مكاتب الشهر العقاري بالمحافظات.. "الداخل مفقود والخارج مولود" والإنجاز لـ"السماسرة"

مكاتب الشهر العقاري بالمحافظات.. "الداخل مفقود والخارج مولود" والإنجاز لـ"السماسرة"
- الشهر العقاري
- مصلحة الشهر العقاري
- مجلس النواب
- الإسكندرية
- القليوبية
- الغربية
- دمياط
- بورسعيد
- الشهر العقاري
- مصلحة الشهر العقاري
- مجلس النواب
- الإسكندرية
- القليوبية
- الغربية
- دمياط
- بورسعيد
«الداخل مفقود والخارج مولود»، شعار يرفعه معظم المتعاملين مع مكاتب الشهر العقارى على مستوى الجمهورية، تعبيراً عن معاناتهم فى كل مرة يتوجهون فيها إلى أحد المكاتب، سواء لتوثيق عقد، أو تحرير توكيل عام أو خاص، فضلاً عن الرسوم المتعددة التى يتوجب عليهم دفعها، منها ما يقومون بسداده علانية بموجب إيصالات رسمية، ومنها ما يتم دفعه «تحت الترابيزة» سراً، لقضاء مصلحته دون الاضطرار للوقوف فى «طوابير العذاب» الطويلة أمام شبابيك أداء الخدمة وذلك رغم خطة الدولة لتطوير وميكنة مكاتب المصلحة.
الإسكندرية: مدفوعات من "تحت الترابيزة" لتجنب "طوابير العذاب"
فى الإسكندرية، توجد 6 مكاتب للشهر العقارى، لخدمة ما يزيد على 7 ملايين شخص، يتوافد عليها آلاف المواطنين يومياً، ما يتسبب فى نشوب العديد من المشاجرات بين المواطنين أو مع الموظفين، الذين يتعامل الكثيرون منهم مع المترددين على مكاتبهم بطريقة «غير آدمية»، ويتقاعس البعض عن تقديم الخدمة المطلوبة، لإجبار مقدم الطلب على دفع مبالغ مالية «رشوة»، لقضاء مصلحته فى نفس اليوم، وعدم اضطراره للعودة فى يوم آخر.
أيمن خالد، معلم بإدارة شرق الإسكندرية التعليمية، اعتبر أن التعامل مع الشهر العقارى «رحلة إلى الجحيم»، وقال: «عندما أضطر للقيام بأى خدمة فى الشهر العقارى باخد أولاً إجازة من شغلى، وأوجد أمام المكتب مبكراً قبل مواعيد العمل الرسمية، حتى أحجز لنفسى مكاناً متقدماً فى أول الطابور»، وأحرص على ارتداء ملابس قديمة غير ثمينة لزوم الخناقات التى تحدث عادةً داخل المكتب، بسبب الزحام الشديد».
وأضاف أحد المواطنين، طلب عدم نشر اسمه: «إحنا بندفع مبالغ كتيرة، فلوس معلنة للرسوم مقابل الخدمة، ومصاريف سرية علشان يقوم الموظف المختص بأداء الخدمة، ورغم الزيادة الأخيرة فى رسوم تحرير التوكيلات، إلا أنها لم تخفف من معاناة المواطنين داخل مكاتب الشهر العقارى، مع العلم أن بعض الخدمات لا تستغرق سوى دقائق معدودة لإنهائها على أجهزة الكمبيوتر، إلا أن كثيراً من الموظفين يتعمدون تأخير المواطنين ويعاملونهم بصورة سيئة».
وقال عمرو إبراهيم مرسى، محامٍ، إن المواطنين فى الإسكندرية لا يمكنهم أن يتحملوا استمرار مكاتب الشهر العقارى بهذا الشكل، لأن معاناتهم تزداد يوماً بعد يوم»، مضيفاً: «المواطنون يعانون يومياً لتحرير توكيلات للمحامين، أو لتحرير توكيل عام أو خاص، لماذا كل هذه المعاناة؟ ولماذا لا يتم اتخاذ قرارات عاجلة بشأن زيادة عدد المكاتب فى المدينة؟ لأن عدد مكاتب الشهر العقارى الحالى لا يلبى متطلبات المواطنين فى مختلف أحياء الإسكندرية».
وكشف مصدر مسئول بقطاع الشهر العقارى فى الإسكندرية عن أن وزارة العدل تسعى لافتتاح عدد من مكاتب جديدة للشهر العقارى خلال الفترة المقبلة، بهدف التخفيف من معاناة المواطنين، وتحسين الخدمات المقدمة إليهم.
القليوبية: مكاتب مطورة تفتقر إلى صالة انتظار وخدمة النداء الآلى
وفى القليوبية، تشهد مكاتب الشهر العقارى بمختلف مدن المحافظة حالة من الزحام الشديد، رغم تجديد وتطوير نسبة كبيرة منها، خاصةً فى مدينة بنها، التى يخدمها 3 مكاتب مطورة بنظام الشباك الواحد، فى كل من محكمة بنها الجديدة والغرفة التجارية، إلا أن تكدس المواطنين أصبح سمة أساسية فيها، بسبب قلة عدد الموظفين، وعدم تعيين موظفين جدد، للوفاء بمتطلبات المواطنين المتزايدة من مكاتب الشهر العقارى.
المترددون على مكاتب الشهر العقارى بالقليوبية أكدوا أن أهم المشاكل التى يعانون منها، تتمثل فى بطء الإجراءات وإهدار الوقت، بسبب الزحام والروتين، وقال محمود حسين، موظف، إنه ذهب لعمل توكيل لأحد المحامين بمكتب الشهر العقارى فى بنها، ولكنه فوجئ بزحام شديد، مضيفاً أن المكتب من المكاتب المطورة، إلا أنه يفتقر لصالة انتظار، وخدمة النداء الآلى، بحيث يتم النداء بالأرقام على طالبى الخدمات، كما أن قلة عدد الموظفين تسبب تكدس المواطنين على الشبابيك.
وأوضح مصدر مسئول بالشهر العقارى فى القليوبية أن المشكلة الرئيسية التى تواجه بيئة العمل بمكاتب الشهر العقارى، تتمثل فى عجز الموظفين، رغم الإعلان عن تعيين موظفين جدد، وتم التقدم للإعلان، ولكن لم يتم ظهور النتيجة حتى الآن، واعتبر أن المشكلة لا تقتصر على القليوبية فقط، وإنما تعانى منها مكاتب الشهر العقارى فى مختلف المحافظات.
الغربية: المعاملة سيئة
وفى الغربية، لا يختلف حال مكاتب الشهر العقارى كثيراً عن غيرها فى المحافظات، حيث تمتد طوابير المواطنين لمسافات طويلة، وسط شكاوى متزايدة من سوء معاملة الموظفين للمترددين على تلك المكاتب، سواء فى طنطا أو المحلة الكبرى، وقال محمد حسن، أحد المواطنين، إنه أثناء وجوده فى مكتب الشهر العقارى بمنطقة «الإشارة»، بحى ثان المحلة، ظل واقفاً أمام الشباك لتسجيل عقد أملاك، وتحرير توكيل رسمى لأحد المحامين أكثر من 5 ساعات متواصلة.
ووصفت سوسن حسن، ربة منزل بمنطقة «ترعة الشيتى»، التابعة لمركز طنطا، الخدمات المقدمة للمواطنين فى مكاتب الشهر العقارى بأنها «سيئة للغاية»، وأضافت: «الموظفون يعاملوننا أسوأ معاملة، ولا يستمعون لمطالبنا»، وناشدت محافظ الغربية، الدكتور طارق ناشد، محاسبة كل من يثبت تقصيره أو تقاعسه عن أداء الخدمات المطلوبة للمواطنين، سواء من الموظفين أو المسئولين بمكاتب الشهر العقارى.
دمياط: لا يوجد مكتب لتوثيق مستندات السفر للخارج
وأعرب إبراهيم رضا، من محافظة دمياط، عن استيائه لسوء الخدمات المقدمة فى مكاتب الشهر العقارى، قائلاً: «مش معقول عشان أوثق عقد أو أعمل إثبات تاريخ، أبقى فى المكتب من الصبح حتى بعد الظهر». وأشار محمد حسن إلى مشكلة أخرى تواجه أبناء دمياط، تتمثل فى عدم وجود مكتب لتوثيق مستندات السفر للخارج، ما يضطر المواطنين إلى التوجه لمكاتب التوثيق التابعة لوزارة الخارجية بالمنصورة أو بورسعيد.
وفى المنيا، اشتكى الأهالى والمحامون من سوء الخدمات التى تقدمها مكاتب الشهر العقارى، وطالبوا بضرورة إعادة هيكلتها، وإلغاء الرسوم المبالغ فيها التى يتم تحصيلها من المواطنين بمسميات مختلفة، وقال محمد عبدالنعيم، محامٍ، إن هناك شكوى عامة من جميع المترددين على مكتب الشهر العقارى ببنى مزار، من سوء معاملة الموظفين لهم، مضيفاً أن مكاتب الشهر العقارى تحتاج إلى إعادة نظر فى طبيعة عملها، مشيراً إلى أن هناك حديثاً عن ضمها إلى وزارة التخطيط، بدلاً من العدل، وهو ما يستلزم توحيد الرسوم، خاصةً أن هناك بعض الرسوم التقديرية، التى تمنح فرصة لبعض المواطنين لاتباع الحيل للتهرب من دفع الرسوم المقررة.
أسيوط: رحلة "عذاب"
وفى أسيوط، حيث يخدم مكتب الشهر العقارى أكثر من 5 ملايين مواطن، يتطلب الأمر قضاء يوم كامل للحصول على الخدمة المطلوبة، وفى كثير من الأحيان يضطر المواطنون للعودة فى اليوم التالى لاستكمال الإجراءات، الأمر الذى يجعل منهم فريسة لأصحاب النفوس المريضة، الذين يقومون بتحصيل مبالغ إضافية منهم، بصورة غير شرعية، لقضاء مصالحهم، قال يونس مصطفى يونس، مدير بالتربية والتعليم، إن الشهر العقارى «تهذيب وإصلاح»، بسبب ما يعانيه المواطنون من سوء معاملة الموظفين، وبسبب الزحام الشديد.
بورسعيد: لا نستقبل مواطنين بعد العاشرة صباحاً
وفى بورسعيد، أكد جاسر المصرى، محامٍ، أن مكتب الشهر العقارى الموجود داخل المحكمة تم تطويره كمبنى فقط، ولكنه ما زال يعانى نقص الموظفين، وتعطل الشبكة الإلكترونية معظم الوقت، ما يؤدى إلى زحام شديد داخل المكتب، مشيراً إلى أن المكتب، الذى يفتح أبوابه فى التاسعة صباحاً، لا يستقبل أى مواطنين بعد الساعة العاشرة، حيث يتم توزيع أرقام بالدور على الموجودين خلال الساعة الأولى فقط، مضيفاً أنه رغم أن المكتب قبل تطويره كان يعانى قلة عدد الموظفين، إلا أنه كان يستقبل المواطنين حتى انتهاء ساعات العمل الرسمية.
وقالت فاطمة عبدالكريم، محامية من محافظة الشرقية، إنها جاءت إلى مكتب الشهر العقارى فى بورسعيد 4 مرات، وفى كل مرة يبلغها الموظف بانتهاء توزيع الأرقام، وعليها أن تأتى فى اليوم التالى، وتمكنت مؤخراً من الحصول على رقم، ولكن عند وصولها الشباك، فوجئت بالموظفة تبلغها بأن «السيستم واقع»، وعندما توجهت إلى مكتب آخر للشهر العقارى بحى «الزهور»، شاهدت بعض الأشخاص يقومون ببيع الأرقام مقابل مبالغ مالية تصل إلى 100 جنيه، أمام المترددين والموظفين، الذين لم يبدوا أى اعتراض على هذه الممارسات غير الشرعية.