صورة برزت في 2019.. أين وصلت الأم الباكية وطفلها على رصيف معهد الأورام؟

صورة برزت في 2019.. أين وصلت الأم الباكية وطفلها على رصيف معهد الأورام؟
- معهد الأورام
- حصاد 2019
- الأم الباكية في معهد الأورام
- معهد الأورام
- حصاد 2019
- الأم الباكية في معهد الأورام
جالسة على أحد الأرصفة ترتجف رعبا محتضنة صغيرها بشدة، وكأنّها تحتمي به من وحدتها وقلة حيلتها، فلا صديق معها ولا قريب، جاءت تحمله على كتفيها لتلقي جرعات الكيماوي المحددة له من طبيبه المعالج، ملامحها تعكس رحلة صعبة قطعتها بصحبة صغيرها الذي تمكن المرض الخبيث من جسده، عيناها يمتلأن بالحزن وكأنها تتسائل "بأي ذنب فُزعت أنا وصغيري؟".
صورة التقطها المصور جونسان رشاد (Jonathan Rashad) في حادث انفجار معهد الأورام الذي وقع في الساعات الأخيرة من يوم الـ4 من أغسطس عام 2019، تداولتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، للسيدة "فايزة"، أم لطفل صغير كان من بين المتضررين من حادث المعهد القومي للأورام، ونالت قدرا كبيرا من التعاطف والدعوات تضامنا معها، لما عكسته ملامح وجهها من حزن ومعاناة وخوف من هول الصدمة ومن مجهول ينتظرها وصغيرها "عبدالرحمن".
4 أشهر مرت على الحادث، وعلى الصورة التي نالت شهرة واسعة خلال عام 2019، لم يتغير خلالها حال أصحابها كثيرًا، فحسب رواية الأم فايزة في حديثها لـ"الوطن" لا يزال طفلها البالغ من العمر 3 سنوات يتلقى جرعات الكيماوي في معهد الأورام بمعدل مرة كل أسبوعين.
27 نوفمبر.. عبد الرحمن يخضع لعملية جراحية بالمخ
عملية جراحية أخرى خضع لها الصغير عبد الرحمن لإزالة الورم الخبيث من المخ، في الـ27 من نوفمبر الماضي، في إطار رحلة علاجه للشفاء من السرطان، ذلك هو التغيير الوحيد الذي طرأ على حياته خلال الفترة الماضية، حسب وصف الأم الثلاثينية.
يتناوب كلا من الأم والجد على اصطحاب الصغير عبد الرحمن إلى جلسات الكيماوي، وحسب تعبير الأم فايزة، "لم يحدد الأطباء حتى الآن موعد توقف الجلسات".
في الطابق الخامس وتحديدا في الغرفة رقم 5 بالمعهد القومي للأورام، كانت فايزة (32 عاما) تجلس بجوار طفلها "عبدالرحمن" (3 أعوام) وقت وقوع الحادث، تنتظر بقلق شديد مرور جلسة الكيماوي التي يخضع لها للعلاج من سرطان المخ، وفي لحظات انقلبت الدنيا رأسا على عقب، وإذا بنافذة الغرفة تتناثر على الأرض قطعا صغيرة من شدة الانفجار، لم تستوعب الأم ما يحدث حسب وصفها، لم تشعر بنفسها إلا بعد أن جاء إليها العاملين في المكان لمساعدتها وطفلها على الخروج من المعهد.
وبعد ثلاثة أيام مرت على الحادث، ظهرت الأم مبتسمة في صور جديدة نشرتها الصفحة الرسمية للمعهد القومي للأورام على موقع "فيس بوك"، برفقة اثنين من الأطباء في المعهد، لطمأنة الجميع عليها وعلى حالة طفلها، نالت أيضا قدرا واسعا من الاهتمام وتوالت عليها التعليقات والدعوات لها ولصغيرها "عبد الرحمن".
ذهبت الأم لمتابعة حالة ابنها عبد الرحمن في العيادة الخارجية للمعهد والقريبة من مقر المعهد الشاهد على الحادثة وأجرت له التحاليل المطلوبة من الطبيب، وحسب روايتها، التقت هناك باثنين من الطبيبات المتابعات لحالة طفلها وعبروا لها عن فرحتهم برؤيتها سليمة وبخير بعد الصورة التي انتشرت لها ليلة الحادث.