"مسلمو الأويجور" بين الإرهاب والاضطهاد.. ماذا يحدث في الصين؟

"مسلمو الأويجور" بين الإرهاب والاضطهاد.. ماذا يحدث في الصين؟
- الأويجور
- الصين
- الإيغور
- مسلميو الصين
- شينجيانج
- مراكز الاحتجاز
- الأويجور
- الصين
- الإيغور
- مسلميو الصين
- شينجيانج
- مراكز الاحتجاز
تتواصل حلقات مسلسل "مسلمي الإويجور" يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإدانات والشجب والتنديد بسياسات العملاق الصيني، قصص عن تعذيب وانتهاكات ترتكبها الصين بحق أقلية مسلمة تقطن إقليم "شينجيانج" الغربي ذاتي الحكم، فجرتها تقارير غربية لتنطلق موجة من التعاطف مع الإيجور، والتشهير بسياسات السلطات الصينية ضدهم.
وتبقى دوما مشكلة "مسلمي الأويجور" قضية قديمة جديدة، وما قيل فيها أمس يقال اليوم وغدا، ولكن دائما تنفي الصين الاتهامات الغربية الموجهة ضدها، وتؤكد أن كل إجراء تتخذه من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها من نزعة الانفصال لدى بعض الحركات الأويجورية.
وترصد "الوطن"، في السطور التالية أهم المعلومات عن مسلمي الأويجور في الصين والجدل المثار حولهم من واقع التقارير الغربية، التي نشرت في مواقع ووكالات الأخبار.
تقارير أممية بشان احتجاز مليون أويجوري في معسكرات تابعة للحكومة الصينية
من بين ما تركز عليه التقارير الغربية بشأن الانتهاكات بحق مسلمي الأويجور كان احتجاز أكثر من 800 ألف منهم بحسب تقارير أممية في معسكرات أسستها الحكومة الصينية.
وقال منتقدون للحكومة الصينية، إنها تحتجز مسلمي الأويجور في معسكرات أشبه بالمعتقلات ما يعد انتهاكا كبيرا لحقوق هذه الفئة، وسط مطالبات بإطلاق سراحهم. وفي السياق ذاته، طالب برلمانيون في دول غربية بفرض عقوبات على الصين بسبب مراكز احتجاز مسلمي الأويجور.
ووفقا لتقارير غربية، فإن المحتجزين في تلك المعسكرات يجري إجبارهم على ترك الصلاة، وأكل لحم الخنزير وتعلم مبادئ الشيوعية.
في المقابل كانت تنفي الصين وجود مراكز احتجاز لمسلمي الأويجور، لكن مع نشر صور لها، بدأت السلطات الصنية تبرر وجودها بدعوى أنها في مصلحة الدولة والأويجور ولحمايتهم من التطرف.
مراكز احتجاز الأويجور.. جدل متواصل
أنكرت السلطات الصينية في البداية تلك المعسكرات، لكن مع تداول صورها في الإعلام الغربي، خرج شهرت ذاكر وهو رئيس شينجيانج الذي ينتمي الى إثنية الأويجور في مقابلة صحفية ليبرر وجود هذه المراكز التي باتت تعرف بمراكز احتجاز الأويجور، وقدم عددا من التوضحيات بهذا الخصوص، ومن بين المعلومات المتداولة عن مراكز احتجاز "الأويجور":
- جرى التحفظ على ما يصل إلى مليون أويجوري بمراكز احتجاز في منطقة شينجيانج.
- تضم مراكز الاحتجاز أطفالا لسياسيين جرى اعتقالهم.
- تضم هذه المراكز أشخاصا لمجرد أن لحاهم طويلة أو يرتدون الجلباب.
- توصف بكونها سجون في الجبال تفتقر لمعايير حقوق الإنسان وآدميته.
- لا يستطيع الأهالي التواصل مع ذويهم داخل هذه المراكز.
أهم المعلومات عن مسلمي الأويجور:
- ينحدرون من العرق التركي وهم أقلية في الصين.
- يعتبرون انفسهم أقرب ثقافيا لدول آسيا الوسطى.
- إقليم "شينجيانج" ذاتي الحكم موطنهم الأساسي.
- "شينجيانج" تعني الحدود الجديدة ويطلق عليه "تركستان الشرقية".
- تعادل مساحة "شينجيانج" نحو سدس مساحة الصين.
- يشكل الأويجور نحو 45% من سكان إقليم "شينجيانج".
- يبلغ عدد سكان "شينجيانج" نحو 24 مليون نسمة.
- تشير إحصاءات إلى أن عدد "الأويجور" بصفة عامة يصل إلى 23 مليونا.
- يخشى الأويجور من اندثار ثقافتهم نتيجة هجرة عرقية الهان الصينية.
- تعني تسمية كلمة "الأويجور" التحالف والتضامن باللغة الأويجورية.
- واللغة الأويجورية هي إحدى اللغات التركية وتستخدم الحروف العربية في كتابتها.
ثورات وأعمال عنف.. تاريخ ملتهب بين الأويجور والصين
تاريخ العلاقة بين الأويجور والصين ودولتهم مرت بمراحل عديدة كان فيها نوع من التجاذب والابتعاد عن الصين.
حاول الأويجور كثيرا الاستقلال عن الحكم الصيني عبر الثورات التي اشتملت على أعمال العنف، لكن في النهاية استقر الأويجور في موطنهم "شينجيانج" الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
انتقلت عرقية الهان الصينية للعيش في إقليم "شينجيانج"، وهو ما جعل الإيجور يفقدون مركزهم مع الوقت في موطنهم الأصلي.. وترصد النقاط التالية بعض مراحل العلاقة بين الدولة الصينية والأويجور:
- أقام الأويجور دولة لهم استمرت عشرة قرون.
- انهارت دولتهم أمام الغزو الصيني عام 1759.
- عام 1876 في بداية القرن العشرين أعلنوا الاستقلال لبعض الوقت.
- شهدت أعوام 1933 و1944 ثورات للأويجور من أجل دولة مستقلة.
- خضعت مناطق الأويجور نهائيا للحكم الصيني مع قدوم الشيوعيين عام 1949.
- أسس معارضون من الأويجور حكومة في المنفى عام 2004.
- كان عام 2009 أبرز حلقات العنف في الإقليم عندما لقي نحو 200 شخص حتفهم في أحداث عنف، وقعت في عاصمة الإقليم "أورومكي".
مسلمو الأويجور يشكون العنصرية في فرص العمل
ضخت الحكومة الصينية استثمارات ضخمة في إقليم "شينجيانج" من أجل تطويره، تمحورت حول مشروعات الصناعة والطاقة، لكن يشكو الأويجور من حرمانهم من الوظائف لصالح عرقية الهان الصينيين. كما يشكون من مصادرة السلطات مزارعهم من أجل مشروعات التنمية.
وتنص الإجراءات الصينية التي تحولت في مطلع أبريل عام 2017 إلى قوانين على:
- منع دخول المحجبات إلى المطارات والمحطات العامة.
- على الموظفين إبلاغ الشرطة عن المحجبات المخالفات.
- حظر رفض الأويجور إرسال أطفالهم إلى المدارس الحكومية.
- معاقبة من لم يمتثل لسياسات تنظيم الأسرة لدى "الأويجور" التي تضعها الدولة.
- حظر الإتلاف المتعمد للوثائق الحكومية.
- حظر الزواج من خلال الإجراءات الدينية فقط المتعارف عليها لدى المسلمين.
- الاستغناء عن جميع المصاحف وسجاجيد الصلاة وغيرها من المتعلقات الدينية الإسلامية، ومعاقبة المخالفين لهذا القرار.
بين الانفصال والتطرف.. اتهامات الصين لمسلمي "الأويجور"
بصفة عامة فإن مسلمي الأويجور يواجهون اتهامات عدة من الحكومة الصينية، يأتي أبرزها ما يلي:
- تنفيذ عمليات إرهابية أسقطت مئات القتلى.
- قناعة بعضهم بالنزعات الانفصالية عن الصين.
- تصاعد الحركات المتطرفة في "شينجيانج".
وبذريعة التصدي للإرهاب، تفرض السلطات في مناطق "الأويجور" أو منطقة "شينجيانج" تدابير أمنية مشددة، مثل زرع كاميرات المراقبة في كل مكان، وأخذ عينات من الحمض النووي الريبي، إلى جانب تزويد السيارات بشرائح تتيح ملاحقة خط سيرها عبر الأقمار الصناعية.
وتسببت هذه الإجراءات في توجيه اتهامات إلى الصين، بإخضاع مسلمي الأويجور للتلقين السياسي القسري، وعقابهم جماعيا، بالإضافة إلى فرض قيود عليهم فيما يتعلق بالحركة والاتصالات، فضلا عن القيود الدينية المتزايدة، والمراقبة الجماعية.
انتقادات دولية متزايدة لمراكز الاحتجاز
تواجه الصين انتقادات دولية واسعة بسبب التعامل مع مسلمي "الأويجور"، وإن كان هناك من يرى أنها اتهامات تستغل في إطار المواجهة مع التقدم الصيني الهائل خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي باتت ترى أن الصين هي العدو الأول لها وكانت أبرز تلك المواقف:
الأمم المتحدة تتهم الصين باتباع سياسة التمييز عنصري
طالبت لجنة تابعة للأمم المتحدة قبل أشهر الصين، بالإفراج الفوري عن نحو مليون من مسلمي الأويجور، محتجزين بشكل غير قانوني في ما يسمى بـ "معكسرات إعادة التثقيف السياسي". وكان ذلك وفق تقرير للجنة القضاء على التمييز العنصري، أعده خبراء أمميون في مجال حقوق الإنسان، وتضمن انتقادات للتعريف "الفضفاض" الذي تتبناه الصين لـ"الإرهاب" و"الانفصالية".
الولايات المتحدة: انتقادات حادة ودعوات لفرض عقوبات على الصين
تواجه الصين انتقادات حادة من الولايات المتحدة بسبب مسلمي الأويجور، وخاصة حين دعا مشرعون أمريكيون، إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى فرض عقوبات على "بكين"، لاستمرار انتهاجها القمع بحق الأقليات المسلمة. وبعث المشرعون رسالة إلى وزيري الخارجية مايك بومبيو، والخزانة ستيف منوشين، يحثون فيها على معاقبة شركات ومسؤولين في الصين، ودفع الأخيرة إلى إنهاء أزمة الأويجور.
الاتحاد الأوروبي: قضية الأويجور مصدر قلق ويجب الإفراج عن المضطهدين
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من ممارسات الصين تجاه الأويجور لاسيما اقتياد الكثيرين إلى ما يسمى "مراكز التثقيف السياسي". وطالب "الاتحاد الأوروبي" بإطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان والمضطهدين بسبب معتقداتهم الدينية، بمن فيهم "الأويجور".
السلطات الصينية ترفض الاتهامات: تشويه لسياساتنا
ترد الصين دائما على انتقادات مراكز الأويجور بالرفض وتعتبر أنها محاولة لتشويه سياسات الصين في "شينجيانج"، ومن أهم ما تؤكد عليه "بكين" بشأن مراكز الاحتجاز ما يلي أنها:
- مراكز للتدريب المهني تهدف إلى تحسين المهارات ومستوى أفراد الأقليات العرقية.
- تهدف هذه المراكز إلى تمكين الأقليات من إيجاد وظائف مناسبة لهم، لضعف مهاراتهم المهنية.
- تعتبر الصين أن ضعف مهارات الأويجور فرصة سهلة للانخراط في الإرهاب والتطرف
ربيعة قدير.. "دالاي لاما" الأويجور
من بين الشخصايات الأويجورية البارزة ربيعة قدير والتي توصف بأنها زعيمة الأويجور وأنها دلاي لاما الأويجور في إشارة إلى الزعيم الروحي لإقليم التبت الدلاي لاما، وكانت تشغل منصب رئيس المجلس العالمي للمسلمين الأويجور، فهي سيدة أعمال وناشطة سياسية قضت 6 سنوات في السجن، وتتهمها سلطات الصين بأنها إرهابية وانفصالية، وجرى نفيها إلى الولايات المتحدة حيث تقيم هناك منذ عام 2006، وترى أن الأويجور يعيشون في سجن كبير، وقد تعرض بعض أبنائها للسجن والإقامة الجبرية.
العالم صالح كاشغري.. رحيل مؤلم لتلميذ الأزهر
توفي بداية العام الماضي عن عمر 82 عاما، وقال نشطاء أويجور إنه توفي بعد 40 يوما من اعتقاله. ويوصف بأنه أحد أهم علماء الدين الإسلامي في الصين. تتلمذ على يد عدد من مشايخ الأزهر الشريف وقد فرضت عليه الإقامة الجبرية لمدة 13 عاما. ومن أهم أعماله ترجمة القرآن إلى الأويجورية.