بريد الوطن.. أيها العام الجديد ترفَّق بنا

بريد الوطن.. أيها العام الجديد ترفَّق بنا
على باب الزمان يوشك عام 2019 أن يغادر مودعاً ومحملاً بذكريات العالم حلوها ومرها، عدلها وظلمها، أمانى بشر تحققت، وأخرى لم تر النور، بلاد كانت آمنة ومطمئنة فعصفت بأمنها مخالب الشيطان، وخريطة أوطان أصبحت كرغيف الخبز، يتقاسمه اللئام، وضعيف الأمة ازداد ضعفاً وقهراً وظلماً، وبشر ألعن من الشيطان فى حيله ومكره، ليس لهم من وطنهم إلا جنسية فى جواز سفر، فسلّموا شرفهم لمن يدفع. لا نحملك أيها العام ذنوبنا لأنها صنيعة أيدينا، ليس لك فيها ذنب، فليس لك إلا سجلك الذى أغلقته وحملته بين يديك لتعرضه على ربك فى يوم العدل، فليس أنت من أحرقت بلادنا، ولست أنت من شرد أطفالنا، ولست أنت من قويت شوكة أعدائنا وجعلتنا غثاء سيل أمامه، بل نحن من تركنا بلادنا لقمة سائغة فى فمه، ولم يكفنا أن نشاهد الخراب ورائحة الموت، بل كنا خير مساعد له فى شره، واليد التى أشعلت بلادها! هل اكتفينا من ترك الشيطان يعبث فى أوطاننا؟ هل تعلمنا الدرس جيداً أم ما زال هناك من يرى غير ذلك؟ أما أنت أيها العام الجديد ترفّق بنا، فكفانا ما رأينا، ولتحمل بين يديك سلاماً ودفئاً وسعادة وأمنيات بأن تأتى وقد ذهبت الشياطين إلى الجحيم، وتعود بلادنا وحدة واحدة لا يفرقها المتآمرون، ربما تكون مجرد أحلام.
محمد الطرابيلى - المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com