مركز أبحاث أوروبى: تركيا تسعى لتجنيد طوارق ليبيا كوكلاء حرب فى أفريقيا

كتب: (أ.ش.أ)

مركز أبحاث أوروبى: تركيا تسعى لتجنيد طوارق ليبيا كوكلاء حرب فى أفريقيا

مركز أبحاث أوروبى: تركيا تسعى لتجنيد طوارق ليبيا كوكلاء حرب فى أفريقيا

كشف مركز أبحاث "نورديك نتورك ريسيرش"، الأوروبي المتخصص فى مكافحة التطرف، عن مساع تركية نشطة لاستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق فى ليبيا، لاستخدامهم كوكلاء حرب في القارة السمراء.

وأشار تقرير للمركز "مقره ستوكهولم"، إلى أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، يهدف من وراء ذلك إلى خلق "وكلاء حرب" عن تركيا لدعم وتحقيق المصالح التركية في السيطرة على ليبيا وإقليم الساحل والصحراء فى أفريقيا من خلال العمل المسلح ونشر التطرف.

أردوغان أسند ملف تجنيد قبائل الطوارق إلى "أمر الله إيشلر"

وأشار التقرير، إلى أن "أردوغان"، أسند ملف تجنيد قبائل الطوارق، إلى أحد أفراد نظامه ممن يدينون بالولاء التام له، وهو "أمر الله إيشلر"، والذى كان مكلفا بإدارة الملف الليبى فى حكومة أردوغان، ونائب أردوغان أثناء توليه رئاسة وزراء تركيا، قد اجرى عدة زيارات إلى ليبيا خلال العام الجارى كمبعوث شخصى لأردوغان التقى خلالها بقيادات حركات إرهابية "متأسلمة " تنتمى لتنظيم "داعش" الإرهابي ممن حطت رحالهم فى صحراء ليبيا بحماية من قبائل الطوارق بعد فرارها منهزمين فى سوريا والعراق.

ويشغل "إيشلر"، حاليا منصب رئيس لجنة التعليم والشباب والرياضة فى البرلمان التركى، وهو المنصب الذى يوظفه فى تحقيق تقارب مع قيادات الطوارق التى بدأ نظام أردوغان فى استقبالها منذ أبريل الماضي.

وأشار التقرير إلى أن "إيشلر" الذى يتولى هذا الملف، قد صدرت عنه تصريحات أثارت جدلا خلال مرافقته لوفود قبائل الطوارق خلال تواجدها فى تركيا قال فيها إن "داعش تتمتع بإنسانية أكبر فى التعامل مع خصومها وأسراها فهى تذبحهم لكنها لا تعذبهم".

الرئيس التركي يسعى لاستخدام الطوارق كورقة للضغط والمساومة

وأشار التقرير الأوروبى، إلى أن نظام العقيد القذافى في ليبيا، كان يستخدم الطوارق كورقة مهمة فى تحقيق طموحاته الزعامية فى أفريقيا خلال سنوات حكمه الأخيرة، فيما يسعى "أردوغان" إلى استخدام "الطوارق" كورقة للضغط والمساومة أو ربما "الابتزاز" لدول منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وكذراع للتدخل فى الشأن الداخلى ليس فى ليبيا وحدها بل فى النيجر وتشاد ومالى والجزائر، وهو ما يمكن نظام أردوغان من مساومة الغرب وحلفائه فى حلف شمال الاطلسي "الناتو"، والقوى المكافحة للإرهاب والتطرف، حيث تسيطر قبائل الطوارق على مناطق شاسعة فى ليبيا وحزام الصحراء الكبرى الأفريقي وتستخدمها فى عمليات تهريب البشر والمخدرات وإيواء الإرهابيين.

مساعى أردوغان لاستمالة وتجنيد طوارق شمال أفريقيا بدأت مبكرة

وذكر التقرير، أن مساعى "أردوغان" لاستمالة وتجنيد طوارق شمال أفريقيا، بدأت مبكرة، ففى العام الماضى فتحت أنقرة قنوات اتصال مع عملائها فى ليبيا للتواصل مع قيادات معروف عنها تطرفها من قبائل الطوارق، وفى أبريل 2019 نجحت أنقرة فى جر عدد من تلك القيادات الطوارقية المتطرفة الى أراضيها.

ورصد التقرير الأوروبى، قيام قيادات الطوارق التى توافدت تباعا على أنقرة بإجراء مقابلات منسقة ومتتابعة مع مسؤولين فى نظام أردوغان من أبرزهم إبراهيم قالين الذى يشغل منصب المتحدث الرسمى بلسان أردوغان، والمعروف عنه توجهاته المتشددة ويتردد أنه فى حقيقة الأمر الرجل الثانى فى جهاز الاستخبارات التركى.

وذكر التقرير، أنه يتولى ملف التنسيق مع الحركات المسلحة "المتأسلمة " فى كافة أنحاء العالم ويسدى النصح والتوجيه، كما كان ضابط الاتصال الرئيسى بين نظام أردوغان والمحامى روبرت امستردام، الذى أوكلت إليه الحكومة التركية مهمة الملاحقة القانونية لرجل الدين التركى المعارض فتح الله كولن، وملاحقة شبكة المدارس التابعة له فى أفريقيا من خلال عمليات سرية كان إبراهيم قالين، يشرف عليها بنفسه.

وكشف التقرير، أنه رغم التكتم الشديد الذى تتم به العمليات التى يشرف عليها كل من أمر الله إيشلر، وابراهيم قالين، فإن النظام التركى يستخدام كذلك مؤسسة للإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات، كواجهة للتستر على الأهداف الحقيقية لتلك العملية (İnsan Hak ve Hürriyetleri ve İnsani Yardım Vakfı or IHH in Turkish)

التقرير يحذر من خطورة التساهل مع تلك التحركات التركية

وأكد تقرير مركز أبحاث "نورديك نتورك ريسيرش"، أن تلك المنظمة المعروفة اختصارا بالرمز "اى اتش اتش"، ما هى إلا أحد أذرع الاستخبارات التركية للتواصل وتمرير الأموال إلى قيادات الطوارق تحت غطاء الإغاثة الإنسانية، مشيرا إلى تورط تلك المنظمة فى عمليات تمويل مشبوهة وتهريب أسلحة وعتاد إلى العناصر التكفيرية فى سوريا، وأن اسمها قد ورد فى عدد من من وثائق وتقارير مجلس الأمن الدولى الخاصة بسوريا فى أكثر من مناسبة، فضلا عن ذلك، تمتلك لتلك المنظمة الإغاثية التركية "الاستخباراتية"، ملف نشاط حافلا فى توريد المؤن واحتياجات الإعاشة إلى المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة خلال عامى 2012 و2013، نيابة عن الاستخبارات التركية، وهو ما كشفه تقرير لمجلس الأمن الدولى صدر فى يناير 2014، "مجموعة العمل الأممية الخاصة بسوريا"، وكذلك كشفته مراسلات عبر البريد الالكترونى صادرة عن بيرات البيرق زوج ابنه اردوغان عن قيام تلك المنظمة بعملية نقل بحرى للأسلحة إلى فصائل ليبية منذ العام 2011.

ولم يستبعد التقرير قيام الطوارق وغيرهم من المنظمات المتطرفة التى تدعمها تركيا باستهداف الرعايا الغربيين فى منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، واستطرد التقرير: "فى الساعة الحادية عشر من يوم الأإول من أبريل 2019، استقبلت قاعة كبار الزائرين فى مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول، وفد كبار قيادات الطوارق الليبيين وكان فى استقبالهم القيادى التركى أحمد شاركوت، ممثلا عن مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية "اى اتش اتش" التابعة لاستخبارات أردوغان، وقد ضم وفد قبائل الطوارق كلا من مولاى اقديدى اما قويندى، رئيس المجلس الأعلى للطوارق فى ليبيا، والذى سبقت له المشاركة فى جهود المصالحة القبلية التى رعتها منظمة غير حكومية إيطالية تدعى "Ara Pacis Initiative"، واستضافتها روما، أحمد ماتكو نينو مصطفى -شيخ قبائل الطوارق، أبو البكر الفقيه انجزديم ابقاده- رئيس المجمع الثقافى لقبائل الطوارق.

وتابع التقرير: "فى اليوم الأول لزيارتهم قاموا بزيارة مقر مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (اى اتش اتش)، حيث تم التباحث حول مجمل الأوضاع على الساحة الليبية ، كما كان برفقة وفد قيادات الطوارق، المؤرخ التركى ذو الأصول الطوارقية، "فينيات الكونى"، الذى ألقى فى السادس من أبريل 2019، محاضرة حول دور الطوارق فى نشر الإسلام فى أفريقيا، وهى المحاضرة التى أشرف على التحضير لها كلية الدراسات الدينية بجامعة اسطنبول التركية ومؤسسة (اى اتش اتش) الإغاثية الاستخباراتية، واستفاض فيها المحاضر فينيات الكونى، ما اعتبره "دور فرنسا فى زرع الشقاق بين شعب الطوارق ما أدى الى تشتته فى عدد من الدول الأفريقية وكيف أثرت مصالح فرنسا النووية على حياة الطوارق منذ ستينيات القرن الماضى ونشرت الأمراض بينهم، ودمرت بيئتهم وأفسدت مياههم الجوفية"، على حد قوله.


مواضيع متعلقة