا مطوتين وعبوتين مادة حارقة للعين، وترددوا على أماكن تواجده، وكذلك جهزوا وسيلة هرب بعد ارتكابهم الجريمة كما أن الجريمة بدأت باستياء المجني عليه من تصرفات المتهم تجاه إحدى الفتيات، فكتب منشورا عبر حسابه الشخصي على "إنستجرام" أثارت غضب المتهم فأرسل الأخير للمجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل تهديد ووعيد ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله.
الطفلتين "جنى وأماني"
قبل شهر عدة أيام من قضية "شهيد الشهامة" كانت هناك قضية أخرى شغلت الرأي العام وأثارت عديدا من ردود الأفعال وهي القضية المتعلقة بالطفلتين "جنى وأماني" التي اعتدت عليهما جدتهما وأحرقت جسدهما ومناطق حساسة بهما والتي أجرت النيابة العامة بمحافظة الدقهلية فيها تحقيقات موسعة انتهت إلى إحالة الجدة المتهمة للمحاكمة الجنائية نتيجة أفعالها بحق حفيدتيها.
وفي هذه القضية أيضا تداولت شائعات وأخبار كثيرة حول تعرض الطفلتين لاعتداءات جنسية حتى أعلنت النيابة العامة تفاصيل الواقعة وما حدث فيها مؤكدة عدم وقوع اعتداء جنسي على الطفلتين ومشيرة إلى أن جدة الطفلة جنى قامت بتعذيبها ما أدى لوفاتها.
وذكرت التحقيقات انفصال والدي الطفلة وشقيقتها أماني وأن جدتهما هي من تتولى حضانتهما لفقدان والدتهما الإبصار كما أن الجدة المتهمة اعتادت على التعدي على الطفلتين بالضرب والحرق وأكدت تقارير الطب الشرعي إصابة الطفلة جنى بحروق من الدرجات الثلاثة بالظهر ومناطق عفتها وكدمات نتيجة تقييدها بقوة وأن تلك الإصابات جرت على فترات زمنية متباعدة ما يؤكد الاعتياد والتكرار بقصد التعذيب وأن وفاتها تعزى لتلك الإصابات ومضاعفاتها.
كما ثبت للأطباء الشرعيين إصابة شقيقتها بحروق نارية من الدرجتين الأولى والثانية بمواضع عفتها وكدمات بأنحاء مختلفة من جسدها نتيجة ضربها بمواد صلبة واعترفت الجدة بضربهما وحرقهما باستخدام أدوات صلبة بزعم تربيتهما.
وأمرت النيابة بإيداع الطفلة أماني بدار رعاية اجتماعية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوفير بيئة ملائمة لها من النواحي الصحية والنفسية في حين أكدت تقارير الطب الشرعي خلو جسد الطفلتين من أي اعتداءات جنسية.
ضحية تذكرة القطار
في شهر أكتوبر أيضا كانت قضية كمسري قطار طنطا الذي تسبب في قفز اثنين من الباعة الجائلين من القطار أثناء سيره مما أدى لوفاة أحدهما وإصابة الثاني نتيجة قفزهما من القطار، وقد ثار جدل كبير حول هذه القضية حتى أعلنت النيابة العامة عن ما حدث في القطار وأدى لوقوع الجريمة وجرى إحالة رئيس القطار المتهم للمحاكمة الجنائية حيث تبين أن استقلال المجني عليهما محمد عيد عبدالحميد عطية، وأحمد سمير أحمد علي ليلة 28 أكتوبر للعربة رقم 4 من القطار رقم 934 حال توقفه بمحطة طنطا مسافرين إلى محافظة القاهرة دون تذكرة أو تصريح.
واستوقفهما الكمسري بعد منتصف تلك الليلة، ولعلمه بعدم امتلاكهما ما يكفي لدفع ثمن التذكرة والغرامة، حيث فتح باب القطار وخيرهما بين الدفع أو تقديم بطاقتي تحقيق شخصيتيهما لتحرير محضر بالواقعة أو النزول من القطار، وذلك حال مرور القطار بمحطة دفرة القديمة بسرعة اختلف الشهود على تحديدها، فقفز المجني عليه أحمد سمير وأصيب بسحجات وكدمات بمواضع متفرقة من جسده، ولحقه من توفاه الله محمد عيد، حيث أمسك بمقبض باب القطار ثم اختفى تحته، فقام ركاب بالقطار بإبلاغ النجدة.
رئيس القطار أنكر في التحقيقات ما نسب له من اتهامات، وأدعى أن القطار توقف ثم بدأ في السير قبل قفز المجني عليهما بسرعة منخفضة وأنه حاول منعهما من ذلك.
وقامت النيابة في هذه القضية بالانتقال إلى مسرح الواقعة وتبين أنها وقعت بمحطة مهجورة معتمة هي "محطة دفرة القديمة"، وناظرت جثمان المتوفي وتبين انفصال رأسه عن جسده، وسألت المصاب أحمد سمير، ومختصين وعاملين بهيئة السكك الحديدية، وتوصلت إلى عدد من شهود الواقعة ممن تقدموا للإدلاء بشهادتهم، وممن نشروا على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ما يفيد مشاهدتهم الواقعة، فسألت عددًا منهم بنيابة مركز طنطا وندبت أعضاء بنيابة الأقصر لسؤال عددا من الشهود المتواجدين بالمدينة.
والانتقال إلى مطار الأقصر الدولي لسماع شهادة 3 آخرين قبل مغادرتهم البلاد، وتواترت شهاداتهم جميعًا على تخيير المتهم للمجني عليهما بين الدفع أو تحرير محضر أو النزول من القطار فقفزا بالمحطة المهجورة واختلفت تقديراتهم لسرعة سيره حال مروره بها، وندبت النيابة العامة أطباء مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية للمتوفي، وتوقيع الكشف الطبي الشرعي على المصاب.
كما ندبت خبراء مختصين لفحص جهاز التحكم الآلي بالقطار للوقوف على سرعته تحديدًا وقت الواقعة، تحقيقًا لدفاع المتهم ووصولًا إلى الحقيقة.
وبمناسبة هذه القضية وجهت النيابة العامة رسالة للقائمين على الوزارات الخدمية والمرافق العامة دعتهم فيها إلى توعية موظفيها والعاملين بها وترسيخ إيمانهم بمقاصد الوظيفة العامة، وغايتها تحقيق المصلحة العامة، وأن أولى أولويات تلك المصلحة هي الحفاظ على حياة الإنسان وصون كرامته.
انتحار طالبة الصيدلة "شهد" بسبب الوَسوَاس القهري
وقبل عدة أسابيع من انتهاء العام وقعت واحدة من أقسى الجرائم التي توفت فيها الشابة "شهد" طالبة كلية الصيدلة بالإسماعيلية، والتي ألقت بنفسها في النيل بمحافظة الجيزة منتحرة نتيجة إصابتها بمرض نفسي وفقا لما أشارت له تحقيقات النيابة العامة في القضية نظرا للاهتمام الكبير بالواقعة والبحث عن الفتاة عدة أيام قبل العثور على جثمانها طافيا فوق مياه النيل بعد إلقاء نفسها فيه.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن معاناة الطالبة شهد أحمد، من أزمة نفسية خلال أوقات متقطعة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، وبعد التحاقها بكلية الصيدلة بجامعة قناة السويس انتقلت من محل إقامتها بمدينة العريش، للإقامة مؤقتاً بوحدة سكنية استأجرها والدها بمدينة الإسماعيلية.
وأقامت شهد مع صديقة لها بالشقة، وذلك لتكون قريبة من جامعتها، ومنذ شهر سابق على وفاتها عادت إليها ذات الأزمة النفسية والتي سببت لها أرقاً منعها من النوم أكثر من ساعتين يومياً، ولاستمرار معاناتها اتصلت بوالدتها قبل وفاتها بأسبوع واحد وطلبت منها الحضور إليها، فانتقلت والدتها للإقامة معها، ثم عرضتها على أحد الأطباء النفسيين بمدينة الإسماعيلية يوم الخامس من نوفمبر، وخلال كشفه عليها أخبرته بأن أفكاراً سيئة تراودها وأن من تلك الأفكار أنها ستموت، وانتهى إلى معاناتها من الوَسوَاس القهري.
وفي صباح اليوم التالي أنهت شهد يومها في الجامعة ثم طلبت من صديقاتها نقوداً وادَّعت أنها متعبة وترغب بمغادرة الجامعة والعودة إلى مسكنها وقرابة الساعة الثانية عشرة ظهراً غادرت الجامعة بالفعل واختفت عن الأنظار لساعات، قبل أن تظهر مرة أخرى قبيل الساعة الرابعة عصراً بمنطقة طناش بالوراق، حيث ظهرت مترددة حائرة تسلك طريقاً وتعود أدراجها فيه، حتى انتهى بها الأمر إلى الجلوس على صخرة على كورنيش النيل بشارع محمد عباس بالمنطقة ذاتها، ثم استأذنت في الجلوس إلى جوار سيدة وفتاة على أحد المقاعد الخشبية على الكورنيش، وسألت شهد حينها عما إذا كان هناك مكان آخرٌ مفتوحٌ يؤدي إلى مياه النيل مباشرة بخلاف مكان جلوسهن، فأرشدتها السيدة إلى موضع آخر ثم غادرت المكان قرابة الساعة الخامسة مساء لتترك شهد بمفردها في ذلك المكان.
وذكرت النيابة أنه بينما كان والد شهد في تلك الأثناء يبحث عنها بالأماكن التي تتردد عليها بمحافظة الإسماعيلية قبل أن يبلغ عن واقعة غيابها في صباح اليوم التالي، ووجد خيطاً للحقيقة فيما نُشر على صفحة جامعة قناة السويس على موقع "فيس بوك" من العثور على حقيبة يد شهد ومتعلقاتها والتي لم يكن من بينها هاتفها المحمول، فانتقل والدها إلى مكان العثور على الحقيبة وعلم من متواجدين بالمكان بمشاهدة جثمان فتاة طافياً على مياه النيل، وأنه نُقل إلى المشرحة.
فانتقل والها إليها وتيقن أنه جثمان كريمته شهد وأنها فارقت الحياة، وتبين أن الوفاة ترجع إلى الغرق وأن الفتاة بكرٌ وخلا جسدها من أي علامات لحدوث عنف جنائي أو مقاومة.
وبسبب هذا الحادث وجهت النيابة رسالة لأولياء الأمور دعتهم فيها أن يمنحوا بناتهم قسطاً من أوقاتهم، وينصتوا إليهن، ويشاركوهن آلامَهن وآمالَهن، وإن وجدوا بهم مرضاً يعالجوهن، فإن المرض النفسي داءٌ كأي داء، لا خجل فيه ولا حياء، والاعتراف به أول أسباب الشفاء كما ناشدت النيابة المجتمع بأن يضع الأمر في نصابه، وأن ينظر إلى المرض النفسي كما ينظر إلى سائر الأمراض، وأن يقي أصحابه شرور النظرات، وأن يرحمهم من الهمز واللمز؛ وألا تغلقوا أمامهم أبواب العلاج.