عمال مشروع تطوير مصر الجديدة: هيخدم مصر كلها وهتشوفوا الفرق بعد ما نخلص شغل

عمال مشروع تطوير مصر الجديدة: هيخدم مصر كلها وهتشوفوا الفرق بعد ما نخلص شغل
- مصر الجديدة
- تطوير مصر الجديدة
- كباري مصر الجديدة
- تطوير الكباري
- زراعة الكباري
- مصر الجديدة
- تطوير مصر الجديدة
- كباري مصر الجديدة
- تطوير الكباري
- زراعة الكباري
صراع يومى يدور بين الجسد والعقل، فالعقل يريد من الجسم أن يقاوم برودة الطقس وينهض لمباشرة مهام عمله، والجسد المنهك يريد الراحة، لكن برودة الأجواء تقيد حركته، ونوافذ شقته المثقوبة التى يستأجرها فى منطقة التبة بمدينة نصر، تحمل إليه صقيعاً يجبر عقله على التغلب على جسده يومياً حتى يتمكن من إنجاز مهام عمله اليومى وكأنها جهاز إنذار طبيعى مصمم خصيصاً له كى يمكنه من مكافحة النعاس والاستيقاظ للعمل حتى يتحصل على أجر يمنحه وذويه قبله الحياة والقدرة على تملك الأشياء، هذا هو حال أحمد خليل، ٤٨ سنة، أحد عمال الخرسانات فى الموقع، الذى يرى أن عمله لا يقل أهمية عن مهام الجندى فى المعركة، فهو الذى يعمر المناطق الداخلية والأخير يحمى الحدود الخارجية.
"خليل": أحواض النباتات هتعمل شكل جمالى
بملابس بالية رسمت بقايا الرمال والأسمنت والخرسانة لوحة سيريالية، وحذاء اختفت ملامحه من «المونة» وقف «خليل» بجوار زملائه يضع الأحجار إلى جوار بعضها، حتى يتمكن من إتمام بناء جزيرة فى وسط الممر، الذى يشق شارع المحكمة نصفين، تمهيداً لوضع النباتات الخضراء به، مهمة «خليل» اليوم، تقتصر على وضع دواخل الأحجار، وهى «الأحجار التى توجد فى منتصف أحواض الاستزراع»، ودك الرمال جيداً تمهيداً لرمى الخرسانة بعيداً عن الأحواض، لأنها ستصبح بعد ذلك أماكن للمشاة.
«العمل اليوم شاق ويتعين علىّ وزملائى المرور على جميع الأحواض التى تم تركيبها والتأكد من سلامة مواسير الكهرباء بها والعمل على تثبيت «البردورات» فى موضعها حتى تأتى السيارات المحملة بالرمال والحصى وتضع حمولتها داخل الجزيرة بعيداً عن الأحواض التى سيتم ملؤها بعد ذلك برمال ممزوجة بالطمى حتى تناسب النباتات التى سيتم زراعتها»، هكذا وصف خليل مهام العمل الذى يقوم به، مضيفاً أن الأحواض مقسمة بأبعاد متساوية بطول الممشى الطولى: «شغلى فى الأساس بناء الأحواض اللى هيتزرع فيها نباتات، وعمل مواسير جوه الأحواض، تحديداً ماسورتين أول واحدة بتكون متصلة، ودى بيكون فيها أسلاك الكهرباء، علشان أعمدة الإنارة، والتانية متقطعة وبنسميها معدية، لأنها بتوصل من نهاية الحوض لبداية الحوض التانى، علشان الميه، لأنها بيتركب جواها ماسورة ميه تغذى كل الأحواض».
"عيسى": شيلنا الترام وعملنا مكانه جزيرة
ويرى «خليل» أن عمله يعد مشاركة فى عمل قومى، وسيظل يفتخر بمشاركته فى هذا المشروع الذى يخدم مصر بأكملها، وبينما وقف يباشر العمل، كان محمد عيسى، ٣٨ سنة، عامل بناء، جالساً ممسكاً بيده «مسطرين» بناء لسد «الحبسات»، وهى الأماكن والثقوب الداخلية فى الأحواض بـ«المونة»، وقال عيسى إنه يعمل فى مهنة البناء منذ أن كان فى الخامسة عشرة من عمره، لكن أعمال بناء الأحواض تختلف قليلاً عن أعمال البناء العادية، لأن الأحواض تتطلب دراية كاملة ببعض قواعد الزراعة كتوصيل المياه، وتابع: «جينا المكان ده وكان فيه خط ترام، وكان المطلوب مننا نشيل الخط ونعمل مكانه جزيرة فيها ممر مشاة وأحواض نباتات، شيلنا القضبان وبدأنا نقطع الشارع ونحط سن زلط ورمل لحد ما قوينا المكان، وبعد كده عملنا للشارع عملية دك، علشان نثبت الرمل والزلط وميبقاش فيه فراغات بينهم تعمل كسر بعد كده فى الجزيرة، وآخر مرحلة شيلنا الزيادات بالمقشطة، ورمينا الخرسانات».
وتدخل أسامة فتحى، ٢٩ سنة، عامل من بنى سويف، فى الحديث قائلاً: «الجزيرة عرضها ٤ متر بس، ولما تسلمنا الأرض كان الترام واخد ١٢ متر من الشارع، وبكده وفرنا لكل اتجاه من الشارع ٤ متر إضافية، واتساع الشارع من روكسى حتى عبدالحميد بدوى سيساهم فى حل أزمة المرور».