يساعد على مكافحة اكتئاب الشتاء.. 4 حقائق مثيرة عن الكريسماس

كتب: شريف محمد فريد

يساعد على مكافحة اكتئاب الشتاء.. 4 حقائق مثيرة عن الكريسماس

يساعد على مكافحة اكتئاب الشتاء.. 4 حقائق مثيرة عن الكريسماس

عندما تجتمع مع أسرتك وأصدقائك حول شجرة عيد الميلاد، أو تضع هدية في جورب معلق فوق المدفأة، ، فأنت فعلياً تشارك في تقاليد امتدت لآلاف السنين، وتعود نشأتها إلى عصور قديمة، وشهد عيد الميلاد عبر رحلته التاريخية الطويلة العديد من التغيرات والأمور الغريبة، نستعرض أغرب 5 حقائق منها، وفقاً لما نشره موقع "Live Science" الإلكتروني.

1- الكريسماس كان يساعد الناس على مكافحة كآبة الشتاء

ربما يتساءل البعض: لماذا كل هذه السعادة والإثارة والولائم والهدايا في عيد الكريسماس بالذات؟ الحقيقة أنّ السر هو توقيت الكريسماس، فهذا العيد يحتاج أكثر من غيره من الأعياد إلى الأضواء والزينة والولائم المليئة بأشهى الأطعمة وأدسمها والتجمعات العائلية، نظراً لكونه يوافق الانقلاب الشتوي (Winter Solstice)، الذي يتميز ببرودة شديدة، تغطي الحقول والطرقات والبيوت بغطاء ثلجي كثيف، وتجبر غالبية الناس على عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، ويصاحب هذه البرودة نهار قصير جدا وليل شديد الطول.

كل هذا البرد القارص والسماء الملبدة بالغيوم، يترك كآبة وحزناً لدى الكثير من الناس، ويتسبب في الكثير من الاكتئاب والأمراض النفسية، لذلك كان لابد من مواجهة كل هذا بأجواء احتفالية وولائم كثيرة، اضافة إلى أن الكريسماس قديماً كان يوافق انتهاء موسم الحصاء، ما كان يعني عدم اضطرار المزارعين للعمل في الحقول مرة أخرى، وكان يعتبر غذاً نوع من الاحتفال بتمام الحصاد، وفرصة للتفرغ للعائلة.

2- الكنيسة لم تحتفل بالكريسماس في البداية

يقول "ستيفن نيسنباوم"، أستاذ التاريخ بجامعة "ماساتشوستس" الأمريكية، أنه على الرغم من انتشار المسيحية في أوروبا، فإن احتفالات نهاية العام (الكريسماس) ظلت لمئات القرون تتم خارج النطاق الديني للديانة المسيحية، حيث أن المسيحيين الأوائل في أوروبا لم يشعروا بوجود حاجة للاحتفال بميلاد المسيح، فلا يوجد نص صريح يأمر أو ينصح بذلك، إضافة إلى عدم وجود تاريخ محدد، ومتفق عليه، لميلاد المسيح.

وظهرت الحاجة للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح بشكل واضح في القرن الرابع الميلاد، حيث كانت هناك شائعة بدأت في الانتشار بين العامة، أن المسيح ليس إنساناً حقيقياً، بل هو مجرد طيف سماوي بلا جسد، وهذا الاعتقاد الذي لاقى آذاناً صاغية لدى بعض الناس من عامة الشعب أثار مخاوف شديدة لدى الكنيسة، دفعها للتفكير في إثبات آدمية السيد المسيح، بإعلان موعد عيد ميلاد رسمي له، والاحتفال بهذا العيد، وكانت احتفالات الكريسماس المنتشرة في أوروبا وقتها فرصة ممتازة لتكون هي التوقيت والاحتفال المنشود.

3- الكنيسة البروتستانتية الإنجليزية حاربت الكريسماس

لم تمانع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية احتفال رعاياها بالكريسماس، قبل أن تحوله في النهاية إلى عيد مسيحي فعلي، إلا أن الكنيسة البروتستانتية التطهيرية الإنجليزية، المعروفة باسم البيوريتانية (Puritanism)، كانت كارهة للكريسماس بشكل واضح، ومنعت الاحتفال به لعشرات السنين.

يعود السبب في هذه المعاداة للكريسماس إلى الأفكار الدينية المتزمتة نسبياً للكنيسة التطهيرية، التي كانت تهدف إلى تطهير الكنيسة البروتستانتية الإنجليزية من كل الاعتقادات والممارسات غير الأصيلة، بما فيها تلك الموروثة من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وكان الكريسماس وقتها ينظر له على أنه من الآثار الوثنية التي يجب القضاء عليها وتطهير المسيحية منها.

4- الهدايا عنصر جديد و"مثير للجدل" في الكريسماس

على الرغم من الارتباط الواضح بين أعياد الكريسماس وتبادل الهدايا، فإن عادة إعطاء الهدايا لم تبدأ إلا في وقت متأخر نسبياً، حيث كانت بدايتها في القرن الـ 19، وبالتحديد في عصر الملكة البريطانية فيكتوريا، حيث اعتادت الأسرة المالكة وقتها تبادل الهدايا بين أفرادها، وكانت الملكة هي أول من بدأ ذلك، لتنتشر العادة تدريجياً بين النبلاء والطبقات الارستقراطية، ثم إلى باقي طبقات المجتمع.

وازدات ظاهرة تبادل الهدايا في الكريسماس، في عصرنا الحالي، مع انتشار أسلوب الحياة الاستهلاكي، جعل بعض رجال الدين والأخصائيين الاجتماعيين ينظرون إلى الكريسماس نظرة مشابهة لنظرة التطهيريين بالكنيسة البروتستانتية الإنجليزية، حيث يرى البعض حالياً أن الكريسماس تحول من كونه عيد ديني، يتمحور حول مناسبة دينية ويحض على الاهتمام بالعائلة والشعور بالامتنان، إلى توقيت سنوي للتخفيضات وتحول المحلات والأسواق القتالية إلى ساحة قتال بين المتسوقين، إضافة إلى لهفة الناس على الهدايا ومبالغتهم في الشراب والاحتفال بطرق غير لائقة.


مواضيع متعلقة